2006-06-05 15:27:04

نية الكنيسة العامة لشهر حزيران يونيو 2006


"من أجل أن تقبل العائلات المسيحية، بمحبة، كل طفل يأتي إلى العالم، وتغمرَ بعطف وحنان المسنين والمرضى": هي نية الكنيسة العامة لشهر حزيران يونيو الجاري، مع تأمل للمجلس البابوي للعائلة.

إنّ العائلة وبطبيعتها "مهد" الحياة الأول والمكان الذي تلقى فيه الحياة المتألمة أو المشرفة على نهايتها كل حماية ومساعدة، وستبقى هكذا على الدوام، رغم الإعتداءات الكثيرة التي تتعرض لها. كما ويذكرنا المجمع الفاتيكاني الثاني بأنّ الزواج والحب الزوجي موجهان بطبيعتهما لإنجاب البنين وتربيتهم، ذلك أنّ الأبناء هم عطية الزواج السامية ويساهمون كثيرًا في خير الآباء أنفسهم. فالله ذاته الذي قال:"إنّه لا يحسن بالإنسان أن يبقى وحيدًا".

ولذا فإنّ الحب الزوجي الحقيقي والحياة العائلية الناتجة عنه يميلان، بدون أن يزدريا مع ذلك غايات الزواج الأخرى، إلى أن يجعلا الزوجين مستعدين ليُساهما بشجاعة في حب الخالق والفادي الذي يريد بواسطتهما أن تكبر عائلته بالذات وتزداد غنى.

وفي رسالته العامة "إنجيل الحياة"، كتب البابا يوحنا بولس الثاني يقول "إنّ إنجيل الحياة هو لمنفعة المجتمع البشري. فالعمل في خدمة الحياة يساهم في تجديد المجتمع بتحقيق الصالح العام. فليس من الممكن أن يتحقق الخير العام بدون الإقرار بحق الإنسان في الحياة، وهو الأساس الذي عليه ترتكزُ، وبه تتطوّرُ،جميع الحقوق الإنسانية الأخرى". وهكذا تساهم العائلة بمحبة الصغار وباقي أعضائها الأكثر ضعفًا، في بناء مجتمع المحبة.

ومن بين الأعضاء الأكثر ضعفًا في المجتمع هناك المسنون والمعوقون والمرضى، وينبغي بالتالي أن يُحَبوا بقطع النظر عن ظروفهم الجسدية أو النفسية، ولا يجوز إهمالهم أو اعتبارهم أشخاصًا لا فائدة منهم. لا بل إنّهم يشكلون عطية كبرى للعائلة والمجتمع بأسره. إنّ العائلة التي يسودها الحب لا "الأنانية" تطبق كلمات يسوع القائل:"كلّما صنعتم شيئًا من ذلك لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد صنعتموه".








All the contents on this site are copyrighted ©.