2006-04-05 15:58:08

قداسة البابا يجري مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.  وتابع الحبر الأعظم هذا الأربعاء سلسلة تعاليمه حول الشركة، فاستهل مقابلته الأسبوعية قائلاً: الروح القدس هو مصدر الشركة بين تلاميذ المسيح والله.  هذا الروح الذي "أفاض في قلوبنا محبة الله"، كما يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة.  وكان القديس إيريناوس يقول في هذا الصدد: "حيث توجد الكنيسة يوجد أيضاً روح الله، وحيث يوجد روح الله توجد الكنيسة وكل نعمة، لأن روح الله هو الحقيقة". 

وتابع البابا يقول: إن هذا الرباط الوثيق مع الروح القدس لا يزيل ضعفنا الإنساني.  فالشركة بين أتباع المسيح والانقسام موجودان منذ البدء، كما جاء في رسالة القديس يوحنا الأولى: "خرجوا من عندنا ولم يكونوا منا، لو كانوا منا لظلوا معنا، ولكن لا بد أن يتضح أنهم ليسوا كلهم منا" (1 يوحنا 2، 19).  جاءت رسالة القديس يوحنا الأولى لتسلط الضوء على أهمية المحبة الأخوية بين أتباع المسيح.  فـ"كنيسة المحبة" هي أيضاً "كنيسة الحقيقة"، وينبغي أن يحافظ جميع أعضائها على أمانتهم للإنجيل الذي أوكله الرب يسوع إلى أتباعه.  فعلاقة الأخوة بين تلاميذ المسيح تأتي من كوننا أبناء لله الواحد، وكما يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة: "إن الذين ينقادون إلى روح الله يكونون حقاً أبناء الله".

ومضى قداسة البابا إلى القول: يعبر لنا كتاب أعمال الرسل عن أهمية هذه القيم في حياة الكنيسة التي أبصرت النور لتوها: "وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والمشاركة وكسر الخبز والصلوات". (أعمال الرسل 2، 42).  تولد الشركة من الإيمان المرتكز إلى المواظبة على تعليم الرسل، ومن كسر الخبز والصلوات، ويُعبَر عنها من خلال المحبة الأخوية وخدمة الآخرين.  ورسل المسيح وخلفاؤهم مدعوون إلى السهر على كنز الحقيقة الذي تركه الرب لكنيسته، وأن يكونوا شهوداً له.  فالحقيقة والمحبة هما وجهان لهبة واحدة منحنا إياها الله.  وبفضل خدمة الرسل وخلفائهم يمكننا أن "نثبت في كلام الرب، ونكون حقاً تلاميذه ونعرف الحق، والحقُ يُحررنا" (يوحنا 8، 32).

بعدها لخص الحبر الأعظم تعليمه بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين، ثم توجه إلى المرضى والشبان والأزواج الجدد، وحث الجميع ـ في هذه المرحلة الأخيرة من زمن الصوم المقدس ـ على السير قدماً في المسيرة الروحية المؤدية إلى عيد الفصح.  ثم منح قداسة البابا الجميع فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.