2006-08-17 14:36:12

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الخميس 17 أغسطس 2006


يقظة الطموحات السورية في لبنان تثير رد فعل الأوساط السياسية اللبنانية. هل يعيد التاريخ نفسه؟

بعد أكثر من شهر على إطلاق إسرائيل حربها على لبنان من المفيد أن نتوقف عند هذه الحرب الفريدة من نوعها في الظرف والوسيلة والنتائج لنستعرض ما حدد لها من أهداف وما آلت إليه من نتائج بعد هذه المدة التي تعتبر طويلة نسبيا إذا ما قورنت بحروب إسرائيل السابقة ضد العرب. إنها الحرب ذات الأهداف البعيدة المدى والجذرية التأثير. حرب شاء القدر أن تكون المدخل إلى إعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو إذا صح التعبير الشرق الأوسط المستعمر أميركيا.

المؤشر الأول الذي انطلق من هذه الحرب هو يقظة الطموحات السورية في لبنان وما أثارته من ردود أفعال لدى الأوساط السياسية اللبنانية التي أسرعت على لسان النائب سعد الحريري لتنتقد الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه وتؤكد أن انتصار المقاومة اللبنانية ليس إلا إنتاجا لبنانيا وحسب. أخذ الحريري على النظام السوري محاولاته إلحاق آلام جديدة بلبنان بعد العذاب الذي لحقه من جراء القصف الإسرائيلي. وردا على اتهامات الأسد للأغلبية البرلمانية بخدمة مصالح إسرائيل قال سعد الحريري إنها نكران جميل للعرب لا بل إنها تثير الفتن الداخلية في لبنان وترمي إلى إحداث شرخ في الصف السياسي اللبناني.

ومن المؤشرات الأخرى لهذه الحرب أن الضغط الأمريكي على الإسرائيليين هذه المرة مقارنة بالمرات السابقة التي هاجموا فيها لبنان رغم أنهم استخدموا من العنف ما لم يستخدموه في الماضي كان مختلفا. فقد التزمت واشنطن الصمت إزاء تدمير إسرائيل لأهداف مدنية في بيروت واستهدافها المدنيين في كل أرجاء لبنان. ويمثل هذا تناقضا واضحا في السياسة الأمريكية. فواشنطن تؤيد حكومة فؤاد السنيورة المنتخبة والمعادية لسوريا التي تضعفها الهجمات الإسرائيلية اليومية على الأهداف الاقتصادية التي لا علاقة لها بحزب الله.

الصحافة الرسمية المصرية انتفضت أمام تصريحات الرئيس السوري واتهمت دمشق بفقدان المصداقية مذكرة بأن سوريا لم تطلق منذ 30 سنة طلقة نارية واحدة لتحرير مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وكان الأسد قد أخذ على مصر والسعودية والأردن تنديدهما بخطف الجنديين الإسرائيليين على يد حزب الله ووصفهما تصرف حزب الله بالمغامرة غير المحسوبة وكأن انتصار حزب الله في الحرب السادسة ضد إسرائيل انتصار سوري.

وعودة إلى المؤشرات لا بد من القول إن وضع سوريا اليوم بات أكثر خطورة حتى ولو تذرعت بحجة انتصار حزب الله. وهي ذريعة أقبح من ذنب إذ إن رقعة انعزالها ستتسع وربما تفرض واشنطن مزيدا من العقوبات على النظام السوري. وقد يتساءل المرء هل تعي سوريا وضعها على حقيقته؟ أم أنها تتكل في تهجمها الكلامي على لبنان والعرب على قوى خارجية إقليمية شأن إيران؟ وإذا كان الأمر على هذا النحو ألم تفكر دمشق بأن السيف الأمريكي لا يزال فوق رأس طهران؟

تساؤلات ما من شك أن الرئيس السوري حسب لها حسابا. وهذا يعني وللأسف أن التاريخ قد يعيد نفسه في لبنان إلا إذا استطاع اللبنانيون أخذ عبرة من الحرب الأخيرة فالتفوا حول بعضهم متناسين الفروقات السياسية والطائفية وأعينهم متجهة نحو وحدة بلدهم. المؤشرات التي انطلقت من هذه الحرب لم تقتصر على لبنان وحسب إنما امتدت وفقا للمعطيات الأخيرة لتشمل الوضع الفلسطيني حيث ما زالت تداعيات انتصار المقاومة في لبنان تتواصل بشكل مكثف بسبب التغيرات الجذرية التي أحدثتها في المعادلات السياسية والعسكرية في المنطقة حيث تعكف معظم الجهات الإقليمية والدولية على دراستها بشكل معمق واستخلاص الدروس ورسم استراتيجيات المستقبل على أساس انعكاساتها.

وليس من قبيل الصدفة أن قررت فتح وحماس العمل على تشكيل حكومة وفاق وطني لتخطي الخلافات في الشارع الفلسطيني. الحرب السادسة تسببت لإدارة أولمرت منذ بداياتها بارتباك في الشارع الإسرائيلي كما أذهلت الكثير من المحللين العسكريين في البلاد وأبرزت تقلص شعبية القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل. زد إلى ذلك أن الشرق الأوسط لم يعد كما كان منذ قرابة الشهر. نحن إذا أمام واقع جديد. وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قالت بعد اندلاع القتال في لبنان إن هناك مخاضا لشرق أوسط جديد لكن عربا يقولون الآن إن الشرق الأوسط سيكون مختلفا عما تصورته الوزيرة الأمريكية لأن المعارضة فيه للسياسة الأمريكية ستزداد.

في غضون ذلك أطلقت الشرطة السعودية النار في الهواء لتفريق تجمع في إحدى بلدات محافظة القطيف حضره المئات من المتظاهرين احتفاء بانتصار المقاومة في لبنان حسبما ذكر موقع إلكتروني عربي على الإنترنت. وانطلق التجمع في الساحة العامة وسط البلدة وحمل المتظاهرون أعلام حزب الله الصفراء وصور أمين عام الحزب. وحسب شهود عيان حاول عنصر من رجال الشرطة سحب أحد الحضور المشاركين على حين غرة واقتياده إلى جهة الدوريات الأمنية مما سبب اشتباكا بالأيدي بين الشرطة والأهالي. وعلى أثر ذلك باشر أفراد الشرطة بإطلاق النار بشكل مكثف ومتواصل في الهواء سعيا لإخلاء الساحة من الجماهير المحتشدة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.