2006-07-16 14:05:37

في كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي قداسة البابا يدعو الكنائس المحلية إلى رفع صلوات خاصة على نية السلام في الأرض المقدسة وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها


عاد قداسة البابا بندكتس السادس عشر ليعبّر عن قلقه إزاء الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وهذه المرة بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي من بلدة لي كومب في فال داوستا بشمال إيطاليا، حيث يقضي الأب الأقدس فترة من الإستراحة الصيفية. قال الحبر الأعظم:"إنّ الأنباء التي تردنا هذه الأيام من الأرض المقدسة تبعث على القلق، سيما مع اتساع الأعمال الحربية في لبنان وسقوط ضحايا كثيرين في صفوف المدنيين. وهناك وللأسف، حالات محسوسة لإنتهاك القانون والعدالة في أصل هذه المصادمات القاسية. ولكن، أضاف قداسة البابا يقول: لا الأعمال الإرهابية ولا الثأرية يمكن تبريرها، سيما مع وجود تبعات أليمة على السكان المدنيين. وباتباع هذه الطرق ـ وكما تبين الخبرة المريرة ـ لا يمكن بلوغ نتائج إيجابية.

وتابع البابا كلمته قائلا: يُكرّس هذا اليوم لعذراء الكرمل، وهو جبل في الأرض المقدسة، على بعد كيلومترات من لبنان، ويطلّ على مدينة حيفا الإسرائيلية، التي تعرّضت بدورها للقصف. نرفع الصلاة إلى العذراء مريم، سلطانة السلام كيما تنال من الله عطية الوئام الجوهرية، معيدة القادة السياسيين إلى طريق الحكمة ومقدّمة إمكانيات جديدة للحوار والتفاهم. ولهذا، أدعو الكنائس المحلية إلى رفع صلوات خاصة على نية السلام في الأرض المقدسة وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها.

 

وكان قداسة البابا قد تحدّث في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي قائلا: أُسرّ هذه السنة أيضًا بقضاء فترة من الراحة هنا في فال داوستا، في هذا البيت الذي استقبل مرات عديدة البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني. وإني سعيد اليوم بعيش هذا اللقاء العائلي". وجّه الأب الأقدس تحية حارة إلى أبناء بلدة لي كومب وإلى المطران جوزيبي أنفوسّي، أسقف فال داوستا، وللكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين في الجماعة الأبرشية، كما وعبّر عن قربة بالصلاة من المرضى والمتألمين. كما وشكر قداسة البابا الآباء الساليزيان الذين وضعوا بتصرفه البيت الذي يقضي فيه استراحته الصيفية.

وتابع البابا يقول: يُحتفل هذا الأحد 16 من تموز يوليو بعيد العذراء مريم سيدة جبل الكرمل. وهو جبل ساحلي يطل على البحر الأبيض المتوسط، وعليه مغارات عديدة طبيعية، اختارها النساك. ومن بين أشهر رجال الله هؤلاء النبي إيليا الذي وفي القرن التاسع قبل المسيح، دافع عن الإيمان بالله الواحد الحقيقي ضدّ العبادة الوثنية. وهكذا أيضًا نشأت الرهبنة الكرملية، هذه العائلة الدينية التي تعد قديسين عظامًا بينهم تريزا الأفيلية ويوحنا للصليب وتريزا الطفل يسوع وتيريزا بينيدتا ديلا كروتشي (إيديت شتاين). وقد نشر الكرمليون وسط الشعب المسيحي إكرام الطوباوية العذراء سيدة الكرمل. وإلى سيدة الكرمل قال الأب الأقدس أرغب اليوم بإيكال جماعات الحياة التأملية المنتشرة في جميع أقطار العالم، سيما الرهبنة الكرملية. فلتساعد مريم كل مسيحي على لقاء الله في صمت الصلاة.

وفي ختام كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي، ذكّر قداسة البابا باللقاء العالمي الخامس للعائلات الذي عُقد مؤخرًا في فالينسيا بإسبانيا، وشجّع العائلات المسيحية على عيش الإيمان ونقله بفرح للأجيال الجديدة. هذا وتمنى قداسته للجميع إمضاء يوم أحد سعيد.

ـ وعن التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية، وافانا مراسلنا من بيروت بالتقرير التالي:RealAudioMP3

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.