2006-04-13 11:05:16

في مقابلته العامة من المؤمنين قداسة البابا يتحدث عن الثلاثية الفصحية


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، تبدأ غداً الخميس الثلاثية الفصحية، نقطة ارتكاز السنة الليتورجية كلها. سنعيش خلال الأيام القادمة سر آلام وموت وقيامة الرب من بين الأموات. وينبغي أن توقظ هذه الأيام في قلوبنا الرغبة في السير على خطى المسيح، الذي أحبنا وبذل حياته من أجلنا.

وتابع قداسة البابا يقول: تبدأ الثلاثية الفصحية يوم غد الخميس بقداس عشاء الرب. ونتذكر هذا اليوم أن المسيح أنشأ سر الكهنوت، وجعل من نفسه تقدمة للبشرية كلها، من خلال سر الإفخارستية. في تلك الليلة ترك لنا المسيح وصية جديدة، وصية المحبة الأخوية، وقام بغسل أرجل تلاميذه. ويُختتم هذا اليوم بعبادة القربان، متذكرين دعوة يسوع لتلاميذه، حين قال لهم "امكثوا هنا واسهروا معي" (متى 26، 38)، غير أن النعاس أثقل أعين التلاميذ، وتُرك يسوع وحده في تلك الليلة التي اعتُقل فيها، وبدأ مسيرته المؤلمة على طريق الجلجلة.

في يوم جمعة الآلام، مضى قداسته إلى القول، تتوجه أنظارنا نحو المسيح المصلوب. ويُقرأ في الكنائس إنجيل الآلام، ويتردد صدى كلمات النبي زكريا "سينظرون إلى من طَعنوا" (يوحنا 19، 37). ويقول القديس بولس الرسول "فقد استكنّت في المسيح جميع كنوز الحكمة والمعرفة ... وفيه يحِل جميع كمال الألوهية حلولاً جسدياً"، ويقول رسول الأمم أيضاً: "فإني لم أشأ أن أعرف شيئاً، وأنا بينكم، غير يسوع المسيح، بل يسوع المسيح المصلوب" (1 قورنتس 2، 2). 

أما يوم سبت النور، تتحد الكنيسة روحياً مع مريم العذراء، وتسهر مصلية أمام قبر المسيح، حيث وُضع جسد ابن الله، بعد أن أتم الرب مخططه الخلاصي بواسطة موته على الصليب. أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، تابع البابا يقول، تدعو الكنيسة جميع المؤمنين خلال هذه الفترة إلى التوبة عن الخطايا، كيما نتذوق طعم الفرح الذي يهبنا إياه المسيح بقيامته من بين الأموات. فالمغفرة التي يمنحنا إياها الله من خلال سر التوبة، تجعل منا "رسل سلام" في عالم مطبوع ـ وللأسف ـ بالانقسامات والآلام والظلم والكراهية والعنف. لكننا نعلم جيداً أن الشر لن ينتصر في نهاية المطاف، لأن المسيح قهر الشر بقوة محبته، بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات.

وفي ختام تعليمه الأسبوعي حث قداسة البابا المؤمنين على الاستعداد للاحتفال بعيد الفصح المجيد، سائلاً لهم شفاعة العذراء مريم القديسة التي رافقت ابنها الإلهي لحظة آلامه وموته، وعاشت فرح قيامته من بين الأموات.  هذا ثم وجه البابا كعادته تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين الحاضرين في الساحة الفاتيكانية ومن استمعوا إليه عبر الإذاعة والتلفزيون، ومنح الكل فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.