2006-08-25 14:58:21

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الجمعة 25 أغسطس 2006


هل يتجه الشرق الأوسط نحو حرب جديدة تحت غطاء المخاوف الإسرائيلية من هجوم سوري وإيراني؟

تتخوف إسرائيل من هجوم سوري مفاجىء ما حمل القيادة العسكرية المركزية على تمديد حالة التأهب القصوى التي أعلنت عنها خلال المعارك مع حزب الله. مصادر إعلامية في تل أبيب ذكرت أن سوريا نصبت كميات كبيرة من المدافع والصواريخ المضادة للطائرات على مرتفعات الجولان ما يعني احتمال شن هجوم على الأراضي الإسرائيلية. قائد أركان الجيش الإسرائيلي قال إن الاستقرار المشحون الذي يسود الحدود اللبنانية الإسرائيلية من شأنه أن يزعزع الحدود السورية الإسرائيلية. وأضاف أن مسؤولين عسكريين يتأهبون لوضع استراتيجيات للتصدي لأي هجوم خارجي على إسرائيل من قبل الدول المتاخمة شأن سوريا وإيران وأن خلايا إرهابية قد تنشط على الحدود السورية اللبنانية.

لقد توقفت المدافع عن إطلاق حممها في جنوب لبنان وتوالت عملية تسليم المواقع التي تم احتلالها وأوقفت الطائرات غاراتها التدميرية وابتعدت البوارج الحربية قليلا عن السواحل وصواريخ المقاومة لم تعد منطلقة جنوبا باتجاه المستعمرات الإسرائيلية في ما يتأهب المجتمع الدولي لإنهاء خريطة القوات الدولية على الحدود بين إسرائيل ولبنان. مؤشرات تبدو إيجابية لكن قراءة عميقة للسيناريو تحملنا على التفكير باحتمال اتساع النزاع. إسرائيل خسرت آخر حرب وواشنطن لم تحقق مآربها لا في لبنان ولا في العراق أو في أفغانستان وأوروبا تتأرجح بين تعاطفها مع العرب وولائها للإدارة الأمريكية.

كيف الكلام إذن عن نهاية الحرب في الشرق الأوسط؟ ولن نشغل أنفسنا هنا بما تطلقه حكومة أولمرت أو جنرالات الحرب الإسرائيليين من مزاعم أو ما قاله الرئيس بوش مخالفا فيه هذه البديهية. وبالتالي وإذا كان مقياس النصر هو التمكن من تحقيق أهداف الحرب فإن عدمه يعني الهزيمة. وإذا أخذنا ما سبق بعين الاعتبار فسوف نتفق مع زعيم المعارضة اليمينية الإسرائيلية بنجامين نتانياهو الذي يسعى بشكل مستميت في هذه الأيام للإجهاز على خصمه اللدود أولمرت وحكومته حين قال إن الحرب لا تعدو أكثر من محطة أو جولة سوف تتبعها جولات. زد إلى ذلك تقلص شعبية أولمرت بشكل مستمر. 63% من الإسرائيليين يطالبون باستقالته. 

غداة الإعلان عن وقف المعارك بين إسرائيل وحزب الله قيل إن إنهاء القتال لا يعني وقف العملية العسكرية. وهذا يعني أن الحرب لم تتوقف بل علقت سيما وأن سيد هذه الحرب أو متعهدها الرئيس بوش ما انفك يرى في أداتها إسرائيل.  لقد توقفت الحرب لكنها لم تضع أوزارها. ولعلنا أمام بوادر فصل جديد من الصراع من شأنه أن يكون الأشد ضراوة وقسوة وتداعيات. الأمة العربية التي نعتقد أنها تشهد هذه الأيام تحولا نوعيا في وعيها بتأثير من تداعيات المقاومة اللبنانية ستجد نفسها أمام مفترق مصيري واضح. شرق أوسط جديد أم أمة عربية جديدة.

