2006-07-20 14:39:44

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الخميس 20 يوليو 2006


تدمير لبنان مستمر أمام لا مبالاة العالم وانتقادات للصف العربي

 

بعد 22 سنة عادت عناصر المارينز إلى بيروت للإشراف على عمليات إجلاء الرعايا الأمريكيين من العاصمة اللبنانية إلى قبرص بمشاركة 6 مروحيات عسكرية أمريكية. وبشكل متزامن استمرت عمليات إجلاء الأجانب من لبنان وسط دوي المدافع وتحليق المقاتلات الإسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية. وفي ما طلب الرئيس اللبناني إميل لحود وقفا فوريا لإطلاق النار لوضع حد لتدمير لبنان وقتل شعبه هاجم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط سوريا واتهمها بتدمير لبنان بتفويض وادعى أن إيران طلبت من حزب الله مهاجمة إسرائيل للتخفيف من الضغوط الغربية عليها بدافع برنامجها النووي.

 

أما رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة فطلب من جهته مساندة المجتمع الدولي لتجريد حزب الله من السلاح وأصر في مقابلة مع صحيفة إيطالية على كون إيطاليا شريكا مميزا للبنان بإمكانه أن يلعب دور الوسيط لتسوية الأزمة الإسرائيلية اللبنانية. وقال إن حزب الله أقام دولة ضمن دولة ويجب نزع سلاحه. وليس من قبيل الصدفة أن اجتمع رئيس الحكومة الإيطالية برودي الخميس في روما إلى سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل الذي عرض على الطرف الإيطالي الوضع الإنساني المتردي في لبنان وحث على إقامة ممر لإيصال المساعدات الإنسانية الدولية إلى المدنيين. برودي أكد من جهته التزام حكومته بتوجيهات قمة الثماني في سان بطرس بورغ ووعد بمواصلة اتصالاته مع المسؤولين لدى الأطراف المعنية بالأزمة لتسهيل البحث عن حل للنزاع.   

 

وفي ما يتواصل القصف الإسرائيلي للمدن والبلدات اللبنانية بدون أي رادع دعا الزعيم الديني السوداني محمد حسن الترابي الشعوب العربية والإسلامية للثورة على حكامها منوها بدور المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين في تصديها لإسرائيل. وانتقد الترابي في تصريح له الأنظمة العربية واتهمها بموالاة الغرب والولايات المتحدة في الصراع العربي الإسرائيلي الذي تصدت له المقاومة في كل من لبنان وفلسطين. وأضاف أن ضعف الشعوب العربية وصبرها على الحكام جرا المنطقة إلى الوضع الراهن. واعتبر الزعيم الديني خضوع الشعوب العربية لقهر الحكام وكبتهم دليلا إلى الضعف والاستسلام.

 

وفي طهران قال مسؤولون إيرانيون إنه على الولايات المتحدة وبريطانيا أن تتخليا عن التأييد الأعمى لجرائم إسرائيل بدلا من توجيه تهم لا أساس لها لبلادهم بالتدخل في شؤون لبنان. واعتبروا أن قتل الأبرياء والعزل في لبنان خرقا فاضحا لمبادئ حقوق الإنسان وتساءلوا عن سبب تصرف من يتحدثون عن حقوق الإنسان في أقصى مناطق العالم بهذه الطريقة في المنطقة ويستخدمون حق الفيتو لنقض قرارات مجلس الأمن التي تدين إسرائيل. وقالوا إن دعم إيران لسوريا ولبنان معنوي.


وعن احتمال تعرض سوريا لهجوم إسرائيلي قال مسؤول إيراني رفيع المستوى إن إسرائيل ستكون المتضرر الأكبر إذا وقع هذا الهجوم. ومن المؤكد أن العالم الإسلامي لن يقبل بوقوع مثل هذا الحدث. كما انتقد المسؤول الإيراني صمت بعض البلدان الإسلامية إزاء العدوان الإسرائيلي في لبنان وفلسطين. وفي ما دعت موسكو إلى وقف لإطلاق النار في لبنان لتحاشي كارثة إنسانية لا تحسب أبعادها جرت تظاهرة في العاصمة الروسية شارك فيها عشرات الشيوعيين وأعضاء في الجالية الفلسطينية في الشتات حملوا رايات حزب الله مطالبين بوقف الهجمات الإسرائيلية على لبنان وإبادة الشعبين اللبناني والفلسطيني.

 

وفي اليوم التاسع لهجومها على لبنان بدأت إسرائيل تشك بمقدرتها العسكرية سيما وأنها أخفقت في تخفيض الهجمات الصاروخية من قبل حزب الله أو إبعاد عناصره عن حدودها الشمالية. زد إلى ذلك أن الخبراء العسكريين الإسرائيليين على ثقة من قدرة حزب الله على الصمود ومن ارتفاع معنوياته. أمام قبضة الحديد هذه يبقى الحل الوحيد نشر قوة فصل دولية على الحدود بين البلدين بمهمة موسعة وبالاتفاق مع الحكومة اللبنانية. قائد أركان الجيش الإسرائيلي أكد في رسالة إلى القوات الناشطة في ضرب لبنان أن المعركة قد تستمر لفترات طويلة.  

الصحافة الإسرائيلية تتساءل عن نتائج النزاع. يديعوت أحرانوت كتبت أنه قد ينتهي بانتصار مر الطعم حتى ولو أثبتت إسرائيل أنه من الصعب مهاجمتها بدون عقاب. وأشارت إلى أن أولمرت لم يحقق أهدافه إذ إن الجنديين المخطوفين لن يفرج عنهما بدون أي مقابل ولن يتم تجريد حزب الله من السلاح وأن الجيش اللبناني لن يقوم بدور يذكر على الحدود حتى ولو تم نشره هناك. أما صحيفة هاآرتز فرأت أن أمام القادة الإسرائيليين التساؤل التالي إما إنهاء العملية عبر الدبلوماسية أم عن طريق هجوم بري مع ما يكلف من خسائر فادحة في الأرواح.     

 

هل تكون حرب لبنان الثالثة بداية النهاية لإسرائيل؟ قال محلل عسكري عربي في تعليقه على الحرب الدائرة بين لبنان وإسرائيل إن الانتصار ممكن لحزب الله لأن إسرائيل الآن تختلف عن الماضي والمجتمع الإسرائيلي مفكك. وإن التكاتف حول المشروع الإسرائيلي الذي كان سائدا في العقود الماضية انتهى. في السنوات التي أعقبت انسحاب الإسرائيليين من لبنان تطورت الأوضاع في الشرق الأوسط بما لا تشتهيه إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة حيث استمرت الانتفاضة الفلسطينية وعمليات المقاومة التي جعلت الكيان الإسرائيلي يعيش حالة فزع دائم وهو ما قلص حركة الهجرة اليهودية من الخارج وقوى الهجرة المضادة. زد إلى ذلك أن حزب الله حقق في لبنان حالة توازن رعب مع إسرائيل إلى أن جعلها تمتنع لمدة 6 سنوات عن التعرض له بعدوان عسكري كبير.










All the contents on this site are copyrighted ©.