2006-07-24 14:49:58

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الاثنين 24 يوليو 2006


هل حل الأزمة الإسرائيلية اللبنانية في مؤتمر روما؟

جهود دبلوماسية مكثفة بانتظار مؤتمر روما الدولي حول لبنان الأربعاء القادم بمشاركة موفدين من 18 بلدا ومؤسسة دولية بغياب إسرائيل على حد قول مصادر الخارجية الإيطالية التي أضافت أن وزيرا في الحكومة اللبنانية سيحضر النقاش. أما البلدان التي ستكون ممثلة في هذا المؤتمر فهي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والبنك العالمي ومصر وروسيا. كما وجهت دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي لكل من ألمانيا وإسبانيا وتركيا وفنلنديا وكندا.

ويتساءل أصحاب الرأي هل حل الأزمة الإسرائيلية اللبنانية في مؤتمر روما سيما وأن الأطراف المتناحرة تغيبت عنه؟ وما القول عن غياب سوريا وإيران الدولتين المعنيتين مباشرة بالملف اللبناني؟ في غضون ذلك أسرعت واشنطن لتسلم إسرائيل قذائف موجهة بالليزر في أوج هجومها على لبنان في ما تتداول العواصم المعنية بالنزاع في الشرق الأوسط فكرة نشر قوة سلام تابعة لحلف شمال الأطلسي في جنوب لبنان في ظل تسارع الوساطات الدولية لطرح تسويات سلمية في الشرق الأوسط من بينها مقترح سعودي قيد الإعداد لوقف المواجهات بين إسرائيل وحزب الله يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا ونشر الجيش اللبناني في الجنوب وانسحاب حزب الله إلى الشمال.

وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس توجد في الشرق الأوسط حيث عقدت اجتماعات في إسرائيل بحثت خلالها تفاصيل نشر القوات الدولية وأجرت زيارة مفاجئة إلى بيروت. يحصل هذا التحرك الدبلوماسي في الوقت الذي قررت فيه واشنطن تعجيل إرسال شحنة من القنابل الموجهة بدقة إلى إسرائيل كان تم الاتفاق على شرائها العام الماضي. وستمر هذه الصفقة عبر دولة قطر قبل أن تصل إلى إسرائيل. أما عن فكرة نشر قوة سلام تابعة لحلف الناتو في جنوب لبنان تتولى حماية المستوطنات الإسرائيلية وتمنع قوات حزب الله من الوصول إلى الحدود فإن واشنطن تدعمها بقوة لأن مهمة هذه القوات التي سيزيد تعدادها عن 20 ألف جندي ستكون إعادة بناء المنطقة الآمنة ووضع لبنان بكامله بطريقة غير مباشرة تحت انتداب أمريكي جديد على غرار ما يحدث في العراق حاليا.

أما الذريعة التي ستستخدم لتغطية وجود هذه القوات فهي تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 والأهداف التي صدر من أجلها وأبرزها نزع سلاح حزب الله. ويبدو أن دولا عربية شأن السعودية ومصر والأردن تساند هذه الخطوة الأمريكية الجديدة وبالتالي فإن السيدة رايس  ستجعل من قضية تشكيل هذه القوات على قمة جدول أعمال جولتها الشرق الأوسطية التي بدأت الأحد. وستحاول استخدام المؤتمر الذي سيعقد في إيطاليا الأربعاء حول لبنان لتوفير غطاء أوروبي شرق أوسطي لتشريع وجود هذه القوات ومهمتها في إنهاء وجود المقاومة اللبنانية.

نعود للحديث عن مؤتمر روما مع الأمل بأن يتمخض عن نتائج إيجابية. كيف يمكن بحث الحرب الدائرة حاليا في لبنان والقضايا السياسية التي أدت إليها دون وجود اللاعبين الأساسيين سواء حزب الله الذي تشن إسرائيل هذه الحرب ضده أو إيران وسوريا المتهمتين بدعمه وشن حرب ضد إسرائيل من خلاله؟ يعتقد أصحاب الرأي أن الموقف الأمريكي المساند لإسرائيل وعدوانها في لبنان دون معالجة القضايا الأساسية التي أدت إلى انفجار الأوضاع في لبنان وفلسطين سيؤدي إلى تفاقم الأزمة وصب المزيد من الزيت على نارها.

وإذا كانت الإدارة الأمريكية تعتقد أنها تستطيع فرض وجهة نظر إسرائيل من خلال تبني أجنداتها السياسية ودون الدخول في حوار مسؤول للتوصل إلى تسوية جذرية للقضايا السياسية العالقة وخاصة قضية فلسطين واحتلال مزارع شبعا اللبنانية وملف الأسرى فإنها مخطئة في اعتقادها هذا وستجد نفسها والدول المتورطة معها في تشكيل هذه القوات أمام حرب جديدة على غرار تلك الدائرة حاليا في العراق. ويرى أصحاب الرأي أن مؤتمر روما الذي سيعالج الملف اللبناني ربما سيعيد صياغة المنطقة ورسم حدودها تنفيذا لمقولة السيدة رايس حول رغبة الولايات المتحدة في بناء شرق أوسط جديد بدون النزاعات والصيغ القديمة. ولكن أيعقل تحقيق هذه المقولة بدون إشراك المعنيين مباشرة بالنزاع؟

أمام هذه السيناريوهات من الضروري البحث في الاحتمالات المستبعدة تماما وكذلك أيضا في الاحتمالات الواقعية. من تلك الاحتمالات المستبعدة والشديدة الخطورة احتمال انتقال المعركة الدائرة في لبنان حاليا إلى سوريا سيما وأن إسرائيل تخوض الآن كما أصبح واضحا حربا استراتيجية تهدف إلى فرض شروط سلام المنتصر ليس على حزب الله فقط ولكن على لبنان والفلسطينيين والعرب. زد إلى ذلك أنها لن  تقبل الإهانة التي لحقت بها حتى الآن بعجزها عن تحقيق إنجازات واضحة يمكن استخدامها سياسيا ضد منظمة صغيرة العدد ومحدودة العتاد والضربات التي استطاعت تلك المنظمة توجيهها لهيبة الجيش الإسرائيلي ومكانته حتى الآن. ثم أن اختيار خصم هام كسوريا يعيد المصداقية لمؤسستها العسكرية.

وفي ما يحكى الكثير عن الأوضاع والتطورات السياسية يغيب عن الرأي العام وضع إنساني في لبنان بلغ أقصى درجات الخطورة. نازحون ومهجرون وجرحى ونقص في الأغذية والأدوية ومياه الشرب وانقطاع التيار الكهربائي ومعه خطوط الهاتف سيما بعد أن قصفت إسرائيل هوائيات هنا وهناك. أمام هذا السيناريو المحزن تستحق الذكر مبادرة الحكومة العراقية بتخصيص مساعدات للبنان حجمها 35 مليون دولار. أقول حكومة العراق ولا حكومة الرياض أو حكومات الخليج أو غيرها. 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.