2006-08-02 14:28:55

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الأربعاء 2 أغسطس 2006


استمرار الرقصة الدبلوماسية وسط هجمات إسرائيلية وتوقعات باحتمال الإعلان عن هدنة في الأيام القليلة القادمة

على الرغم من فشل الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تواصل الدبلوماسية الدولية والإقليمية تحركاتها في هذا الاتجاه. فقد اجتمع وزير الخارجية الإسبانية موراتينوس في دمشق إلى نظيره السوري وسط احتجاج الإدارة الأمريكية التي طلبت تفسيرات من حكومة مدريد في ما توجه إلى بيروت وزير الخارجية الأردنية عبد الله الخطيب واجتمع إلى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة وسلمه رسالة شخصية من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تؤكد تضامن الأردن مع لبنان حكومة وشعبا. يحصل هذا في الوقت الذي توقعت فيه مصادر أممية عشية انعقاد مجلس الأمن الدولي احتمال الوصول إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار قد يبدأ العمل به السبت القادم.

ومع استئناف الغارات والإنزالات العسكرية الإسرائيلية في بعلبك عاد رئيس الحكومة أولمرت ليؤكد على أن خريطة الشرق الأوسط تغيرت وأن معادلة جديدة تتبلور لتخلق واقعا مختلفا أبرز ملامحه وجود قوة ردع دولية تحمي الحدود الشمالية لإسرائيل وتحظى بدعم دولي ولأول مرة بدعم عربي. كلام أولمرت هذا ينطوي على الكثير من الصحة فخريطة الشرق الأوسط تتغير بالفعل وبشكل سريع ولكن ليس وفق الشروط التقليدية الإسرائيلية. والدليل هو اعتماد إسرائيل على قوات خارجية لحماية أمنها بدلا من الاعتماد على قوة جيشها مثلما جرت العادة وهو أمر غير مسبوق.

خريطة الشرق الأوسط تغيرت فعلا لأن السؤال المطروح حاليا ليس حول خسارة إسرائيل الحرب الحالية في جنوب لبنان وإنما حول حجم هذه الخسارة. فإسرائيل تنزلق بسرعة نحو أكبر هزيمة في تاريخها عسكريا وسياسيا. الحرب تدخل اليوم أسبوعها الرابع دون أن تحقق أيا من أهدافها  التي وعدت القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية بتحقيقها فلم تحتل القوات الإسرائيلية أي أرض ذات قيمة فعلية ولم تقتل أيا من قادة حزب الله بل لم تشل قناة المنار صوت المقاومة ولم توقف إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي.

ويبدو واضحا من خلال استئناف القصف الجوي الإسرائيلي العنيف ومعارضة بريطانيا وألمانيا قرارا أوروبيا بوقف فوري لإطلاق النار أن إدارة بوش أعطت الحكومة الإسرائيلية مهلة الأسبوعين الإضافيين التي طلبتها لإنهاء مهمتها في جنوب لبنان. مصير المهلة الجديدة لن يختلف عن المهلة التي سبقتها أي الفشل لأن المقاومة اللبنانية بنت حساباتها على أساس إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة واستدراج العدو إلى معارك استنزاف تؤدي في نهاية المطاف إلى انتفاضة الرأي العام الإسرائيلي وتصعيد ضغوط المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار.

أطراف كثيرة ستخرج رابحة من هذه المواجهات بسبب الغباء الأمريكي والغطرسة الإسرائيلية. فالعزلة العربية والدولية التي كانت مفروضة على سورية تآكلت. ومشروع أمريكا في الشرق الأوسط الكبير منه أو الجديد بات أضحوكة. ولعل الخسارة الأكبر لأمريكا ستكون في العراق لأن حلفاءها في هذا البلد بدأوا يتململون ولن يكون مستبعدا إذا ما انقلبوا ضد الحليف الأمريكي في الأيام المقبلة إذا طال أمد الحرب في لبنان.

قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن من يذهب إلى النوم في معية الصواريخ عليه ألا يفاجأ إذا لم يفق من نومه في الصباح. وهؤلاء الذين ينامون مع الصواريخ هم ضحايا مجزرة قانا الثانية ولم يصحوا من النوم مطلقا وكان معظمهم من الأطفال مزقت أجسادهم القنابل الذكية التي يبدو أنها فقدت ذكاءها.

ما من شك أن رد الفعل الإسرائيلي قلب كل الموازين ودمر الهيبة العسكرية الإسرائيلية وأظهر إسرائيل أمام العالم كدولة تساهم بأعمالها في نشر التطرف وتصعيد الإرهاب ورفع أسعار النفط وإحراج الأنظمة المعتدلة وتعريض أمن العالم واستقراره للخطر. أجل خريطة الشرق الأوسط تتغير لأن هذه الحرب أثبتت مدى محدودية القدرات العسكرية الإسرائيلية أمام حركة مقاومة لبنانية منظمة وفشل أجهزة إسرائيل الاستخباراتية والأمنية.
التغيير في خريطة الشرق الأوسط لن يكون في مصلحة إسرائيل وأمريكا.

ويتوقع مراقبون عسكريون أن يشهد التصعيد الإسرائيلي تحرشا عسكريا بسوريا إذ قالت دمشق إن مضاداتها تصدت لطائرات استطلاع إسرائيلية دخلت الأجواء السورية. واعتبر وزير الخارجية السوري أن إسرائيل لديها نية لتوسيع العدوان ليشمل سوريا. وتأتي تعليقات المسؤولين السوريين في وقت ذكرت فيه الإذاعة الإسرائيلية أن الجيش يعتزم استدعاء ثلاث فرق إضافية من جنود الاحتياط مما قد يعني استدعاء ما لا يقل عن 15 ألف جندي إضافي.

وفي خضم موجة الاحتجاجات على العدوان الإسرائيلي على لبنان قدم 25 نائبا تركيا استقالتهم من لجنة الصداقة التركية الإسرائيلية احتجاجا على الحملة التي تشنها إسرائيل في لبنان والأراضي الفلسطينية. وينتمي 17 منهم إلى حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي بزعامة رئيس الوزراء التركي إردوغان الذي انتقد الحملات العسكرية الإسرائيلية مرارا في ما ينتمي الآخرون إلى حزب الشعب الجمهوري وحزب الوطن الأم.

وفي ما حضت إيران الشعوب الإسلامية والعربية على المقاومة والتصدي للعدوان الإسرائيلي الأمريكي دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى تظاهرة شعبية ضخمة في بغداد يوم الجمعة تضامنا مع المقاومين في لبنان. وفي العاصمة الإيطالية قال أمين عام المركز الإسلامي السيد عبد الله رضوان إن لقاء سيجري غدا في مسجد روما لتشكيل فريق يضم مسلمين ومسيحيين وأشخاصا مطلعين على واقع الأحداث في لبنان لجمع المساعدات للاجئين اللبنانيين. وفي تصريح لإحدى الصحف المحلية قال السيد رضوان إنه يقاسم مضمون البيان الختامي للقمة الروحية التي جرت أمس في الصرح البطريركي في بكركي لبنان.  

 








All the contents on this site are copyrighted ©.