2006-08-16 14:19:43

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الأربعاء 16 أغسطس 2006


حرب كلامية جديدة بين إسرائيل وسوريا في ظل تطبيع الأوضاع في جنوب لبنان

انتفضت إسرائيل لتنتقد مواقف الرئيس السوري بشار الأسد وتحالفه مع ما أطلقت عليه اسم عناصر متطرفة في الشرق الأوسط وذلك غداة خطابه الذي تضمن لهجة قاسية تجاه الدولة العبرية ودافع فيه عن حزب الله المنتصر في الحرب السادسة بين إسرائيل والعرب. وكان الأسد قد قال إن نصر حزب الله حطم خططا أمريكية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وهاجم زعماء عربا دون تسميتهم. وأضاف أن قرار مجلس الأمن الجديد فيه إيجابيات إلا أنه وصفه بالرافعة السياسية الدولية لبعض القوى اللبنانية التي استعانت بالدولة العبرية على حد قوله لحماية نفسها ودحر المقاومة.

موقف الرئيس السوري حمل وزير الخارجية الألمانية على إلغاء رحلته إلى سوريا. واعتبر مراقبون كلام الأسد أقوى انتقادات يقوم بها مسؤول سوري تجاه قوى 14 آذار المناهضة لسورية. وفي انتقادات لاذعة للحكام العرب دون ذكر أسمائهم قال الأسد إن الحرب عرت الوضع العربي بشكل كامل وبتنا نراه على حقيقته. ويبدو أن سوريا تريد أن تقود حرب لبنان إلى تسوية سلام شاملة تعالج ما تعتبره دمشق جذور عدم الاستقرار وهو الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية ومنها مرتفعات الجولان السورية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس إن استئناف المحادثات مع سوريا مازال ممكنا إذ إن كل حرب تخلق فرصة لعملية سياسية جديدة.

من جهتها عادت إيران لتهدد بضرب تل أبيب بالصواريخ في حال تعرضت لهجوم إسرائيلي أو أمريكي. وحذرت الأوساط الدينية المحافظة في طهران  من أن صواريخ حزب الله حولت إسرائيل إلى بلد أشباح. وإذا ما أرادت أمريكا وإسرائيل التعدي على إيران فعليهما أن تخافا من اليوم الذي ستضرب فيه الصواريخ الإيرانية شهاب 3 البالغ مداها ألفي كيلومتر قلب تل أبيب.

في غضون ذلك تتواصل الرقصة الدبلوماسية لتحديد ملامح القوة الدولية التي ستنتشر في جنوب لبنان في ما تبقى مشكلة تجريد حزب الله من السلاح قائمة بانتظار تسوية لها وسط خلافات داخلية في الشارع السياسي اللبناني. وزيرا خارجية فرنسا وتركيا ناقشا مع المسؤولين اللبنانيين شروط نشر القوة الدولية التي سيكون قوامها وفقا للقرار الأممي الأخير 15 ألف عنصر بدعم 15 ألف عنصر من الجيش اللبناني الذي أسرع ليساعد النازحين على العودة إلى ديارهم في الجنوب وانصرف إلى إصلاح الطرقات وإزالة القنابل التي لم تنفجر. وكان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة قد أشار إلى موافقة كل من تركيا وإندونيسيا وإيطاليا وماليزيا والمغرب وإسبانيا على المشاركة في القوة الدولية.  

وفي ما أكد قائد أركان الجيش الإسرائيلي أمام الكنيست أن القوات الإسرائيلية قد تبقى شهورا في جنوب لبنان إلى أن تنتشر القوات الدولية قال وزير الخارجية الفنلندية إن لا سلام في لبنان بدون إطلاق العملية السلمية الإسرائيلية الفلسطينية. وأضاف أن الحرب التي شنتها واشنطن على الإرهاب قوت الفصائل المتطرفة بدل استئصالها وأن الأعمال البوليسية والوسائل العسكرية ضرورية في مكافحة الإرهاب لكنها لا تشكل حلا لهذه الآفة لأن قهر الإرهاب لا يتم إلا من خلال معالجة النزاعات والإذلال الذي تعيشه الشعوب المورطة فيها.

انتصار حزب الله في معركته ضد إسرائيل أحدث زلزالا داخل حكومة تل أبيب. فقد أشار استطلاع للرأي أجرته صحيفة يديعوت أحرانوت إلى أن 57% من الإسرائيليين يرون ضرورة استقالة وزير الدفاع عمير بيريتس في ما رأى 36% أن الحرب انتهت بدون منتصر أو منهزم. وقال 30% إن النصر كان لإسرائيل. وبشكل متزامن تزداد الانتقادات الموجهة لرئيس الحكومة أولمرت على إدارته للحرب والنتائج الخجولة التي حققها الجيش الإسرائيلي. فقد طلب أعضاء في المعارضة تشكيل لجنة تحقيق في ما أشار الاستطلاع المذكور إلى أن 41% من الإسرائيليين يؤيدون استقالة أولمرت.

صمود حزب الله طيلة 34 يوما أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية حمل الخبراء وأصحاب الرأي على القول إن هذا التطور رسخ اقتناع الشعوب العربية بأن المقاومة ضد إسرائيل أكثر فعالية من التفاوض معها وأضعف التيار العربي المؤيد للمفاوضات التي باتت بعد التطورات الأخيرة غير مجدية. ويرى آخرون أن صراع حزب الله والخسائر الفادحة التي ألحقها بالقوات الإسرائيلية سيكون له تأثير إيجابي على إيديولوجية المقاومة الفلسطينية. كما أن تكتيك القتال الذي اعتمده حزب الله أبرز الأخطاء التي ارتكبتها الفصائل الفلسطينية المسلحة في صراعها ضد الاحتلال الإسرائيلي ما سيحمل الفلسطينيين على إعادة النظر في أساليب القتال وتطويرها.

وعودة إلى ما يحصل في لبنان هناك تدخل دولي لدى إسرائيل كي ترفع حصارها البحري والجوي والبري عن لبنان لتسهيل عمليات إغاثة المنكوبين ووصول المساعدات الإنسانية وعودة النازحين في الوقت الذي حذر فيه مصدر رسمي إسرائيلي من أن الجيش سيستأنف عملياته العسكرية في لبنان إذا عجزت القوات الدولية عن تجريد حزب الله من السلاح. وعن هذه المسألة كان كوفي أنان قد أكد أنها ليست من مهام الأمم المتحدة. جاءت هذه المواقف بعد الأنباء غير الرسمية الحاكية عن اتفاق بين رئيس الحكومة اللبنانية السنيورة والسيد حسن نصر الله بشأن الإبقاء على سلاح حزب الله بدون حمله علنا. من جهته قال مسؤول سياسي في حزب الله إن هذا الأخير سيسهل عملية انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان لكنه سيبقى في المنطقة كحزب.      








All the contents on this site are copyrighted ©.