البابا يتلو مع المؤمنين صلاة افرحي يا ملكة السماء: الفصح لقاء مع السيد المسيح القائم من بين الأموات

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو مع المؤمنين الذين غصت بهم ساحة القديس بطرس وقدموا من مختلف أنحاء العالم صلاة افرحي يا ملكة السماء. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات! في هذا الأحد يحكي لنا الإنجيلي يوحنا أن يسوع القائم من بين الأموات وقف وسط الرسل عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع. منذ البداية انصرفت الجماعة المسيحية إلى عيش وقع أسبوعي وليد اللقاء مع السيد الرب القائم من بين الأموات. وهذا ما يؤكد عليه دستور المجمع الفاتيكاني الثاني حول الليتورجيا المقدسة حين قال: إن الكنيسة تحتفل بالسر الفصحي وفقا لتقليد رسولي يتأصل في يوم قيامة المسيح بالذات، كل ثامن يوم الذي يدعى بحق يوم الرب أو اليوم السيدي. يكتب يوحنا: جاء يسوع وقام بين الرسل وأراهم يديه وجنبه. يشكل هذا الأمر ينبوع إيمان ورجاء ومحبة لا يسبر غوره. وانطلاقا من هذا الواقع الإلهي شاء البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني، من خلال تقييم الخبرة الروحية لراهبة متواضعة، القديسة فاوستينا كوفالسكا، تكريس أول أحد بعد أحد الفصح للرحمة الإلهية. وشاءت العناية الإلهية أن ينتقل إلى بيت الآب عشية هذا اليوم بالذات. إن سر محبة الله الرحيمة تصدّر حبرية سلفي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني الذي أكد كون عبادة الرحمة الإلهية جزءا متكاملا من إيمان المسيحي وصلاته. فلتساعدنا العذراء مريم الكلية القداسة على عيش يوم الأحد كفصح الأسبوع كي نتذوق جمال اللقاء مع السيد الرب ونستقي من ينبوع محبته اللامتناهية لنكون رسل سلامه. بعدها تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة افرحي يا ملكة السماء. وأضاف يقول: يتجه فكري إلى أخوتنا في الكنائس الشرقية التي تحتفل اليوم بفصح الرب. فليهب السيد القائم من بين الأموات جميع المؤمنين عطايا نوره وسلامه. كيف لي ألا أتذكر السكان المتألمين في صربيا ورومانيا وبلغاريا من جراء الفيضانات التي حصلت في الأيام الأخيرة. إني قريب منهم بالصلاة وآمل بأن يتخطوا هذه اللحظات الصعبة بفضل مساعدة الجميع. بعدها حيّا البابا الوفود الحاضرة بلغات عديدة منها الفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية والبرتغالية والبولندية والإيطالية. كما وجه تحية خاصة إلى الحجاج الإيطاليين القادمين من مختلف المدن الإيطالية لمناسبة عيد الرحمة الإلهية. ثم منح جميع المؤمنين بركته الرسولية متمنيا لهم يوم أحد سعيد.