2006-08-05 13:56:33

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية السبت 5 أغسطس 2006


إسرائيل تستنسخ مجزرة قانا والاهتمام منصب على وقف لإطلاق النار في لبنان

أضافت القوات الإسرائيلية مجزرة جديدة إلى سجلها الحافل والمزدحم بالمجازر التي تستهدف المدنيين لتؤكد مجددا أنها دولة قائمة على العدوان وغرور القوة. مجزرة القاع في البقاع جاءت استنساخا لمجزرة قانا والمجازر التي ترتكبها إسرائيل يوميا في الضاحية الجنوبية من بيروت بدون أي مبرر عسكري أو سياسي إلا لممارسة الإرهاب في أبشع صوره وأشكاله. إرهاب الدولة الذي يحظى بالدعم الأمريكي. ويبدو وقد دخلت الحرب على لبنان يومها الخامس والعشرين أن القادة العسكريين الإسرائيليين أفلسوا وفرغت جعبتهم من أي خطط جديدة لمواجهة المقاومة اللبنانية وصمودها غير المسبوق في جنوب لبنان فتخبطوا وارتبكوا ولجأوا إلى الأسلوب الأسهل وهو قصف المدنيين في معركة غير متكافئة.

إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي يدرك جيدا وبعد دخول عدوانه على لبنان أسبوعه الرابع أنه فشل في هذه الحرب وحطم هيبة جيشه وأظهر ضعف أجهزته الاستخبارية وهشاشة جبهته الداخلية ولذلك يريد أن ينتقم وبالسلاح الوحيد الفعال لديه أي سلاح الطيران من المدنيين السوريين واللبنانيين. انتصار المقاومة بات واضحا للعيان ولا يحتاج إلى خبراء عسكريين أو محللين سياسيين لإثباته. فكون القيادة الإسرائيلية عجزت عن كسر إرادة الشعب اللبناني وعزيمته يعني أهم هزيمة تلحق بها منذ قيام الدولة العبرية بالقوة والتواطؤ على حساب الأمة العربية.

هزيمة القيادة العسكرية الإسرائيلية تعني أيضا هزيمة الأنظمة العربية التي وفرت لها الغطاء الشرعي بصمتها وإلقاء اللوم على عاتق المقاومة اللبنانية. وهي هزيمة بوش و بلير اللذين أعطيا أولمرت المهلة تلو الأخرى لعله ينجز مهمته في دحر المقاومة والقضاء على حزب الله واغتيال قيادته. توقع هذا الحزب أن تتحرك الأنظمة العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل تحت ذريعة تشجيعها على السلام بقطع هذه العلاقات وإغلاق السفارات فخابت توقعاته ولم تجرؤ هذه الأنظمة على طرد قنصل إسرائيلي ناهيك عن السفراء. وكان هوغو شافيز رئيس فنزويلا أكثر وطنية من معظم الزعماء العرب وبالتحديد من زعماء مصر والأردن والمغرب وموريتانيا هذه الدول التي فتحت سفارات لإسرائيل في عواصمها عندما سحب سفيره من تل أبيب احتجاجا على العدوان الحالي في لبنان.

وتبرر بعض الحكومات العربية مواقفها بأنها تفعل ذلك لأن الحرب في صميمها إيرانية إسرائيلية أشعلت فتيلها إيران في إطار مشروعها النووي والإقليمي الطموح. وإذا كان هذا صحيحا فإن من حقنا أن نسأل أين المشروع العربي في المقابل؟ وأين قوات المقاومة العربية في لبنان؟ ومن الذي تآمر على كل مشاريع المقاومة العربية في لبنان والعراق وفلسطين؟ كان أمرا مؤسفا غياب جميع الزعماء العرب عن قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في ماليزيا التي انعقدت من أجل المطالبة بوقف العدوان على دولة عربية اسمها لبنان.

الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي يخشى الزعماء العرب من مشروعه كان حاضرا بقوة مدافعا عن الحقوق العربية ومطالبا بالتصدي للعدوان الإسرائيلي. لا نملك أي إجابة عن كل هذه الأسئلة غير الخوف من الولايات المتحدة ورئيسها بوش وتجنب إغضابه من خلال عصيان أوامره. فالزعماء العرب في حالة من البطالة العلنية لم يقدموا أي نموذج مشرف لا في الديمقراطية ولا التنمية. الشيء الوحيد الذي نجحوا فيه بإعجاز هو إطلاق قواتهم الأمنية لقمع مظاهرات الشرف والكرامة التي تنطلق في عواصمهم تضامنا مع الشعبين اللبناني والفلسطيني وكان آخرها في العاصمة الأردنية حيث تدخلت قوات مكافحة الشغب السبت لتقمع تظاهرة احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وفي ما الرقصة الدبلوماسية والسياسية مستمرة أملا بالوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان عبر وزير الثقافة الإسرائيلي عن رفضه تقدم الجيش الإسرائيلي في لبنان حتى نهر الليطاني. أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان قال إنه يأمل بأن يتوصل مجلس الأمن في الأيام القليلة القادمة إلى إصدار قرار يوقف الأعمال العدوانية في لبنان. الإدارة الأمريكية أوفدت إلى لبنان مبعوثها الخاص للبحث عن نقاط توافق في وجهات النظر المشتركة.

وفي خضم الحراك الدبلوماسي والسياسي وتساقط القذائف والصواريخ من هنا وهناك في لبنان انقسم الرأي العام الأمريكي حول سياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط. 46% من الأمريكيين لا يؤيد الآلية التي لجأت إليها واشنطن لتسيير الأزمة في لبنان في ما يعارض 43% منهم الحل العسكري. بالمقابل تزداد شعبية بوش على الرغم من رفض 59% من الأمريكيين سياسة الإدارة الأمريكية. 62% يعارضون السياسة الأمريكية الحالية في العراق سيما وأنه بعد 3 سنوات من التدخل الأميركي المثير للجدل في هذا البلد تجد إدارة بوش نفسها مرغمة على التساؤل عن الاستراتيجية الواجب اتباعها في حال تحققت التحذيرات التي أطلقها جنرالات أميركيون من احتمال اندلاع حرب أهلية في العراق.

وكان قائد القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على العمليات العسكرية في العراق  قد حذر من خطر اندلاع حرب أهلية في هذا البلد في حال استمرار أعمال العنف الطائفية. وما يؤكد هشاشة الإدارة الأمريكية في إدارة الأزمة في العراق دعوة السيدة هيلاري كلينتون عضو تكتل الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لوزير الدفاع رامسفيلد إلى الاستقالة بعد أن اتهمته بإدارة سياسة فاشلة في العراق. وقالت السيدة كلينتون يجب على الرئيس بوش أن يقبل استقالة رامسفيلد. وخلال جلسة استماع في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ وجهت كلينتون انتقادات حادة إلى رامسفيلد بسبب طريقة إدارته للحرب في كل من العراق وأفغانستان. 59 % من الأمريكيين لا يوافقون على السياسة الاقتصادية لإدارة بوش. ويؤيد 41% العدوان الإسرائيلي على حزب الله في ما يرى 32% أن إسرائيل أفرطت في زحفها داخل الأراضي اللبنانية.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.