2006-08-26 15:54:10

رسالة البطريرك صباح إلى المشاركين في لقاء أسيزي من أجل السلام في الشرق الأوسط: "العنف دائرة موت ينبغي تحطيمها"


شهدت مدينة أسيزي الإيطالية  صباح اليوم السبت تظاهرة وطنية من أجل السلام في الشرق الأوسط، وذلك بدعوة وتنظيم "طاولة السلام" وبالتنسيق مع الهيئات المحلية الناشطة من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط، وبمشاركة ما يزيد على 400 منظمة.

وللمناسبة، وجه بطريرك القدس للاتين ميشال صباح رسالة إلى المشاركين في تظاهرة السلام قال فيها "إنّ ما يحصل يوميا في غزة والضفة الغربية، وما حصل خلال 33 يومًا في جنوب لبنان، هو ببساطة غير إنساني، مهما كانت الأسباب المقدَّمة لتبريره. ومن واجب المجتمع الدولي أن يتدخّل بقوة لوضع حد له. فأسْر جندي إسرائيلي في غزة واثنيْن في جنوب لبنان عمل لا بدّ من إدانته، ونأمل بأن يعودوا سالمين إلى أهلهم وأحبائهم.

ولكننا ندين في الوقت نفسه ـ تابع غطبته يقول ـ اعتقال الإسرائيليين اليومي لعدد من الفلسطينيين، بدون أن ننسى العشرة آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية. فلهؤلاء أيضًا أهل وأحباء ينتظرون عودتهم. إنّ كل إنسان، إسرائيليًا كان أم لبنانيًا أو فلسطينيًا، له الكرامة نفسها.

وأكد البطريرك صباح أنّ العنف هو دائرة موت يجب تحطيمها، وقد بيّنت التجربة مرة جديدة أن العنف غذّى العنف ولم يؤدّ إلى الأمن المرجو. والعنف ـ قال غبطته ـ لا يقدر ولا ينبغي أن يكون وسيلة مشروعة للدفاع عن النفس، ذلك أن القوة العسكرية لا تحمي لوحدها، وأعمالَ الثأر العسكرية تزيد من الرفض لإسرائيل في المنطقة.

وأشار غبطته إلى أن الحل الوحيد للدفاع المشروع عن النفس والقادر أن يحمي حقًا ويقودَ إلى الأمن المنشود، يكمن في وضع حد للظلم الذي هو قلب هذا النزاع الطويل، أي القضية الفلسطينية، وبالتالي لا بد من وضع حد للاحتلال العسكري الإسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني منذ سنوات وإعادة الحرية والإستقلال له. أما الانتظار لغياب كل مظهر من مظاهر العنف الفلسطيني فهو موقف غير واقعي ومنطقي، لأنّ الظلمَ وما دام قائمًا، فهو ينمي العنف.

وتطرق بطريرك القدس للاتين إلى مقتل أنجيلو فرّامارتينو الشاب الإيطالي في الأرض المقدس، وقال إنّ حضور هؤلاء المتطوعين ينبغي أن يتواصل كعنصر حياة حيث غالبًا ما ينتصر الحقد والعنف والموت. إنّ المتطوعين مثل أنجيلو يذكّروننا بأن السلام ممكن ويقولون للشعبين إن الحرب هي شر على الدوام.

وفي ختام رسالته إلى المشاركين في تظاهرة أسيزي من أجل السلام في الشرق الأوسط، قال البطريرك ميشال صباح: فلنرفع الصلاة كيما تنتصر الحكمة على روح الثأر ويعلم البشر بأنهم قادرون على العيش معًا. لنصل حتى تتوقف العمليات العسكرية التي تجرد القادة والجنود من إنسانيتهم وتحولّهم إلى آلة للقتل والتدمير. لنرفع الصلاة كيما يبقى الله حاضرًا بين البشر ويجعل بحضوره الإنسانَ أكثر إنسانية تجاه جميع إخوته وأخواته.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.