2006-09-10 13:03:48

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الأحد 10 سبتمبر 2006


الأمم المتحدة تقر استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 

مع حلول الذكرى الخامسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر وانطلاق الحرب على الإرهاب  أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قرارا يدين الإرهاب بكل أشكاله ويحدد استراتيجية شاملة لمكافحة هذه الآفة تقوم على احترام حقوق الإنسان ودولة القانون. وانتقدت بعض الوفود مثل سوريا وكوبا وفنزويلا عدم تضمين النص تعريفا قانونيا واضحا للإرهاب وإدانة صريحة لإرهاب الدولة. وفي هذا القرار غير الملزم أدانت 192 دولة بحزم وبشكل لا لبس فيه الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره كائنا من كان منفذوه ودوافعه ومكانه لأنه يشكل أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين. والقرار الذي اعتمد عشية الذكرى الخامسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 سيشكل أساسا لإبرام اتفاقية شاملة للأمم المتحدة لمواجهة الإرهاب الدولي.

ويعمل دبلوماسيون منذ 9 سنوات على مسودة اتفاقية تشمل كل الوثائق السابقة حول مكافحة الإرهاب بما في ذلك عمليات التفجير والتمويل والتهديدات النووية والبيولوجية. لكن جهودهم تتعثر حتى الآن حول تعريف مقبول للإرهاب ولا سيما في الشرق الأوسط حيث أن ثمة مجموعات تعتبرها بعض الدول إرهابية في حين ترى فيها أطراف أخرى حركات مقاومة. ويوضح القرار أن أي قرارات تتخذ للوقاية من الإرهاب ومحاربته يجب أن تحترم الالتزامات المتخذة بموجب القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية والبروتوكولات ذات الصلة لا سيما قانون حقوق الإنسان وقانون اللاجئين والقانون الإنساني الدولي.

والتزمت الدول الأعضاء بشكل عام باتخاذ إجراءات لمعالجة المشاكل التي تعتبر مصدرا للإرهاب وكذلك الحيلولة دون انتشار الإرهاب ومحاربته. ومن بين هذه المشاكل أشار القرار إلى النزاعات التي لم تجد حلولا لها وانتهاكات حقوق الإنسان والتمييز العنصري والقومي والديني والتهميش الاجتماعي الاقتصادي. والتزمت الدول أيضا باتخاذ إجراءات لزيادة قدراتها على مكافحة الإرهاب وتعزيز دور الأمم المتحدة في هذا المجال من أجل التأكد من احترام حقوق الإنسان ودولة القانون العنصرين الأساسيين في هذه الحرب.

لكن سفير سوريا بشار الجعفري قال إنه رغم دعمه للنص في إطار التوافق العام يأسف لأن القرار لم يأت على ذكر إرهاب الدولة. وأعطى مثالا على ذلك الهجمات الإسرائيلية على لبنان والفلسطينيين. وقال إن النص كذلك لم يضع أي تمييز بين الإرهاب وحق الشعوب المشروع في مقاومة الاحتلال كما أنه لم يعالج جذور الإرهاب. واعتبر أن القرار غير متوازن ويتضمن من الأخطاء والثغرات الكثير. وقال الجعفري إن تعريفا قانونيا للإرهاب هو شرط مسبق لتطبيق الاستراتيجية.

 وحذرت كوبا كذلك من أن مكافحة الإرهاب يجب ألا تكون ذريعة للتدخل في شؤون الدول الأخرى. وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الذي حضر الجلسة إن إقرار الاستراتيجية يوجه رسالة واضحة بأن الإرهاب مرفوض أيا كان منفذه ومهما كانت أسبابه. وتتمحور استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب على ردع الأشخاص عن اللجوء إلى الإرهاب أو دعمه ومنع حصول الإرهابيين على الوسائل التي تسمح لهم بتنفيذ هجماتهم وردع الدول عن دعم الإرهاب وتطوير قدرة الدول على إلحاق الهزيمة بالإرهاب والدفاع عن حقوق الإنسان.

مضت خمس سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي بدلت تاريخ العالم الحديث وشرعت الأبواب أمام حرب شاملة على الإرهاب شاءتها الولايات المتحدة الأمريكية. مع ذلك رب سائل يسأل هل أعطت الحرب على الإرهاب ثمارها؟ نقول لا. خلال السنوات الخمس الأخيرة استمرت الحرب في أفغانستان وشنت أمريكا حربا على العراق تنذر اليوم باندلاع حرب طائفية واستمر العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وشهد العالم حربا عنيفة شنتها إسرائيل على لبنان في ما المجتمع الدولي ينوي محاسبة إيران على نشاطاتها النووية مع مخاوف من احتمال تفجر نزاع آخر في الشرق الأوسط لا تحسب أبعاده. هل يسعنا القول إنها ثمار يانعة؟ كلا ثم كلا. الإرهاب آفة تجد جذورها في نسيج اجتماعي وثقافي وفكري يحتاج إلى تفهم وعلاج. والسنوات الخمس الأخيرة أثبتت أن الوصفة لم تكن العلاج الصحيح. 

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.