رسالة قداسة البابا في الذكرى السنوية 90 لمعركة فيردان: وحدها المصالحة قادرة على بناء المستقبل

لمناسبة الذكرى السنوية 90 لمعركة فيردان خلال الحرب العالمية الأولى، وجه قداسة البابا بندكتس السادس عشر رسالة إلى أسقف فيردان المطران فرانسوا موبو، قال فيها إنه يتّحد بالصلاة مع جميع الذين يشاركون اليوم في القداس الإلهي احتفالا بهذه المناسبة، سائلا الله عطية السلام والشجاعة من أجل وئام وأخوة أكثر قوة على الدوام بين فرنسا وألمانيا.

وأشار البابا إلى أن الإفخارستيا التي نحتفل خلالها بانتصار المسيح على الموت، تُظهر لنا بأن المحبة أقوى من الموت، وبأن المسيح ـ وبصليبه ـ هدمَ جدران العداوة ليُصالح البشر مع بعضهم البعض. وذكّر الأب الأقدس برسالة سلفه البابا بندكتس الخامس عشر إلى قادة الشعوب المتحاربة، وتحديدا في 1 من آب أغسطس عام 1917، حين اقترح سلاما دائما ووجه نداء ملحا لوقفِ ما أسماه "بمجزرة عديمة الجدوى".

وأشار البابا في رسالته احياء لهذه المناسبة، إلى أن معركة فيردان التي شكّلت صفحة سوداء في تاريخ القارة، يجب أن تبقى في ذاكرة الشعوب كحدث لا ينبغي نسيانه أبدا، داعيا الفرنسيين والألمان والأوروبيين جميعا إلى بناء علاقات ترتكز إلى الأخوّة والتضامن والصداقة بين الشعوب. وتمنى بندكتس السادس عشر أن يستخلص معاصرونا العبر التاريخية، سيما الأجيال الفتية، وأن يعملوا على إنشاء علاقات أخوة ومحبة بين بعضهم البعض، من أجل خير الجميع ونمو الدول، متنبهين دوما إلى حاجات الفقراء والضعفاء، وذلك بالإرتكاز إلى الجذور والقيم المسيحية التي صنعت أوروبا الأمم وأوروبا الشعوب.

وأشار قداسة البابا إلى أن معركة فيردان هي رمز من رموز المصالحة بين أمتين أوروبيتين كبيرتين عدوتين فيما مضى، داعيا جيمع البلدان المتحاربة إلى القيام بخطوة ممثالة، ذلك أن المصالحة وحدها قادرة على بناء المستقبل ومنح الرجاء. وختم الحبر الأعظم رسالته إلى أسقف فيردان المطران فرانسوا موبو، في الذكرى السنوية 90 لمعركة فيردان قائلا: وحدهما المصالحة والمغفرة المتبادلة تفتحان الطريق نحو سلام حقيقي. تجدر الإشارة إلى أن معركة فيردان بدأت في 21 من شباط فبراير من عام 1916 وانتهت في 19 من كانون الأول ديسمبر من العام نفسه، وكانت من أكبر المعارك واطولها وانتهت بانتصار فرنسا على الجيش الألماني حاصدة أكثر من 200 ألف قتيل.