2006-05-28 12:09:51

قداسة البابا يحتفل بالذبيحة الإلهية في حديقة بلوني في كراكوفيا


احتفل قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة إلا ربعاً من صباح اليوم الأحد بالذبيحة الإلهية في حديقة بلوني في كراكوفيا، وألقى عظة خلال القداس استهلها بالآية من سفر أعمال الرسل "أيها الجليليون ما لكم قائمين تنظرون إلى السماء" (أعمال 1، 11)، وقال البابا تكمن في الإجابة على هذا السؤال الحقيقة الأساسية لحياة الكائن البشري ومصيره. يحتوي هذا السؤال على واقعَي الحياة البشرية: الواقع الأرضي والواقع السماوي. نوجد اليوم على هذه الأرض لأن الخالق شاءنا هنا كتتويج لعملية الخلق. فبعد أن خلق الرب الكون من لا شيء، خلق الإنسان على صورته ومثاله، كما جاء في سفر التكوين. غير أن الإنسان تمرد على الله خالقه، وشرّع بذلك الباب أمام الشر والخطيئة والآلام والموت.

قال الملائكة للجليليين "ما لكم ... تنظرون إلى السماء". كانوا ينظرون إلى السماء ليرافقوا بأعينهم المسيح المصلوب والقائم من الموت والذي ارتفع إلى السماء. أما نحن اليوم فإننا مدعوون إلى توجيه أعيننا وفكرنا وقلبنا نحو السماء، إننا مدعوون إلى النظر باتجاه "الواقع الإلهي" لنفهم معنى وجودنا على هذه الأرض.

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، تابع البابا يقول، احتفلُ اليوم وبتأثر كبير بالذبيحة الإلهية في هذا المكان، الذي ترأس فيه قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني القداس الإلهي مرات عدة خلال زياراته الرسولية إلى بلده الأم بولندا. ومع بداية السنة الثانية من حبريتي شئت أن أزور بولندا ومدينة كراكوفيا بنوع خاص، كحاجٍ على خطى سلفي البابا يوحنا بولس الثاني. أردت أن أرى بأم العين الأرض التي وُلد وترعرع فيها، واضعاً نفسه في خدمة المسيح وكنيسته.

تحمل زيارتي الرسولية إلى بولندا شعار "اثبتوا في الإيمان". وهذه الدعوة موجهة إلى تلاميذ المسيح وإلى كل واحد منا. الإيمان يتطلب منا أن نقبل ما يعجز عقلنا عن فهمه بالكامل وأن نضع ثقتنا التامة بيسوع المسيح. ويقول بهذا الصدد القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس "أسأل الله ربنا يسوع المسيح أن يهب لكم روح حكمة يكشف لكم عنه تعالى لتعرفوه حق معرفة، وأن ينير بصائر قلوبكم لتدركوا إلى أي رجاء دعاكم وأي مجد جعله لكم ميراثاً بين القديسين وأي قوة فائقة أظهرها لأجلنا نحن المؤمنين فكشف عن عزته القديرة في المسيح". أن نؤمن تابع البابا يقول يعني أن نضع ذاتنا ومصيرنا بين يدي الله، وأن نقيم علاقة شخصية مع الخالق والمخلص.

وفي ختام عظته حث الأب الأقدس أبناء الأمة البولندية على الثبات في الإيمان والعمل من أجل ملكوت الله على الأرض: ملكوت الخير والعدل والتضامن والرأفة. وقال قداسته: أطلب إليكم أن تشهدوا بشجاعة للإنجيل في عالم اليوم، حاملين الرجاء إلى الفقراء، والمتألمين والمتروكين والأشخاص العطاش إلى الحرية والحقيقة والسلام. اثبتوا في الإيمان، والرجاء والمحبة. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.