2006-05-13 16:25:50

قداسة البابا يتسلم أوراق اعتماد سفير بلغاريا الجديد لدى الكرسي الرسولي


تسلّم قداسة البابا صباح اليوم في الفاتيكان أوراق اعتماد سفير بلغاريا الجديد لدى الكرسي الرسولي، السيد فالنتين باسيليف بوزيلوف، ووجه له كلمة قال فيها إنّ حياة الأخوين كريللس وميتوديوس، مبشّري بلغاريا، لا تزال حتى يومنا هذا مثالا للحوار بين الثقافات. فبفضل غيرتهما الرسولية، بلغت بشرى المسيح سكان أوروبا الوسطى والشرقية، وبلغتهم الخاصة، كما ونشأت ثقافة جديدة، غذّاها الإنجيل والتقليد المسيحي. وأشار قداسته إلى أنّ الرسولين كيريللس وميتوديوس أرشدانا إلى دروب الحوار والوحدة الواجب بناؤها على الدوام، ولهذا السبب، هما شفيعا أوروبا. وفي كلّ عام، ولمناسبة عيدهما، يزور وفد من بلغاريا أسقف روما لمواصلة نسج روابط الأخوّة والسلام. ومن ثمّ انتقل قداسة البابا ليتحدث عن استعداد بلغاريا الإنضمام إلى عضوية الإتحاد الأوروبي، وقال إنّ الشعب البلغاري مدعو اليوم إلى لعب دور هام، من خلال الإسهام في إعادة الإندفاع الروحي للقارة الأوروبية.

وأشار البابا إلى أنّ الشبيبة تجد بصعوبة مكانها داخل مجتمعاتنا المركّزة على استهلاك الخيور المادية، في وقت تحتاج فيه للقيم الروحية والأدبية لتكوين شخصيتها والإستعداد لبناء المجتمع. ولهذا، قال البابا، إنّ بلغاريا مدعوة لبناء البيت المشترك، لئلا يصبح سوقًا كبيرة لتبادل الخيور المادية وحسب، بل يكون له بعد روحي حقيقي، يعكس إرث شهود الماضي الكثيرين. وأكّد البابا في كلمته أنّ الأجيال الجديدة قادرة على الثقة بالمستقبل والإلتزام بلا خوف، بمشاريع طويلة الأمد، من خلال ولادة عائلات جديدة، مبنية على الزواج وقبول الأطفال، تضع نفسها في خدمة الخير المشترك، عبر النشاط السياسي والإقتصادي والإجتماعي، ورغبة التضامن مع المهاجرين الذين يبحثون عن ملجأ أو فرصة حياة جديدة.

وأضاف قداسته يقول: باستطاعة أوروبا أن تكون شاهدة ورسولة الحوار الضروري بين الثقافات والأديان، ذلك أنّ تاريخ القارة القديمة، المطبوع بالإنقسامات والحروب، وبالجهود الكثيرة أيضًا للتغلب عليها، يدعوها اليوم لإتمام هذه الرسالة، بهدف الإجابة على انتظارات الكم الهائل من الرجال والنساء الذين يطمحون حتى يومنا هذا، وفي بلدان عديدة من العالم، بالنمو والديمقراطية والحرية الدينية. وأكّد الأب الأقدس أنّ الكرسي الرسولي لا يكف يعمل من أجل تنمية حوار حقيقي بين الأمم. ولا بدّ أولا من وقف أعمال العنف التي تنمو اليوم بطريقة خطرة، وذلك عبر كسر جدران الجهل والشك. وينبغي العمل أيضًا لصالح تقاسم ثروات العالم بطريقة أفضل ومساعدة القارة الأفريقية.

هذا ووجه قداسة البابا تحية إلى الجماعة الكاثوليكية في بلغاريا، وقال إنّها تتذكر دومًا البابا الطوباوي يوحنا الثالث والعشرين الذي كان موفدًا رسوليًا هناك إضافة إلى زيارة البابا يوحنا بولس الثاني. وأثنى الأب الأقدس أيضًا على دور الكنيسة الكاثوليكية في نمو البلاد، من خلال الأعمال الاجتماعية برعاية هيئة كاريتاس، وشجّع الجميع على مواصلة خدمة الخير العام، ودعا المؤمنين الكاثوليك المتّحدين حول رعاتهم إلى التعاون مع إخوتهم الأورثذوكس. وقال لهم إنّ باستطاعتهم الإعتماد على صلوات خليفة بطرس، كيما يجدوا في شهادتهم للمسيح، الفرح الدائم.

سفير بلغاريا الجديد لدى الكرسي الرسولي فالنتين باسيليف بوزيلوف، من مواليد عام 1941. متأهل وله ولدان. مجاز في العلاقات الدولية. تنقّل في مهام ديبلوماسية عديدة منذ العام 1967. يتكلم الإنجليزية، الفرنسية، الروسية والإسبانية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.