2006-04-26 15:37:21

قداسة البابا يتحدث عن الشركة الكنسية في مقابلة الأربعاء العامة ويرفع الصلاة من أجل ضحايا كارثة تشرنوبيل في الذكرى السنوية 20 لوقوعها ويدعو للسلام


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، وتمحورت حول الشركة الكنسيّة التي تعانق كل الأزمنة وجميع الأجيال حسب شهادة العهد الجديد. وقال الحبر الأعظم إن المسيح القائم من الموت أوكل بجلاء إلى رسله مهمة أن يجعلوا من جميع الأمم تلاميذًا، ضامنًا لهم حضوره ومساعدته طوال الأيام إلى انقضاء الدهر.

وتتطلب شمولية الخلاص، أضاف الأب الأقدس يقول، أن يتمّ الإحتفال بتذكار الفصح بدون انقطاع في التاريخ، إلى حين عودة المسيح الممجدّة. وبفضل عمل البارقليط، يتمكّن الرسل وخلفاؤهم من أن يحققوا عبر الزمن، الرسالة التي نالوها من القائم من بين الأموات. "سينزل عليكم الروح القدس، فتتلقون منه القدرة وتكونون لي شهودًا في أورشليم واليهودية كلّها والسامرة، حتى أقاصي الأرض... وكذلك يشهد الروح القدس الذي وهبه الله لمن يطيعه".

وتابع البابا تعليمه الأسبوعي يقول إنّ الروح القدس حاضر دومًا ليرشد حياة الكنيسة "وقد رأى الروح القدس ورأينا نحن ألاّ يُلقى عليكم من الأعباء سوى ما لا بدّ منه... على أنّ الكنائس كانت تنعم بالسلام في جميع اليهودية والجليل والسامرة، وكانت تنشأ وتسير على خوف الربّ، وتنمو بمعونة الروح القدس".

وإنّ هذا التحقيق المتواصل لحضور الرب يسوع في شعبه، أضاف البابا يقول، والمُتمّم بقوة الروح القدس والمعبَّر عنه في الكنيسة من خلال الخدمة الرسولية والشركة الأخوية، هو تحقيق يُفهم بالمعنى اللاهوتي تحت لفظة التقليد. ولا يعني هذا التقليد مجرّد نقل مادي لما أُعطي منذ البدء للرسل، إنّما الحضور الفعال للرب يسوع المصلوب والقائم من بين الأموات، الذي يرافق ويهدي بقوة الروح القدس، الجماعة التي جمعها.

والتقليد هو شركة المؤمنين حول رعاتهم الشرعيين على مرّ التاريخ. شركة يغذّيها الروح القدس. والتقليد، قال البابا، هو تواصل عضوي للكنيسة، الهيكل المقدس المبني على أساس الرسل والأنبياء، والمسيح نفسه هو حجر زاويته. "ولستم بعد اليوم غرباء أو ضيوفًا، بل أنتم من أبناء وطن القديسين ومن أهل بيت الله، بُنيتم على أساس الرسل والأنبياء، وحجر الزاوية هو المسيح يسوع نفسه، لأنّ به يُحكَم كلُّ بناء ويرتفع ليكون هيكلاً مقدسًا في الرب، وبه أنتم أيضًا تبنون معًا لتصيروا مسكنًا لله في الروح". وهكذا، فإن التقليد هو الحضور الدائم للمخلص الذي يأتي ليلتقينا ويفتدينا ويقدّسنا بالروح بواسطة خدمة كنيسته، لمجد الآب.

وبعد أن لخّص قداسة البابا تعليمه الأسبوعي بلغات عدة، وجّه نداء قال فيه: يُحتفل اليوم بالذكرى السنوية العشرين للحادث الأليم الذي وقع في محطة تشرنوبيل النووية. وفي هذه المناسبة، أشعر بواجب التعبير عن تقديري للعائلات والمؤسسات والإدارات المدنية والجماعات المسيحية التي، وخلال السنوات الماضية، اهتمت بالبالغين سيما الأطفال الذين تضرّروا من تبعات هذا الحادث الأليم. وفيما نرفع الصلاة مرّة أخرى من أجل ضحايا هذه الكارثة الكبيرة، نسأل الرب أن ينير ضمائر المسؤولين عن مصائر البشرية، كيما وبجهد مشترك، يتم العمل لخدمة السلام، عبر احترام متطلبات الإنسان والطبيعة.








All the contents on this site are copyrighted ©.