البابا يقول قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي: باسم الله أتوجه إلى جميع المسؤولين عن دوامة العنف هذه كي يتركوا الأسلحة فورا

أمام موجة العنف في لبنان وما تجر معها من قتلى وجرحى ودمار وخراب وتشريد ارتفع قويا صوت قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي ظهر الأحد في المقر البابوي الصيفي في بلدة كاستل غاندولفو القريبة من روما ليدعو المسؤولين عن دوامة العنف كي يتركوا الأسلحة. قال البابا: في هذه اللحظة لا يمكنني ألا أفكر بالوضع المأسوي والخطير الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط. مئات القتلى وجرحى كثيرون وكتل كبيرة من المشردين والنازحين. بيوت ومدن وبنى تحتية مدمرة في ما يزداد في قلوب كثيرين البغض والإرادة في الانتقام. إن هذه الأحداث تثبت بوضوح أنه لا يمكن إحلال العدالة وبناء نظام جديد وسلام أصيل حين يتم اللجوء إلى أداة العنف. إن صوت الكنيسة يبدو اليوم أكثر من أي وقت مضى نبويا وفي الآن واقعيا حين يشير أمام الحروب والنزاعات على مختلف أشكالها إلى درب الحقيقة والعدالة والمحبة والحرية. وعلى الإنسانية اليوم أن تسير على هذا الدرب لتحقيق توقها إلى السلام الحق. باسم الله أتوجه إلى جميع المسؤولين عن دوامة العنف هذه كي يتركوا الأسلحة فورا! وأطلب من الحكام والمؤسسات الدولية ألا يوفروا أي جهد للوصول إلى وقف الأعمال العدوانية كي يصار عبر الحوار إلى بناء تعايش دائم ومستقر بين جميع شعوب الشرق الأوسط. وأطلب من جميع البشر ذوي الإرادة الطيبة أن يواصلوا بكثافة إرسال المساعدات الإنسانية للسكان المتألمين والمحتاجين وأن ترتفع من كل قلب صلاة إلى الرب الطيب والرحيم كي يمنح السلام لتلك المنطقة وللعالم بأسره. فلنوكل هذا التوسل إلى شفاعة العذراء مريم والدة أمير السلام وسلطانة السلام المكرمة في بلدان الشرق الأوسط حيث نأمل أن تسودها قريبا المصالحة التي بذل السيد المسيح من أجلها دمه الذكي. بعد هذه الكلمات المؤثرة حي قداسة البابا المؤمنين الحاضرين في باحة مقره الصيفي ومن استمعوا إليه مباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون. وشكر الجماعة الكنسية المحلية والسلطات المدنية المسؤولة في هذه البلدة وأسقف ألبانو وكاهن رعيتها كهنتها وراهباتها. كما توجه البابا بالشكر أيضا إلى عمدة البلدة وأعضاء المجلس البلدي والعاملين في القصر البابوي الصيفي وقوات الأمن. بعدها تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي ومنح الجميع بركته الرسولية. ثم وجه تحيات بلغات عديدة منها الفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية والبولندية والإيطالية. وذكر بأن الكنيسة تحي في الأيام القليلة القادمة ذكرى قديسين كبار منهم القديس أغناطيوس دي لويولا مؤسس الرهبنة اليسوعية.