قداسة البابا يتسلم أوراق اعتماد سفير جمهورية ألبانيا الجديد لدى الكرسي الرسولي

تسلّم قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي الصيفي في كاستيل غاندولفو بالقرب من روما أوراق اعتماد سفير جمهورية ألبانيا الجديد لدى الكرسي الرسولي روك لوغو، ووجه له كلمة حيا فيها الشعب الألباني الذي ـ وكما قال الأب الأقدس ـ لم يفقد توقه إلى الحقيقة والحرية، على الرغم من الديكتاتورية الشيوعية الطويلة والمضنية، التي انتهت منذ سنوات قليلة.

وأشار قداسة البابا في كلمته إلى أن النمو في مناخ من الحرية الحقيقية يتطلّب إطارًا أخلاقيًا ـ روحيا ملائما، وأشار إلى أن ألبانيا تطمح للإندماج ـ مؤسساتيا أيضًا ـ مع الدول الأوروبية، هي التي تشعر بأنها مرتطبة بها أصلا، ليس لأسباب جغرافية فقط، بل لدوافع تاريخية وثقافية.

وذكّر الأب الأقدس في كلمته إلى سفير ألبانيا الجديد لدى الكرسي الرسولي بالأم تريزا التي أعلنها السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني طوباوية في العام 2003، وقال: من خلال شهادة حياة إنجيلية وشجاعة كبيرة، أعلنت ابنة ألبانيا، وللجميع، أن الله محبة، ويحبّ كل إنسان، سيما الفقير والمتروك. وأضاف البابا يقول إن المحبة هي القوة الثورية الحقيقية التي تبدل العالم، مشيرًا إلى أن الكنيسة، ومن هذه المحبة بالذات، تريد الشهادة من خلال أعمالها التربوية التي لا تشمل الكاثوليك فقط، بل الجميع. 

وانتقل قداسة البابا ليتحدث عن التحديات التي ينبغي على ألبانيا مواجهتها في هذه الآونة وفي طليعتها الهجرة، وقال: إذا كانت هناك ضرورة لمحاربة أسباب هذه الظاهرة، فلا بد أيضًا من توفير الشروط الملائمة كي يتمكن كل راغب في العودة إلى وطنه. وفيما يتعلق بالعلاقات الرسمية بين الكنيسة الكاثوليكية والدولة، أكد الحبر الأعظم أن الكرسي الرسولي يريد الإسهام من خلال اتفاقية عام 2002 مع ألبانيا في تعزيز دولة القانون في هذه الجمهورية والإطار القانوني أيضًا من أجل ممارسة حقوق المواطنين في المجال الديني.

وفي ختام كلمته إلى سفير ألبانيا الجديد لدى الكرسي الرسولي ذكّر قداسة البابا بكلمات يوحنا بولس الثاني إلى الشعب الألباني خلال زيارته التاريخية في 25 من شهر نيسان أبريل من عام 1993 حين قال:"سيروا متحدين على الدرب التي تقود إلى الحرية الكاملة، عبر احترام الجميع والتعايش السلمي والتعاون والتفاهم بين مختلف المكوّنات الإتنية والثقافية والروحية."

تجدر الإشارة إلى أن السيد روك لوغو سفير ألبانيا الجديد لدى الكرسي الرسولي من مواليد عام 1962. متأهل وله ولدان. تخرّج من جامعة تيرانا حائزا على شهادة في الهندسة المدنية.