2006-09-07 16:25:55

خميرة الإنجيل . حضور الكرسي الرسولي في حياة الشعوب. كتاب يضم 12 مداخلة للكردينال سودانو


"خميرة الإنجيل. حضور الكرسي الرسولي في حياة الشعوب": عنوان كتاب يضم 12 مداخلة للكردينال أنجيلو سودانو ذات طابع ديبلوماسي وكنسي، تم تقديمه صباح اليوم الخميس خلال مؤتمر صحافي في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، ترأسه صاحبا السيادة غابريالي جوردانو كاتشا وبيترو بارولين من أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول.

ذكّر المونسنيور كاتشا في مداخلته بأن السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني قد عيّن الكردينال سودانو أمينا عاما لدولة حاضرة الفاتيكان في الأول من كانون الأول ديسمبر من عام 1990، وكان قد بدأ نشاطه في خدمة الكرسي الرسولي منذ العام 1961. وأشار سيادته إلى أن الكردينال سودانو يصف الكتاب "بتذكار" يشكر فيه جميع من رافقه خلال السنوات الماضية وساعده في إتمام رسالته، إضافة إلى معاونيه في أمانة سر الدولة والكوريا الرومانية والسفارات البابوية وشخصيات أخرى في الحياة السياسية والاجتماعية دعمت مبادرات السلام بين الشعوب والأعمال الخيرية التي تقوم بها الكنيسة لخدمة الفقراء.

وأضاف المونسنيور كاتشا يقول إن الكتاب هو باختصار مجموعة مداخلات للكردينال سودانو أدلى بها ـ باسم الأب الأقدس ـ وتدخل في إطار كنسي ودولي وسياسي، وأشار إلى أن نيافته، ومنذ الصفحات الأولى، يسلط الضوء على رسالة الكرسي الرسولي الراعوية والتي تهدف إلى "حمْل خميرة إنجيل المسيح إلى حياة الأفراد والأمم".

ويقول الكردينال سودانو في الكتاب إنه لمس ـ وخلال المهمات العديدة التي أوكلها إليه الحبر الأعظم ـ أهمية حضور الكرسي الرسولي في النشاطات الدولية بهدف وضع هذه الخميرة المجدّدة في قلب الحضارة المعاصرة، ويصفها بخميرة الحقيقة والمحبة والسلام، ويشير إلى أن الكنيسة تُعلن إنجيل كرامة الإنسان والعائلة، إنجيل الوئام والسلام، إنجيل العدالة والمحبة.

أما المونسنيور بيترو باورلين فقال في مداخلته إن للكردينال سودانو نظرة مطبوعة بواقعية مسيحية. فالشر موجود في العالم، وبأشكال متعددة، وقواه المدمّرة تهدّد باستمرار الإنسان والمجتمع والحضارة، غير أنّ الكلمة الأخيرة ليست للشر، لأن الكائن البشري قادر ـ وبعون الله ـ على تخطي قوى الشر وإيجاد الموارد المادية والروحية للإجابة على التحديات المطروحة أمامه. وتابع المونسنيور بارولين يقول إن طريقة عمل الكردينال سودانو تتمثل بحضوره الرزين. فمن واجب الكرسي الرسولي متابعة الجهود التي يقوم بها المجتمع الدولي، كيما يعمل كالخميرة التي تحدّثها عنها الإنجيل، على الرغم من المصاعب.

وانتقل بعدها المونسنيور بارولين ليتحدث عن المداخلات 12 الواردة في الكتاب والتي تطرّق إلى التسلح والصحة والمهاجرين والسلام بنوع خاص. وأشار إلى أن الكردينال سودانو كان أمينًا عاما لدولة حاضرة الفاتيكان إلى جانب حبرين أعظمين، ولمدة ستة عشر عاما تقريبا، وخلال فترة اتّسمت بالتعقيد أيضًا، إذا ما فكّرنا فقط بنهاية الحرب الباردة والنزاعات في الخليج والبلقان واندلاع الإرهاب الدولي بعد الحادي عشر من أيلول سبتمبر لخمسة أعوام خلت، إضافة إلى السعي المضني لنظام عالمي جديد قادر أن يجعل من العولمة فرصة للتنمية والسلام.

وأشار المونسنيور بارولين ـ في تعليقه على الكتاب ـ إلى أن مركزية الكائن البشري تشكل مبدأ استيحاء نشاط الكرسي الرسولي الديبلوماسي. وهذا ما شدد عليه الكردينال سودانو في كوبنهاغن عام 1995، خلال قمة حول النمو الاجتماعي. فالكائن البشري هو محور النمو، وبكلمة أخرى، يضع الكرسي الرسولي كرامة الإنسان في المركز الأول لنشاطه السياسي والدولي: من الحرية الدينية إلى حرية الضمير، ومن الحق في الحياة منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي. كما يولي الكردينال سودانو أهمية خاصة لواجب التضامن، وكما قال عام ألفين أمام الأمم المتحدة، إن هدف النمو هو تعزيز خير الإنسان وكرامته، أما الوسائل القادرة على تحقيق هذا الهدف فتُختصر بكلمة "التضامن".

وفي ختام مداخلته أثناء تقديم كتاب "خميرة الإنجيل. حضور الكرسي الرسولي في حياة الشعوب"، ذكّر المونسنيور بارولين بما قاله الكردينال سودانو في العام 1990 في نيويورك أثناء اجتماع وزراء خارجية الدول التي شاركت في مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا:إن الطبيعة الدينية للكرسي الرسولي تحمله على التشديد دومًا على أولوية السلام وضرورة البحث عن حلول سلمية لحل الخلافات الدولية. أما الطبيعة الإنسانية فتقود الكرسي الرسولي إلى التذكير بأهمية اتخاذ الإجراءات الملائمة، كيلا يتألم السكان المدنيون سيما الأطفال والمرضى جراء القرارات المتّخذة لحل الأزمات.

تجدر الإشارة إلى أن الكردينال تريشيزو بيرتوني رئيس أساقفة جنوة بإيطاليا سيخلف الكردينال أنجيلو سودانو في أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان يوم الخامس عشر من الجاري. 








All the contents on this site are copyrighted ©.