2006-08-10 14:16:32

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الخميس 10 أغسطس 2006


لبنان مرة أخرى يشهد حربا بالوكالة تضع أمريكا وإسرائيل في مواجهة إيران وسوريا

مرة أخرى يشهد لبنان الذي يحاصر ويقصف منذ 4 أسابيع حربا بالوكالة تضع الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل في مواجهة إيران وسوريا اللتين تدعمان حزب الله. وينظر إلى الولايات المتحدة وفرنسا والقوى الكبرى الأخرى على نطاق واسع على أنها جزء من هذه اللعبة فضلا عن لاعبين إقليميين مثل إسرائيل وإيران وسوريا والسعودية ومصر والأردن. ويرى المراقبون أن هجوم إسرائيل على حزب الله كان موجها إلى حد كبير إلى إيران. قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين أدى إلى مواجهة تستغل الصراعات المتشابكة في شتى أنحاء الشرق الأوسط من الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين والنزاع النووي بين إيران والغرب إلى التوتر بين السنة والشيعة في العراق والحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد الإرهاب.

وفي بادىء الأمر انتقدت بعض العواصم العربية الموالية للغرب مغامرة حزب الله حيث شعرت بالقلق بسبب تزايد النفوذ الإيراني منذ أن قلبت الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق ميزان القوى الإقليمية. لكنها عادت في ما بعد لتقف إلى جانب لبنان وبمعنى آخر إلى جانب المقاومة اللبنانية. وبانتظار تطورات جديدة على الساحة اللبنانية هناك اليوم سباق بين الدبلوماسية العالمية والوضع الميداني. فبقدر ما تسرع المساعي الدبلوماسية يهدأ النزاع بين إسرائيل وحزب الله والعكس صحيح. وليس من قبيل الصدفة أن تباطأت الدبلوماسية في الأيام القليلة الأخيرة ما حمل إسرائيل على شن هجوم بري عامودي كما يسميه الخبراء العسكريون. وهذا يعني إرادة في دخول العمق اللبناني لبسط السيطرة على الأراضي.

وبغض النظر عما يحصل ميدانيا في لبنان وعن الجهود الدبلوماسية الدولية لا بد من القول إن الولايات المتحدة فقدت مصداقيتها كوسيط في الشرق الأوسط بدافع كيفية إدارة الأزمة اللبنانية من قبل إدارة الرئيس بوش حتى ولو ظلت واشنطن اللاعب الأكبر في المنطقة. فبعد شهر على الهجوم الإسرائيلي على حزب الله لا يزال الدبلوماسيون يتخبطون في تفاصيل قرار أممي لوقف إطلاق النار في لبنان في ما انعزل الأمريكيون عن حلفائهم الأوروبيين والعرب في الوقت الذي تستمر فيه المعارك في لبنان مع ما تجر معها من كوارث إنسانية وبيئية.

مشكلة الولايات المتحدة أن الرأي العام في العالم الإسلامي والعربي مناوىء للإدارة الأمريكية في ما معظم الحكومات العربية تتردد في إبداء استعداد للتعاون مع واشنطن. العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الصديق التقليدي للولايات المتحدة أظهر استياء في الفترات الأخيرة من موقف واشنطن سيما بعد تأكيد كوندوليزا رايس على نوايا الإدارة الأمريكية برسم خريطة شرق أوسط جديد. وإذا سارت الأمور على هذا النحو فإن نهاية النزاع بين إسرائيل وحزب الله ستكون بغض النظر عن الانتصار والهزيمة دافعا للعالم العربي كي يعيد النظر في مواقفه تجاه أمريكا.  

على صعيد آخر أعلنت الأمم المتحدة أن مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية سيجتمع يوم غدا الجمعة بناء على طلب دول إسلامية لبحث الحرب في لبنان ودور إسرائيل هناك. وجاء في رسالة تدعو إلى عقد جلسة قدمتها تونس أن المجلس المؤلف من 47 عضوا يجب أن يتخذ إجراء بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من جانب إسرائيل في لبنان بما في ذلك استهداف المدنيين الأبرياء. ومن بين الدول التي أيدت الطلب روسيا والصين والجزائر وبنغلادش وكوبا وإندونيسيا والأردن وماليزيا والمغرب وباكستان وجنوب أفريقيا. جاءت رسالة تونس بعد اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في ماليزيا الأسبوع الماضي انتقدت بشدة إسرائيل على هجومها المستمر منذ 4 أسابيع على لبنان في محاولة لسحق مقاتلي حزب الله. ويمكن توجيه الدعوة لعقد جلسات خاصة للمجلس بناء على طلب أي دولة عضو تحشد تأييد ثلث الأعضاء.

المفوض الأوروبي للشؤون الإنسانية جدد دعوته لاحترام الحقوق الإنسانية الدولية في الشرق الأوسط في الوقت الذي تزداد فيه خطورة أوضاع المدنيين اللبنانيين. وحث الجهات المورطة في النزاع على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الأساسية للتخفيف من حدة آلام المدنيين في جنوب لبنان وشمال إسرائيل. هذا ومن المتوقع أن يتوجه المفوض الأوروبي إلى لبنان الأسبوع القادم ليلتقي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وأعضاء آخرين في الحكومة اللبنانية بالإضافة إلى ممثلين عن الهيئات والمنظمات الإنسانية. وفي 17 من الجاري يتوجه الضيف الأوروبي إلى إسرائيل ليجتمع في تل أبيب إلى وزيرة الخارجية ليفني ووزير الدفاع عمير بيريتس.

وزير الخارجية الفنلندية من جهته علق على الأوضاع في لبنان بالقول إن القوة العسكرية الإسرائيلية عاجزة بمفردها عن إزالة حزب الله. وعن إيران وسوريا قال رئيس الدبلوماسية الفنلندية إنهما لاعبان أساسيان في تسوية محتملة للنزاع الدائر حاليا. تجدر الإشارة إلى أن أطرافا أوروبية عديدة أجرت اتصالات مع سوريا التي زارها وزير خارجية إسبانيا في مطلع الشهر الجاري ما أثار في حينه استياء واشنطن في ما أصرت جهات أخرى في الاتحاد الأوروبي على تحاشي فصل النزاع الدائر في لبنان عن الملف الإسرائيلي الفلسطيني. انتقد وزير خارجية فنلنديا عدم احترام إسرائيل للممرات الإنسانية في لبنان. وقال إن الاتحاد الأوروبي يجري اتصالات في هذا الصدد مع حكومة تل أبيب.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.