توقفت الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان لكن الحصار الجوي والبحري ما زال مستمرا. وبات على جميع الطائرات المتوجهة إلى بيروت  التوقف في مطار عمان لتفتيشها وركابها للتأكد من أنها لا تحمل صواريخ أو أسلحة إلى المقاومة اللبنانية. إجراء مخجل للغاية. فإسرائيل لا تملك الحق القانوني أو السياسي لفرض مثل هذه الإملاءات على دولة عربية. ومن الغرابة في الوقت نفسه أن تطوعت الحكومة الأردنية لأداء هذا الدور وتفتيش طائرات عربية ولبنانية وأجنبية بأوامر وتعليمات إسرائيلية. فإذا كان قبول هذا الدور يتم في إطار مصلحة لبنان فلتقم به دولة غير عربية وغير مسلمة مثل قبرص على سبيل المثال وليس الأردن.

في غضون ذلك تترقب بيروت التطورات السياسية وزيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى المنطقة الأسبوع المقبل والتي يتوقع أن يعقبها فك للحصار الإسرائيلي المضروب على لبنان برا وبحرا وجوا إضافة إلى التعجيل في تشكيل القوة الدولية التي ستنتشر في الجنوب إلى جانب الجيش اللبناني. مصادر سورية رسمية رأت أن الانتشار المحتمل لقوة أممية على الحدود اللبنانية السورية يعبر عن إرادة مشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل بتحويل لبنان إلى محمية إسرائيلية. جهات إعلامية في دمشق ذكرت أن إدارة بوش تعد حربا على لبنان وتريد أن تحول هذا البلد إلى محمية إسرائيلية. وأضافت أن ما يدعو إلى الأسف أن هناك أطرافا لبنانية تدفع في هذا الاتجاه الإسرائيلي الأمريكي عبر زج مسائل حساسة مثل نزع سلاح حزب الله وإرسال قوات دولية إلى الحدود مع سوريا.

وعن الزيارات المنوي أن يقوم بها إلى لبنان سياسيون دوليون حذر مسؤول في المكتب السياسي لحزب الله رئيس الوزراء البريطاني بلير من زيارة لبنان لأنه كما وصفه غارق لأذنيه في دماء النساء والأطفال اللبنانيين. وجاء ذلك بعد التقارير الصحافية التي أشارت مطلع الأسبوع إلى أن بلير حصل على موافقة أمريكية لمبادرة جديدة في الشرق الأوسط في محاولة لإحياء العملية السلمية. ويخطط بلير لزيارة المنطقة العربية بما فيها لبنان. وقال مسؤول حزب الله إن رئيس الوزراء البريطاني غير مرحب به في لبنان بعد موقفه من الحرب على هذا البلد حيث رفض الاستماع للمطالب الدولية من أجل وقف إطلاق النار والتزم بالموقف الرسمي الأمريكي.

مخاوف إسرائيل من احتمال هجوم إيراني ربما تعود إلى تصريحات مسؤول عن الملف النووي الإيراني حول استعداد بلاده للإعلان قريبا عن تحقيق علماء إيرانيين نجاحا مهما في المجال النووي. وقال هذا المسؤول الذي لم يكشف عن هويته إن هذا النجاح البالغ الأهمية على الصعيد العلمي توصل إليه الخبراء النوويون الإيرانيون في برامجهم البحثية. نجاح سيؤكد سيطرة الجمهورية الإسلامية على مختلف قطاعات العلم النووي وسيعزز موقع إيران بصفتها دولة نووية. واعتبر أنه إذا أولت الدول الأوروبية والذين عرضوا المقترحات اهتمامهم بدقة لكافة الإشارات الإيجابية والواضحة التي يتضمنها رد إيران على هذه الرزمة فإن الملف النووي الإيراني سيحل ببساطة عن طريق المفاوضات بعيدا عن التوتر.



 








All the contents on this site are copyrighted ©.