2006-09-01 16:25:37

قداسة البابا يزور معبد الوجه الأقدس في مانوبيلو بإيطاليا: للتعرف على وجه الرب لا بد من "أياد نقية وقلوب طاهرة"


زار قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة معبد الوجه الأقدس في مانوبيلّو بإقليم كييتي بإيطاليا حيث كانت في استقباله شخصيات مدنية ودينية وأعداد من المؤمنين. وجه الأب الأقدس كلمة استهلها بالقول إن الكنيسة عائلة كبيرة، وحيث يكون البابا تجتمع العائلة بفرح كبير. إنها علامة الإيمان الحي والفرح والشركة والسلام. فنحن كلنا ـ وكما جاء في المزامير ـ نلتمس وجه الرب. وهذا معنى زيارتي أيضًا: معا نحاول أن نتعرف بشكل أفضل على وجه الرب. ففيه نجد قوة المحبة والسلام الذي يدلنا أيضًا إلى طريق حياتنا.

وشكر الأب الأقدس الرب على هذا اللقاء العائلي والبسيط، في مكان يتيح التأمل بسر المحبة الإلهية، من خلال التأمل بأيقونة الوجه الأقدس، كما وحيا جميع الحاضرين، خاصًا بالذكر الآباء الكبوشيين الذين يهتمون منذ قرون بهذا المعبد، مقصد أعداد غفيرة من الحجاج. وأضاف قداسته يقول: أثناء توقفي للصلاة، فكّرتُ بالتلميذين اللذين وبتشجيع من يوحنا المعمدان، تبعا يسوع ، كما نقرأ ذلك في إنجيل القديس يوحنا: "فالتفتَ يسوع فرآهما يتبعانه فقال لهما: ماذا تريدان؟ قالا له: رابي أين تقيم؟ فقال لهما:هلمّا فانظرا." وفي ذاك اليوم نفسه، قال الأب الأقدس، عاش التلميذان اختبارا لا يُنّسى حملهما للقول:"وجدنا المسيح!" وفي العشاء الأخير قال يسوع لفيلبيس أحد التلاميذ:"أنا معكم منذ وقت طويل، ألا تعرفني يا فيلبس؟ من رآني رأى الآب". ولكن، وبعد الآلام فقط، وعندما التقوا بالقائم من الموت وأنار الروح القدس عقولهم وقلوبهم، فَهم الرسل معنى الكلمات التي قالها يسوع، وآمنوا بأنه ابن الله، المسيح المنتظر من أجل فداء العالم، وأضحوا هكذا شهودا مقدامين حتى الشهادة.

وتابع قداسة البابا يقول: لا بد ولرؤية الله، من التعرف إلى المسيح والاقتداء بروحه الذي يرشد المؤمنين إلى الحق كله. فمن يلتقي يسوع ويستعد لإتباعه حتى التضحية بحياته، يختبر شخصيًا ـ وكما المسيح نفسه على الصليب ـ أن حبة الحنطة وحدها التي تقع في الأرض وتموت تحمل ثمرًا كثيرا. وهذه هي طريق المسيح، طريق المحبة الكاملة التي تنتصر على الموت، ومن يسير عليها ويكره حياته في هذه الدنيا، يحفظها للحياة الأبدية. وهذه هي خبرة أصدقاء الله الحقيقيين، خبرة القديسين الذين عرفوا وأحبوا في الأخوة، سيما الفقراء والمعوزين، وجه الله الذي تأملتُه بمحبة خلال صلاتي. فَهُم يشكلون مثالا يُحتذى به ويضمنون لنا بأنه وإذا سرنا بأمانة على هذه الطريق، طريق المحبة، فنحن أيضًا ـ وكما يقول صاحب المزامير ـ سنشبع عند اليقظة بحضور الله.

وتابع البابا مذكرا بكلمات صاحب المزامير أيضًا: هذا هو جيلُ طالبيه ملتمسي وجهك يا إله يعقوب! ولكن، أضاف قداسته يقول، من هو هذا الجيل الذي يبحث عن وجه الله وأي جيل يستحق أن يصعد إلى جبل الرب ويقوم في موضعِ قُدسه؟ ويشرح صاحب المزامير بأنه "النقي الكفيّن والطاهر القلب الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل ولم يحلف بالغش". وبالتالي، فإنه، وللدخول في شركة مع المسيح والتأمل بوجهه، وللتعرف على وجه الرب في وجوه الأخوة وأحداث الحياة اليومية، لا بد من "أياد نقية وقلوب طاهرة". وقال الأب الأقدس إن الأيادي النقية هي الحياة المُستنيرة بحقيقة المحبة التي تتغلب على اللامبالاة والشك والرياء والأنانية. ولا بد من قلوب طاهرة يختطفها الجمال الإلهي، كما تقول القديسة تريز دو ليزيو في صلاتها إلى الوجه الأقدس. وختم قداسة البابا كلمته أثناء زيارته معبد الوجه الأقدس في مانوبليو بآية من سفر العدد:"يباركك الرب ويحفظك. يضئ الرب بوجهه عليك ويرحمك. يرفع الرب وجهه نحوك ويمنحك السلام."

 








All the contents on this site are copyrighted ©.