2006-04-13 14:38:18

البابا يترأس قداس مباركة الزيوت في البازيليك الفاتيكانية ويحتفل مساءً بقداس عشاء الرب في كاتدرائية القديس يوحنا باللاتيران


ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الخميس قداس مباركة الزيوت في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان.  قال البابا في عظته: في خميس الأسرار قال الرب لرسله "اصنعوا هذا لذكري حتى مجيئي". بعد أن قدم المسيح جسده ودمه من أجل خلاص العالم، تحت صورة الخبز والخمر، أنشأ سر الكهنوت وهذا ما نتذكره بنوع خاص يوم خميس الأسرار.

وتابع قداسة البابا عظته متوجهاً إلى الكهنة وقائلاً: استجبنا إلى نداء المسيح لنا، كما فعل الرسل الأولون، حين قال الرب لكل واحد منهم "اتبعني!". وفي بداية حياتنا الكهنوتية وقفنا بدهشة أمام عظمة الرب، كما فعل القديس بطرس بعد أن شهد الصيد العجائبي وقال للمسيح "يا رب، تباعد عني، إني رجل خاطئ" (لوقا 5، 8). لكن المسيح أمسك بيده وقال له: "لا تخف! ستكون بعد اليوم للناس صياداً"، كما وأنه أراد أن يقول لبطرس "أنا معك، لن أترككَ، لا تتركني". وربما اختبر كل واحد منا ما حصل لبطرس، حين مشى على الماء آتياً ليسوع، فأخذ يغرق، وصاح خائفاً "يا رب! نجّني". فلندع يد الرب تُمسك بنا، كي لا نغرق ونضع أنفسنا في خدمة الحياة التي هي أقوى من الموت، والمحبة التي هي أقوى من الكراهية.

لقد وضع الرب يده علينا، مضى قداسته إلى القول، وقال لنا "لا أدعوكم عبيداً بعد اليوم لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده.  فقد دعوتكم أحبائي، لأني أطلعتكم على كل ما سمعته من أبي" (يوحنا 15، 15). جعل منا الرب أصدقاءه وأحباءه. والمعنى الحقيقي لسر الكهنوت هو أن يصبح الكاهن "صديقاً" ليسوع المسيح، وهذه الصداقة تتطلب منا الدخول في علاقة شخصية مع المسيح، والإصغاء إليه والعيش معه والبقاء إلى جانبه.

تروي لنا الأناجيل أن المسيح كان ينفرد على "الجبل" ليصلي، ونحن اليوم بحاجة إلى الصعود إلى "جبل الصلاة" الموجود في داخلنا. بهذه الطريقة فقط يُمكننا أن نؤدي رسالتنا الكهنوتية وأن نحمل المسيح وإنجيله إلى جميع البشر. وختم البابا عظته قائلاً: لقد اتخذ يسوع طبيعتنا البشرية، لبس جسدنا، فلنعطه جسدنا وحياتنا، وهكذا يُمكنه أن يأتي إلى هذا العالم ويبدله. آمين.

يُشار أخيراً إلى أن قداسة البابا بندكتس السادس عشر، يحتفل هذا المساء في كاتدرائية القديس يوحنا باللاتيران بقداس عشاء الرب، وستتخلل القداس رتبة غسل الأرجل.








All the contents on this site are copyrighted ©.