2006-07-27 17:11:28

غداة مؤتمر روما أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول: الكرسي الرسولي مع وقف فوري للعدوان. يرفع الحبر الأعظم الصلاة إلى الله ويبكي مع كل أمّ تبكي أطفالها ومع كل شخص يبكي أحباءه


استضافت روما البارحة مؤتمرًا دوليًا واسعًا حول لبنان بمشاركة وفد عن الكرسي الرسولي، بصفة مراقب، ترأسه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة جوفاني لايولو. وفي حديث لإذاعتنا وتقييمه لمؤتمر روما، قال سيادته: من الإيجابي أن تتم الدعوة بسرعة لعقد هذا المؤتمر بمبادرة من الحكومة الإيطالية، وقد سلّط الإنتباه على أكثر المواضيع دقة في هذه اللحظات. بالطبع، كانت انتظارات الرأي العام كبيرة، بيد أنّه بالنسبة للمشاركين في الأعمال والذين يدركون الصعوبات، قد نستطيع القول إنّ النتائج تحظى بالتقدير.

وأريد هنا، أضاف المطران لايولو يقول، الإشارة إلى هذه الأوجه الإيجابية: أولا، إنّ بلدانًا من مختلف أنحاء العالم، من كندا إلى روسيا، اجتمعت، عبر إدراك خطورة ما يحصل في لبنان، وأكّدت مجددًا ضرورة أن يستعيد هذا البلد سيادته الكاملة والتزمت بتقديم كل مساعدة. ثانيًا، الطلب بشأن قوة دولية، تحت رعاية الأمم المتحدة، تدعم القوات اللبنانية النظامية في مجال الأمن. ثالثًا، الإلتزام بتقديم مساعدة إنسانية فورية لشعب لبنان وضمان دعم إعادة إعماره والدعوة إلى مؤتمر للمانحين. وقد استبقت دول كثيرة تقديم المساعدات التي تبقى غير كافية حتى الآن لتلبية الحاجات الهائلة في لبنان. رابعًا، إيجابي أيضًا هو الإلتزام الذي اتخذه المشاركون، بعد الإختتام الرسمي للمؤتمر، وهو البقاء على اتصال دائم حول التطورات في لبنان.

وفي سؤال عمّا سبّب مشاعر الخيبة، قال المطران جوفاني لايولو: بداية، هناك عدم الطلب بوقف فوري للعدوان. لم يتم التوصل إلى إجماع بهذا الشأن لأنّ بعض البلدان قد ارتأت بأنّ النداء لم يكن ليحقّق هذه الرغبة، وتمّ الإعتبار أن من الواقعي التعبير عن الإلتزام لبلوغ وقف العدوان، وبدون تأخير. ومن المعقد أيضًا، أنّه تم الإكتفاء فقط بدعوة إسرائيل إلى ممارسة الإعتدال: فهذه الدعوة تحمل بطبيعتها التباسًا، في وقت تشكل فيه عناية السكان المدنيين الأبرياء واجبًا أكيدًا.

وتابع المطران لايولو حديثه يقول، إنّ رئيس الوزراء اللبناني، تمكّن من جهة أولى من عرض الأوضاع المأساوية في بلاده، وقدّم خطة لتخطي النزاع مع إسرائيل بشكل فوري ونهائي. ومن جهة ثانية، تمكّن أيضًا من تشجيع الجهود الإيجابية التي يبذلها المجتمع الدولي لإغاثة الشعب اللبناني ولوضع حد للعدوان وتعزيز سيطرة حكومته في البلاد. وعصر أمس أيضًا، طلب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة يرافقه وزير الخارجية صلوخ، لقائي ولقاء أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال أنجيلو سودانو.

وقد عبّر رئيس الوزراء اللبناني أيضًا عن تقديره الكبير لإلتزام قداسة البابا والكرسي الرسولي في متابعة النزاع الدائر في لبنان، ودعا إلى مواصلة دعم بلاده على الصعيد الدولي. وقد ذكّر أيضًا بكلمات البابا يوحنا بولس الثاني الذي وصف لبنان بأنه أكثر من بلد، إنّه رسالة لجميع الشعوب، رسالة تعايش بين مختلف الأديان والمعتقدات في دولة واحدة. وهذه بالطبع، دعوة لبنان التاريخية، وسيواصل الكرسي الرسولي العمل وبكل الوسائل المتاحة لديه كيما يعود لبنان مجددا "حديقة" الشرق الأوسط.

وفي سؤال عن مشاركة الكرسي الرسولي بصفة مراقب، قال المطران لايولو: ليس للمراقب حق الكلام، ولم يُطلب مني ذلك. ولكن، أعتقد أنّ الحضور الصامت لمراقب الكرسي الرسولي على طاولة رؤساء الوفود، كان له معنى كبير.

السؤال الأخير تمحور حول موقف الكرسي الرسولي بعد مؤتمر روما، وأجاب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول يقول: إنّ الكرسي الرسولي مع وقف فوري للعدوان. المشاكل عديدة ومعقّدة. ولهذا بالذات، لا يمكن معالجتها كلّها مرة واحدة، لا بدّ من معالجة كل مشكلة على حدى، بدءًا بتلك التي يمكن حلها بسرعة. إنّ قداسة البابا بندكتس السادس عشر قريب من السكان ويرفع الصلاة، ومعه الكنيسة كلها، كيما يحل السلام اليوم وليس غدًا. ويرفع الحبر الأعظم الصلاة إلى الله ويبكي مع كل أمّ تبكي أطفالها ومع كل شخص يبكي أحباءه. إنّ وقفًا فوريًا للعدوان ممكن: وبالتالي محق.

 

ـ وعن آخر التطورات في لبنان، وافانا مراسلنا من بيروت بالتقرير التالي.RealAudioMP3








All the contents on this site are copyrighted ©.