2006-05-03 16:01:05

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن التقليد الرسولي


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وتحدث الحبر الأعظم في تعليمه الأسبوعي عن "التقليد الرسولي"، وقال: إن الرب يسوع طلب إلى رسله أن يبشروا جميع الأمم، ويعلنوا عليهم الإنجيل كمصدر لكل حقيقة ولكل "قانون أدبي". وهكذا تابع رسل المسيح عمل "الحصاد" الذي بدأه الرب، وفعلوا ذلك من خلال نقل "الهبة" التي نالوها إلى الآخرين، وهي البشرى السارة بملكوت السماوات.

الجماعات المسيحية الأولى، التي وُلدت من "إعلان الإنجيل"، تلقت كلمة الرب من الأشخاص الذين عاشوا مع يسوع، وأرسلهم المسيح القائم من بين الأموات إلى جميع الأمم. وشعرت الجماعات المسيحية بواجب نقل البشرى السارة إلى الآخرين، بشرى حضور الرب بيننا وبشرى "سره الفصحي". ويقول القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس "بلّغت إليكم قبل كل شيء ما تلقيته" (1 قورنتس 15، 3)، ويضيف رسول الأمم في رسالته الثانية إلى طيموتاوس: "إحفظ الوديعة الكريمة بعون الروح القدس الذي حل فينا" (2 طيموتاوس 1، 14).

ويؤكد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، تابع البابا يقول، أن الكنيسة الكاثوليكية في عقيدتها وحياتها وعبادتها تنقل إلى جميع الأجيال ما تؤمن به. فالتقليد الرسولي هو "الإنجيل الحي" الذي أعلنه رسل المسيح، ونقلوا بذلك إيمانهم إلى الآخرين وصولاً إلى أبناء زمننا وحتى أقاصي الأرض. التقليد الرسولي هو أيضاً تاريخ الروح القدس الذي يعمل في حياة الكنيسة بواسطة الرسل وخلفائهم. فالرسل نقلوا إلى خلفائهم الرسالة التي أوكلها إليهم المسيح، والتي ترتكز إلى الخدمة الراعوية. قال المسيح لرسله: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به"، ثم يؤكد المسيح على قربه من رسله قائلاً لهم "وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم" (متى 28، 19 - 20). فبهذه الطريقة يصل يسوع إلى كل من يؤمن به من خلال الخدمة الرسولية، وهكذا يتخطى المسيح القائم من الموت حاجز الزمن ليعيش ويعمل اليوم في قلب كنيسته والعالم.

وفي ختام تعليمه الأسبوعي وبعد أن وجه تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين قال قداسته: لقد بدأ لتوه شهر أيار مايو المكرس للعذراء مريم، وأطلب اليوم إلى الشبان بنوع خاص أن يتعلموا منها إتمام مشيئة الله، وحث البابا المرضى على أن يتأملوا بأم المسيح المصلوب ليشعروا بقدرة الصليب المخلِّصة. كما أوكل الأب الأقداس الأزواج الجدد إلى حماية العذراء مريم الوالدية، ومنح الكل فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.