2006-03-30 16:11:29

صدور رسالة قداسة البابا لمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات 7 مايو أيار 2006


صدرت هذا الخميس رسالة قداسة البابا بندكتس السادس عشر لمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات، الموافق تاريخ السابع من شهر أيار مايو المقبل، وموضوعه هذا العام:"الدعوة في سر الكنيسة". استهل الأب الأقدس رسالته بآية من رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس:"تباركَ إلهُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ وأبوه... ذلك أنّه اختارَنا قبلَ إنشاء العالم... وقدَّرَ لنا أن يتبنَّانا بيسوع المسيح" (أفسس 1، 5 ـ 3). وأضاف البابا يقول: قبل إنشاء العالم، اختارنا الآب السماوي شخصيًا، ليدعونا إلى الدخول في علاقة بنوية معه، بواسطة يسوع، الكلمة المتجسّد، وبإرشاد الروح القدس. وبموته من أجلنا، أدخلنا يسوع في سر محبة الآب، محبة يقدّمها لنا جميعًا. وهكذا، وبالإتحاد مع يسوع، الرأس، نشكّل جسدًا واحدًا، أي الكنيسة.

وتابع البابا رسالته يقول إنّ الآب، وكما يذكّرنا القديس بولس في رسالته إلى أهل أفسس (1، 10 ـ 9) "أطلعنا على سرِّ مشيئتهِ أي ذلك التدبيرِ الذي ارتضى قضاءه في المسيح، ليحقِّقه عندما تتمُّ الأزمنة، فيجمعَ في المسيح كلَّ شيء ممَّا في السماوات وفي الأرض". كما ويقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل روما(8، 29 ـ 28):"وإنَّا نعلمُ أنَّ اللهَ يُسخِّرُ كلَّ شيءٍ لخيرِ الذينَ يحبُّونه، أولئك الذين دُعوا بسابق تدبيره. فالذين اختارهم بسابق اختياره، أعدَّهم قديمًا لأنْ يكونوا على مثال صورة ابنهِ ليكون هذا بكرًا لإخوة كثيرين". ونحن مدعوون، قال الحبر الأعظم، لنعيش كأخوة وأخوات ليسوع، ونشعر بأنّنا أبناء وبنات الآب. كما أنّ الإعتراف بالإيمان الحق يفتح العقول والقلوب على سرّ الله الذي لا ينضب.

وأضاف قداسة البابا يقول في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات: "ليس من الضرورة أن نكون أصلا كاملين للإجابة على دعوة الربّ. فنحن نعلم أنّ الخطيئة الخاصة سمحت للإبن الضال بالعودة واختبار فرح المصالحة مع الآب. كما أنّ الضعف الإنساني لا يشكّل عائقًا، شريطة أن يساهم في جعلنا أكثر إدراكًا لحاجتنا إلى نعمة المسيح المخلّصة. وهذه هي أيضًا خبرة القديس بولس الذي قال:" فأنا إذًا أفتخرُ راضيًا بحالات ضُعفي لتحلَّ بي قدرةُ المسيح".

ففي سر الكنيسة، جسد المسيح السري، قال البابا، تُبدّل قوة المحبة الإلهية قلب الإنسان وتجعله قادرًا على نقل محبة الله للإخوة. فعلى مرّ العصور، بدّلت المحبة الإلهية رجالا ونساء كثيرين كرّسوا حياتهم لقضية الملكوت. وعلى ضفاف بحيرة الجليل، جذب يسوع كثيرين إليه، كانوا يبحثون عن شفاء النفس والجسد، فلمستهم قوّة نعمته. كما أنّه اختار آخرين ليصبحوا تلاميذه. وهناك أشخاص مثل مريم المجدلية ونساء أخريات تبعنه بمبادرة خاصة منهنّ. واولئك الرجال والنساء الذين عرفوا بواسطة المسيح سرّ محبة الآب، يمثّلون الدعوات الكثيرة الموجودة دائمًا في الكنيسة.

وفي المسيح، رأس الكنيسة، قال الأب الأقدس، يشكّل جميع المسيحيين"الذرية المُختارة والكهنوت الملكي والأمة المقدّسة والشعب الذي اصطفاه الله للإشادة بآياتِ الذي دعاكم من الظلمات إلى نوره العجيب". والمجمع الفاتيكاني الثاني يسلّط الضوء على الدعوة الشاملة إلى القداسة ويؤكّد أنّ الذين يتبعون المسيح وقد دعاهم الله، لا بحسب أعمالهم ولكن بحسب تدبير نعمته، والذين تبرّروا بيسوع ربنا أصبحوا حقًا بمعمودية الإيمان أبناء الله وشركاء الطبيعة الإلهية، وبالتالي قديسين حقًا".

وأشار البابا إلى أنّ رسالة الكاهن في الكنيسة يتعذّر استبدالها، وذكّر بما ورد في الإرشاد الرسولي "أعطيكم رعاة" للسعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني الذي قال إنّ العلاقة الأساسية التي تميّز الكاهن هي العلاقة التي تشدّه إلى يسوع المسيح الرأس والراعي. إنّه يشترك بطريقة مميزة وأصيلة في "الرسامة" و"المسحة" وفي "الرسالة" التي اضطلع بها المسيح. كما وذكّر قداسته بالدعوة إلى الحياة المكرّسة في الكنيسة. فعلى مثال مريم من بيت عنيا التي "جلست عند قدمي يسوع تستمع إلى كلامه"، يكرّس عدد كبير من الرجال والنساء ذواتهم لخدمة المسيح.

وفي ختام رسالته لمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات المرتقب الإحتفال به في 7 من ايار مايو المقبل، قال البابا: إنّ قداسة الكنيسة تعتمد على الإتحاد بالمسيح والإنفتاح على سر النعمة التي تعمل في قلب المؤمنين.








All the contents on this site are copyrighted ©.