2006-08-09 16:20:58

في مقابلة الأربعاء العامة قداسة البابا يدعو الجميع لتكثيف الصلاة من أجل السلام  في الشرق الأوسط


مرة جديدة، عاد قداسة البابا ليعبر عن قلقه الشديد إزاء الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، وذلك في ختام مقابلته العامة مع المؤمنين صباح اليوم الأربعاء في قاعة بولس السادس بالفاتيكان. قال الأب الأقدس: أتّجه بفكري مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط العزيزة. وعلى أثر النزاع المأساوي الدائر، أُذكر بكلمات البابا بولس السادس أمام الأمم المتحدة في أكتوبر تشرين الأول من عام 1965 حين قال:" لا البعض ضد البعض الآخر بعد اليوم. وإذا أردتم أن تكونوا أخوة، فإنزعوا السلاح من أياديكم".وتابع البابا يقول، أمام الجهود المبذولة حاليًا للتوصل إلى وقف إطلاق النار وحلٍّ عادل ودائم للنزاع، أكررُ مع سلفي يوحنا بولس الثاني، أنّه من الممكن تبديل سير الأحداث حينما تنتصر الحكمة والإرادة الطيبة والثقة بالآخر وتطبيق الإلتزامات المتخذة مع التعاون بين الشركاء المسؤولين. أجدّد دعوتي الجميع، قال قداسته، من أجل تكثيف الصلاة لنيل عطية السلام.

وكان تعليم الأب الأقدس قد تمحور هذا الأربعاء حول إنجيل ورسائل يوحنا الرسول. قال الحبر الأعظم: "قبل بداية استراحتي الصيفية، بدأتُ الكلام عن الرسل الإثني عشر الذين كانوا رفاق درب يسوع وأحباءه. ولم تكن مسيرتهم مع يسوع مجرد مسيرة خارجية وحسب، من الجليل إلى أورشليم، بل مسيرة داخلية تعلموا خلالها الإيمان بيسوع المسيح، ولم تخل أيضًا من المصاعب، لأنّهم كانوا بشرًا مثلنا. ولأنهم كانوا بالذات رفاق درب يسوع وأحباءه، قال البابا، فإنهم يرشدوننا ويساعدوننا على التعرف على يسوع المسيح ومحبته والإيمان به. تكلمتُ سابقًا عن أربعة رسل هم سمعان بطرس وأخوه إندراوس، يعقوب أخو القديس يوحنا ويعقوب الصغير الذي كتب رسالة نجدها في العهد الجديد. وكنتُ بدأتُ الكلام أيضًا عن يوحنا الإنجيلي، وأودّ اليوم تسليط الضوء على فحوى تعليمه. وتابع البابا يقول:"إنّ المحبة تطغى على كتابات يوحنا، وليس من قبيل الصدفة أنْ إخترتُ استهلال رسالتي العامة الأولى بكلمات هذا الرسول: "الله محبة، من أقام في المحبة، أقامَ في الله وأقامَ اللهُ فيه". ويبين لنا يوحنا ما هي مقومات، لا بل المراحل الثلاث للمحبة المسيحية.

تتعلق المرحلة الأولى بمصدر المحبة ذاته الذي يربطه الرسول بالله مؤكّدا أنّ الله محبة. فيوحنا، أضاف قداسة البابا يقول، هو المؤلف الوحيد في العهد الجديد الذي يقدّم تحديدات لله، فيقول مثلا:" إنّ الله روح" و"الله نور". ويريد يوحنا القول إنّ عمل الله ينبع من المحبة ومطبوع بالمحبة، وبالتالي، فإنّ كل ما يصنعه الله، يصنعه للمحبة، وبمحبة. وقد أظهر الله محبته أيضًا في دخوله التاريخ البشري بواسطة شخص يسوع المسيح، المتجسد، والمائت والقائم من أجلنا. وهذه هي المرحلة الثانية من محبة الله، وكما يقول يوحنا الرسول في إنجيله:"إنّ الله بلغ من حبّه للعالم أنّه جاد بابنه الواحد". وتابع البابا قائلا: إنّ محبة الله للبشر تتحقق وتظهر في محبة يسوع ذاته. ويضيف يوحنا أنّ يسوع قد أحبَّ خاصته الذين في العالم، فبلغ به الحب لهم إلى أقصى حدوده". وبمقتضى هذه المحبة الشاملة، إنّنا مفتدون كليًا من الخطيئة، وكما كتب يوحنا الرسول:"وإنْ خطئ أحد منا، فلنا من يسوع المسيح البَرِّ شفيعٌ عند الآب، فهو كفارة لخطايانا، لا لخطايانا وحدها، بل لخطايا العالم أجمع". وهذا إذا ما بلغت إليه محبة يسوع لنا أنْ أهرق دمه من أجل خلاصنا!

أما المرحلة الثالثة فتتعلق بدينامية المحبة. فكمتلقين لمحبةٍ سبقتنا، إننا مدعوون لتقديم جواب فعال، هو جواب المحبة. ويتحدث يوحنا أيضًا عن "وصية"، وينقل كلام يسوع الذي قال:" إليكم وصيةً جديدة. فليحبَّ بعضُكم بعضًا، وليكن حبُّ بعضكم لبعض كما أنا أحببتكم، ويعرفُ الناس جميعًا أنكم تلاميذي إذا أحبَّ بعضكم بعضًا". وتشكل كلمات يسوع "كما أنا أحببتكم" هدفًا مسيحانيًا قد يبان صعب المنال، ولكنها كلمات تشكل في الوقت عينه دافعًا لا يسمح لنا بالتوقف عند ما قمنا بتحقيقه. وفي ختام تعليه الأسبوعي، ذكر البابا بالإحتفال اليوم بعيد القديسة تيريزا بينيدتا ديلا كروشي، إديت شتاين، شفعية أوروبا، وقال: فلتساعدنا هذه الشاهدة الشجاعة على الإنجيل لنكون أكثر ثقة بالمسيح، ولنجسد رسالته الخلاصية في حياتنا اليومية.

 

عاد قداسة البابا إذًا ليوجه نداء جديدًا من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن رفع صوته أكثر من مرة مناديًا بوقف فوري لإطلاق النار. عن الأوضاع المستجدة في لبنان الذي يشهد حربًا منذ 29 يومًا، وافانا مراسلنا من بيروت بالتقرير التالي.RealAudioMP3








All the contents on this site are copyrighted ©.