2006-03-25 14:54:04

البابا بندكتس السادس عشر يسلّم الكرادلة الجدد خاتم الكردينالية خلال قداس إلهي في ساحة القديس بطرس: الإيمان والرجاء والمحبّة هي الثلاثة الباقية وأعظمها المحبة


احتفل قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم السبت بالقداس الإلهي في ساحة القديس بطرس مع الكرادلة الجدد الـ15، وسلّمهم خاتم الكردينالية، غداة أوّل كونسيستوار في حبريته.

وألقى الأب الأقدس عظة تطرق فيها إلى احتفال الكنيسة هذا السبت الموافق تاريخ 25 من آذار مارس بعيد بشارة الملاك لمريم العذراء، وقال:من خلال الإحتفال بتجسّد الإبن، لا نستطيع إلاّ أن نكرّم الأم. فهي التي قالت للملاك الذي أرسله الله"أنا أمة الرب، فليكن لي كما قلت". وعندما دخل الملاك إليها، لم يدعها باسمها الأرضي مريم، إنّما بالإسم الإلهي:"يا ممتلئة نعمة"، ومريم هي التلميذة الكاملة لإبنها. فبطاعتها الآب، حقّقت حريّتها الخاصة.

وذكّر قداسة البابا في عظته بالمحبة الكبيرة التي حفظها البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني للعذراء مريم منذ بداية حبريته، سيما من خلال شعاره "كلّي لك"، وبعد الإعتداء عليه في الثالث عشر من أيار مايو من العام 1981 في ساحة القديس بطرس، وأشار أيضًا إلى تكريس المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الفصل الآخير من الدستور العقائدي في الكنيسة حول الطوباوية مريم أمّ الله.

وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ خاتم الكردينالية يرمي إلى تثبيت وتوطيد التزام الكردالة في حماية الكنيسة المقدسة، عروس المسيح، وإلى تجديد "النعم" للرب يسوع الذي اختارهم ولكنيسته المقدسة، مذكّرا بكلمات القديس بولس في رسالته الإولى إلى أهل قورنتس:"تشوّقوا إلى المواهب العظمى وإنّي أدلّكم على أفضل الطرق... فالإيمان والرجاء والمحبّة هي الثلاثة الباقية، وأعظمها المحبة".

ودعا قداسة البابا الكرادلة الجدد خلال زمن الصوم المقدس، إلى التحقّق من أنّ المحبة هي التي تحرّك حياتنا الشخصية ونشاطنا الكنسي، وقال إنّ مريم العذراء، وكما جاء في إنجيل القديس لوقا، وما أن انصرف ملاك الربّ من عندها، زارت نسيبتها أليصابات لتخدمها. وتصرّف مريم خير دليل على مبادرة محبّة حقيقية، متواضعة وشجاعة، يحرّكها الإيمان بكلمة الله وعمل الروح القدس.

فمن يحبّ، ينسى ذاته، قال الأب الأقدس ويضع نفسه في خدمة القريب.  وهذه هي صورة الكنيسة! فكلّ جماعة كنسيّة، وعلى مثال أم المسيح مدعوة، وبجهوزية كاملة، لقبول سر الله الذي جاء ليسكن فيها ويضعها على درب المحبّة. وهذه هي الطريق التي أردتها لحبريّتي، داعيًا الجميع، وفي رسالتي العامّة، إلى بناء الكنيسة في المحبّة.

وفي ختام عظته أثناء الإحتفال بالقداس الإلهي في ساحة القديس بطرس مع الكرادلة الجدد وتسليمهم خاتم الكردينالية شكر قداسة البابا بندكتس السادس عشر الكرادلة على قربهم منه ومؤازرتهم له، وقال: أدعو الجميع، كهنة وشمامسة، رهبانًا وعلمانيين إلى الإتحاد في ابتهال الروح القدس، كيما يكون مجمع الكرادلة على الدوام أكثر اضطرامًا بالمحبة الراعوية، وذلك لمساعدة الكنيسة على نشر محبة المسيح في العالم أجمع.

تجدر الإشارة إلى أنّ مجمع الكرادلة يعدّ حاليًا 193 بينهم 120 كردينالا يحق لهم انتخاب الحبر الأعظم، حسبما أقرّ البابا بولس السادس في العام 1973. ومع الكردالة الجدد الـ 15، أصبح مجمع الكردالة مؤلفًا من 100 كردينال من أوروبا، 32 من أمريكا اللاتينية، 20 من أمريكا الشمالية، 20 من آسيا، 17 من القارة الأفريقية و4 من أوقيانيا.








All the contents on this site are copyrighted ©.