2006-03-29 15:16:54

عطية الشركة محور مقابلة قداسة البابا العامة مع المؤمنين: يسهل فهم عظمة هذه العطية إذا فكّرنا بالنزاعات التي تعيق العلاقات بين الأفراد والجماعات وشعوب برمّتها


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس وتمحور تعليمه الأسبوعي حول عطية الشركة، وكان تحدّث الأربعاء الماضي عن الرسل، شهود المسيح ومرسليه. قال الحبر الأعظم: بقيادة رعاتها الشرعيين، وعلى مر العصور، تعيش الكنيسة في العالم سرّ شركة حيث تنعكس بطريقة ما شركة الثالوث الأقدس.  ويقول بولس الرسول في ختام رسالته الثانية إلى أهل قورنتس:"ولتكنْ نعمةُ ربِّنا يسوعَ المسيح ومحبَّةُ اللهِ وشَرِكةُ الروحِ القدسِ معكم جميعًا".

وهذه الكلمات، أضاف قداسة البابا يقول، تبيّن أنّ العطية المجانية لمحبّة الآب في يسوع المسيح، تتحقّق ويُعبّر عنها في الشركة التي حققها الروح القدس. وهذه الشركة هي عطية خاصّة من الروح القدس شبيهة بالمحبة التي أعطاها الآب والنعمة التي قدّمها الرب يسوع، ويمكننا القول إنّ النعمة والمحبة والشركة هي أوجه مختلفة لتدبير الخلاص الذي يجعل الكنيسة "شعبًا موحدًا في وحدة الآب والإبن والروح القدس".

وفي إنجيل القديس يوحنا، تابع البابا تعليمه الأسبوعي يقول، يتمّ تقديم شركة المحبة التي تربط ابن الله بأبيه والبشر كنموذج وينبوع الشركة الأخوية التي من شأنها أن تجمع التلاميذ "وصيتي لكم هي أن يحبَّ بعضُكم بعضًا كما أنا أحببتُكم... وكما أنتَ فيّ أيها الأب وأنا فيك، كذلك فليكونوا فينا واحدًا". وحياة الشركة مع الله ومع بعضنا البعض هي غاية إعلان البشرى السارة: "ذاك الذي رأيناه وسمعناه نبشركم به لتشاركونا أنتم أيضًا كما شاركنا الآب وابنَه يسوعَ المسيح". وهكذا، فإنّ هذه الشركة الثنائية مع الله وبين بعضنا البعض هي غير منفصلة. وحيث تُدمّر الشركة مع الله، التي هي شركة مع الآب والإبن والروح القدس، يُدمّر ينبوع الشركة بيننا.

والشركة التي هي ثمرة الروح القدس، قال الأب الأقدس، يغذّيها خبز الإفخارستيا ويُعبَّر عنها في العلاقات الأخوية. وهي العطية التي تُخرجنا من وحدتنا وتجلعنا نشعر بالمحبة التي توحدّنا بالله وببعضنا البعض. ويسهل فهم عظمة هذه العطية، قال البابا، إذا فكّرنا بالنزاعات التي تعيق العلاقات بين الأفراد والجماعات وشعوب برمّتها.

إنّ الشركة، أضاف قداسته يقول، هي حقًا البشرى السارة لمعالجة كل وحدة، والعطية الثمينة التي تجعلنا نشعر بانّ الله يحبّنا ويقبلنا، وهي النور الذي يجعل الكنيسة تتألّق، علامةً مرتفعة بين الشعوب. وكما يقول يوحنا في رسالته الأولى:"فإذا زَعمنا أنّنا نشاركهُ ونحنُ نسيرُ في الظلام كنّا كاذبين ولم نعملِ للحق. وأمّا إذا سرنا في النور كما انّه في النور، فقد شارك بعضنا بعضًا ودمُ ابنه يسوع يطهّرنا من كلّ خطيئة". وهكذا، قال الحبر الأعظم، تبان الكنيسة خليقة رائعة للمحبة، ليكون المسيح قريبًا من كلّ إنسان يريد لقاءه حقًا، حتى نهاية الأزمنة. وبعد أن لخّص تعليمه الأسبوعي بلغات متعدّدة وتمحور هذا الأربعاء حول عطية الشركة، حيا قداسة البابا الجميع خاصًا بالذكر المرضى والشبان والأزواج الجدد.








All the contents on this site are copyrighted ©.