2006-08-03 14:01:33

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الخميس 3 أغسطس 2006


الحراك الدبلوماسي والسياسي عاجز عن وقف مخطط تدمير لبنان

على الرغم من كون الحرب على لبنان تكلف إسرائيل مليار دولار كل أسبوع وبغض النظر عن التسعمائة قتيل ثلثهم أطفال و 3 آلاف جريح وأكثر من مليون نازح لبناني وبدون اعتبار انتشار 10 آلاف جندي إسرائيلي في جنوب لبنان والخسائر الاقتصادية والمادية التي لحقت بلبنان يستمر مخطط تدمير هذا البلد ضاربا عرض الحائط النداءات لوقف إطلاق النار. كما وأن الحراك الدبلوماسي دخل نفقا مسدودا وأضحى عاجزا عن تبني موقف موحد بدافع الرفض الأمريكي والإصرار الإسرائيلي على نسف البنى التحتية في لبنان والقضاء على المقاومة اللبنانية. 

فشلت كل الجهود أقله حتى الآن للاتفاق على صيغة مشتركة لوقف الأعمال العدوانية كمرحلة أولى للإعلان عن هدنة. يحصل هذا في الوقت الذي تشدد فيه أطراف أوروبية على ضرورة إشراك إيران مباشرة في المساعي لوضع حد للنزاع بين حزب الله اللبناني وإسرائيل كما اقترحت فرنسا. رهان محفوف بالمخاطر ولكن لا مفر منه على الأرجح. ويتساءل الخبراء عن دور إيران بالقول ما هو الثمن الذي يجب دفعه لإيران مقابل ذلك لا سيما في المجال النووي؟ وكانت طهران قد شددت لهجتها حيال المجتمع الدولي في إطار برنامجها النووي مؤكدة أن الهجوم الإسرائيلي على لبنان وغزة سيكون له تأثير على الملف النووي الحساس.

وبعد أكثر من 3 أسابيع على بداية الهجوم الإسرائيلي على حزب الله تجهد الدبلوماسية الأوروبية باتجاه سوريا سيما بعد الانفتاح الإسباني الأخير على حكومة دمشق لإشراكها كلاعب رئيسي إلى جانب إيران وسط رفض أمريكي واضح. فقد تلقى وزير خارجية إسبانيا من دمشق وعدا بممارسة ضغوط على حزب الله ولاعبين آخرين في النزاع لوقف الأعمال العدوانية. وقال موراتينوس إن سوريا تريد أن تكون جزءا من الحل ولا من المشكلة لكنها ترى ضرورة تبدل في الأوضاع والإطار السياسي العسكري الذي يتواجد فيه لبنان.

عربيا دعت منظمة المؤتمر الإسلامي في اجتماعها الطارىء في ماليزيا إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار في لبنان برعاية الأمم المتحدة. وطلبت من مجلس الأمن الدولي تحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين. كما حملت إسرائيل مسؤولية التصعيد العسكري في لبنان ونددت بشدة بالأعمال العدوانية التي تستهدف اللبنانيين المدنيين الأبرياء. كما طلبت الإفراج فورا عن جميع المعتقلين والأسرى من قبل الجانبين المتنازعين. وحذرت من مغبة انفجار موجة جديدة من الإرهاب من جراء العدوان الإسرائيلي.

إيطاليا راعية مؤتمر روما لن ترسل قوات إلى لبنان إن لم تتوقف الأعمال العدوانية. هذه هي رسالة وزير الخارجية الإيطالية داليما إلى الحكومة الإسرائيلية في تصريح صحفي تعليقا على إلغاء الاجتماع في القصر الزجاجي حول تركيبة القوة الدولية. قال داليما إن بلاده تؤيد إرسال قوة من هذا النوع إلى لبنان شرط أن تتوفر الشروط لنشرها مع وقف فوري للأعمال العدوانية يليه اتفاق لوقف إطلاق النار. لكنه أضاف أن هذه الشروط تبدو بعيدة والدليل هو إلغاء اجتماع الأمم المتحدة.

وفي تطور آخر حذر الوزير الإيطالي من خطر أن تحول العمليات العسكرية الإسرائيلية لبنان إلى عراق جديد يكون محطا لمحاربين ضد إسرائيل والغرب مع ما يجر معه هذا الاحتمال من مخاطر على عناصر القوة الدولية. وعن الإصرار الإسرائيلي على مواصلة القصف حتى وصول القوة الدولية قال داليما إنه موقف غير مقبول لأن الحل سياسي ولا عسكري. وفي العاصمة الإيطالية جرى اعتصام للخضر أمام مقر الأمم المتحدة احتجاجا على خرق إسرائيل الأعراف الدولية. رفع المعتصمون لافتات كتب عليها فلتسكت الأسلحة. وقف إطلاق النار فورا. ثم نعم للأمم المتحدة ولا للفيتو الأمريكي.

وفي خضم الحراك السياسي والدبلوماسي يبدو أن الصمت العربي قد انكسر. فقد أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ضرورة أن تضع الولايات المتحدة حدا للعدوان الإسرائيلي في لبنان وتسعى لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وقال إذا شاءت واشنطن ضمان احترام سياستها في العالم العربي فعليها أن تجد حلا سريعا وعادلا للنزاع الإسرائيلي العربي. ورأى الملك الأردني أن العدوان الإسرائيلي على لبنان لن يستأصل الفرق المناوئة لإسرائيل شأن حزب الله أو غيرها. وأضاف أنه حتى ولو دمر حزب الله فستولد أحزاب مماثلة أخرى خلال فترة قصيرة في لبنان وربما في الأردن أو مصر أو سوريا أو العراق.       

تبنى عرب إسرائيل بوضوح موقفا مناهضا للهجوم الإسرائيلي في لبنان ما يزيد من الشرخ القائم بينهم وبين الدولة العبرية التي يعتبرون في الأساس أنها تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية. ويدعم الكثير من عرب إسرائيل الذين يشكلون 20% من سكان إسرائيل اللبنانيين ويتهمون إسرائيل بأنها افتعلت النزاع الذي اندلع بعد أسر حزب الله لجنديين إسرائيليين في حين يرى غالبية من اليهود أن حزب الله تسبب بالأزمة. ويقول النواب العرب في الكنيست إنها حرب خططت لها إسرائيل مسبقا وفقا لجدول زمني أمريكي.

في مصر دعت جماعة الأخوان المسلمين الحكومات العربية والإسلامية لتحريك الجيوش التي تملكها وتنفق عليها من أموال الشعوب لإجبار إسرائيل على وقف الحرب البربرية التي تستهدف كل شيء في لبنان. وجاء في بيان لها أنه لا يمكن أن تظل الجيوش التي يزيد تعدادها على خمسة ملايين مقاتل في مختلف بلدان العالم العربي قيد الثبات وعدم التحرك من أجل رد الاعتداء الذي تمارسه إسرائيل بدعم من أمريكا. وشدد على أن لبنان بصدد العودة لحياة القرون الوسطى بعد أن أفرطت آلة التدمير الإسرائيلية في ضرب كل الأهداف سواء العسكرية أو المدنية.










All the contents on this site are copyrighted ©.