2006-06-29 16:22:17

قداسة البابا يترأس القداس الإلهي احتفالا بعيد القديسين بطرس وبولس ويمنح درع التثيبت 27 رئيس أساقفة من مختلف أنحاء العالم. نداء من أجل السلام في الأرض المقدسة


احتفالا بعيد القديسين بطرس وبولس ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الخميس القداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية، منح خلاله درع التثبيت سبعة وعشرين رئيس أساقفة من مختلف أنحاء العالم، بحضور وفد من بطريركية القسطنطينية.

وبعد الإنجيل، ألقى الحبر الأعظم عظة استهلّها بكلمات يسوع إلى سمعان بطرس:"أنتَ صخرٌ وعلى هذا الصخرِ سأبني كنيستي"، وقال: إنّ بطرس، وبحسب إنجيل القديس متى، أدّى شهادته ليسوع معترفًا به مسيحًا وابنًا لله. وبموجب ما قاله، عُهدت إليه مهمة خاصة، بواسطة ثلاث صور هي الصخرة التي تُصبح حجر الزاوية، المفاتيح والحل والربط.

وأشار البابا إلى ما قاله بطرس عن نفسه في رسالته الأولى:" أنا الشاهدُ لآلامِ المسيح ومَنْ له نصيبٌ في المجدِ عند تجلّيه"، وأضاف قداسته يقول:"إنّ الجمعة العظيمة والفصح يتواجدان دائمًا معًا بالنسبة للكنيسة التي هي أبدًا حبّة الخردل والشجرة التي تأتي طير السماء لتستظلَّ في أغضانها.

والكنيسة تتألم اليوم أيضًا، قال الأب الأقدس، ويتمّ البحث عن إبعاد المسيح خارج العالم. ومجددًا، تعصف رياح الأيديولوجيات بسفينة الكنيسة الصغيرة، بيد أن المسيح هو المنتصر، سيما في الكنيسة المتألمة. وعلى الرغم من كل شيء يستمدّ الإيمان منه على الدوام قوة جديدة، ويبقى الرب في سفينته، في زورق الكنيسة. وهكذا أيضًا، قال البابا، وفي خدمة بطرس، يظهر الضعف البشري وقوة الله: ففي ضعف البشر يُظهر الرب قوّته وبأنّه هو الذي يبني كنيسته، بواسطة بشر ضعفاء".

وتابع قداسة البابا عظته قائلاً إنّ صلاة يسوع هي الحد الموضوع لسلطان الشر وهي حماية للكنيسة، وكما يقول يسوع لسمعان بطرس، بحسب إنجيل القديس لوقا، "ولكنّي دعوتُ لكَ ألاَّ تفقدَ إيمانك". صلاة يسوع هي وعد ومهمة في الآن معًا، فهي تحمي إيمان بطرس، هذا الإيمان الذي اعترف به في قيصرية فيلبس قائلا:"أنتَ المسيحُ ابنُ الله الحي".

وأضاف الأب الأقدس يقول :لا تسمحوا أبدًا بأن يصبح هذا الإيمان صامتًا، أنعشوه على الدوام، وحتى أمام الصليب وتناقضات العالم كلّها: هذه هي مهمة بطرس. ولهذا، لا يصلّي الرب لإيمان بطرس الشخصي فقط، إنّما لإيمانه كخدمة للآخرين. وهذا ما أراد قوله:"وأنتَ ثبّتْ إخوانكَ متى اهتديت".

وأشار البابا في عظته إلى أنّ مهمة بطرس مرسّخة بصلاة يسوع، ما يمنحها الأمان لتتواصل عبر البؤس البشري. ويمنح الرب هذه المهمة في العشاء الأخير، بالترافق مع عطية الإفخارستيا المقدسة. والكنيسة هي جماعة إفخارستية وبالتالي شركة في جسد الرب. ومهمة بطرس رئاسة هذه الشركة الجامعة وإبقاؤها حاضرة في العالم كوحدة منظورة أيضًا. أجل، قال البابا، إنّ وعد الرب حقيقي: فسلطان الموت وأبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة التي أسّسها الرب على بطرس.

وفي ختام عظته احتفالا بعيد القديسين بطرس وبولس، حيا الأب الأقدس رؤساء الأساقفة القادمين من مختلف أنحاء العالم لنوال درع التثبيت إضافة إلى وفد البطريركية المسكونية وقال: أشكر البطريرك برتلماوس الأول والسينودس المقدس على علامة الأخوّة هذه التي تُظهر الرغبة والتزام السير سريعًا على طريق الوحدة الكاملة التي دعا إليها المسيح جميع تلاميذه.

وتابع البابا يقول: نشعر بتقاسم الرغبة الحارة التي عبّر عنها يومًا البطريرك أثيناغوراس والبابا بولس السادس وهي أن نشرب من الكأس نفسها ونأكل معًا الخبز الذي هو الرب نفسه. ونتضرع مجددًا في هذه المناسبة كيما تتحقق هذه الرغبة في أقرب وقت ممكن. فليساعدنا الرب على أن نكون شهودًا حقيقيين لآلامه وشركاء في المجد عند تجليه.

عند الظهيرة، تلا قداسة البابا صلاة التبشير الملائكي ووجه نداء من أجل السلام في الأرض المقدسة. قال الأب الأقدس. "أتتبع بقلق بالغ ما يحصل في الأرض المقدسة، وأصلي كيما يعود إلى أحبائه كل شخص مخطوف، وأتوجه إلى المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين كي يبحثوا بمساهمة المجتمع الدولي السخية، وبروح المسؤولية، عن تسوية تفاوضية للنزاع، تضمن السلام الذي يتوق إليه الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني.

وأضاف قداسة البابا يقول: نحتفل اليوم بعيد القديسين بطرس وبولس "تلميذي المسيح وعمودي وأساس مدينة الله"، كما تنشد ليتورجية هذا النهار. ويُعتبر استشهادهما بمثابة الحدث الحقيقي لولادة كنيسة روما، حيث صُلب القديس بطرس ومن ثم قُطعت رأس القديس بولس.

وأشار البابا إلى أنّ أسقف روما، خليفة بطرس الرسول، يقوم بمهمة خاصة لخدمة الوحدة العقائدية والراعوية لشعب الله المنتشر في العالم. وفي هذا الإطار، أضاف البابا يقول، نفهم بشكل أفضل الرتبة التي احتلفنا بها صباح اليوم خلال القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس، أي تسليم درع التثبيت عددًا من رؤساء الأساقفة، وهو يمثل الشركة الخاصة لهؤلاء الرعاة مع خليفة بطرس.

وقال قداسته: هناك سبب آخر يجعلنا أكثر سعادة، وهو وجود بعثة أرسلها البطريرك المسكوني برتلماوس الأول إلى روما، لمناسبة الإحتفال بعيد القديسين بطرس وبولس. أرحب مجددًا بأعضاء هذه البعثة، أضاف البابا يقول، وأشكر البطريرك الذي جعل رباط الأخوة الموجود بين الكنيستين، جليًا أكثر فأكثر. وفي ختام كلمته سأل قداسة البابا مريم العذراء، سلطانة الرسل، أن تنال عطية الوحدة الكاملة لجميع المسيحيين.

 


 








All the contents on this site are copyrighted ©.