2006-03-19 13:08:33

عظة البابا في القداس بمناسبة عيد القديس يوسف وصلاة التبشير الملائكي: لا بد من وجود روحانية تساعد المؤمنين على تقديس أنفسهم عبر العمل على مثال القديس يوسف


البابا يحتفل بعيد القديس يوسف شفيع الكنيسة الجامعة

بمناسبة عيد القديس يوسف شفيع الكنيسة الجامعة احتفل قداس البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان بقداس إلهي حضره ممثلون عن مختلف النقابات والرابطات العمالية الكاثوليكية. في عظته خلال القداس تطرق البابا إلى معنى الحرية التي منحها الله شعب إسرائيل كما جاء في سفر الخروج: أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من دار العبودية. وقال إن الوصايا في الواقع هي الوسيلة التي يهبنا إياها الرب للدفاع عن حريتنا. وليست "لاءات" الوصايا إلا "نعم" لنمو حرية أصيلة وبالتالي فإن القانون عطية أكثر منه فرض لأن الإنسان مدعو إلى تبيان خيار الله على الجميع لأن الرب يقف مع الشعب المختار الذي حرره من قيود العبودية وأحاطه بمحبته الرحيمة. مضى قداسة البابا إلى القول إن ليتورجية اليوم تقدم لنا رسالة أخرى فقانون موسى وجد تمامه في يسوع الذي أعلن حكمة الله ومحبته عبر سر الصليب كما جاء في رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنتس: أما نحن فنكرز بالمسيح مصلوبا شكا لليهود وجهالة للأمم. أما للمدعوين من اليهود واليونانيين فالمسيح قوة الله وحكمة الله. إنجيل اليوم يشير إلى هذا السر إذ يقدم قراءة هامة لهذا الحدث: لأن غيرة بيتك أكلتني. يسوع وقع ضحية غيرة بيت الله. وهاهو يقول لليهود: انقضوا هذا الهيكل وأنا في ثلاثة أيام أقيمه. كلمة غامضة يصعب فهمها في تلك الأزمنة لكن الإنجيلي يوحنا يعيد صياغتها قائلا: أما هو فكان يعني هيكل جسده إذ كان ليعيد بناء الهيكل بعد ثلاثة أيام عبر قيامته. أيها الأخوة والأخوات إن الاحتفال بالإفخارستيا اليوم يجمع بين التأمل في النصوص الليتورجية للأحد الثالث من الصوم وذكرى القديس يوسف ويقدم لنا فرصة التأمل في ضوء سر الفصح بناحية أخرى  للوجود البشري أي العمل. والكنيسة من جهتها طالما أعارت وبخاصة في القرن الأخير هذا القطاع من المجتمع أهمية كبيرة. وتشهد على هذا مداخلات الكنيسة وتعاليمها ونشاطات رابطات عمالية كاثوليكية بعضها حاضر اليوم تمثيلا عن عالم العمال. وإني سعيد بلقائكم. وأحي المطران ميليو رئيس اللجنة الأسقفية الإيطالية للمسائل الاجتماعية والعمل الذي عبر عن مشاعر العمال وأمنياتهم لي بمناسبة عيد شفيعي القديس يوسف. يحتل العمل أهمية بالغة في عملية تحقيق الذات ونمو المجتمع ولا بد بالتالي من تنظيمه ضمن احترام الكرامة الإنسانية في سبيل خدمة المجتمع. وفي الوقت نفسه على الإنسان ألا يكون في خدمة العمل وألا يرى فيه المعنى النهائي للحياة. وفي هذا الإطار تدوي كلمات سفر الخروج: أذكر يوم السبت لتقدسه. في ستة أيام تعمل وتصنع جميع أعمالك. واليوم السابع سبت للرب إلهك. الراحة تسمح للبشر بعيش أعمال الرب من الخلق وحتى الفداء ورفع الشكر على عطية الحياة. ولا بد للعمل البشري أن يكون في خدمة خير الإنسانية ويسمح للإنسان كفرد وعضو في المجتمع بعيش دعوته بشكل كامل. ولكي يتم هذا لا تكفي المواهب التقنية والمهنية ولا وضع نظام اجتماعي عادل. لا بد من وجود روحانية تساعد المؤمنين على تقديس أنفسهم عبر العمل على مثال القديس يوسف الذي أعال العائلة المقدسة بيديه ولهذا أضحى شفيعا للكنيسة.  وختم قداسة البابا عظته بالقول أود أن أوكل إلى القديس يوسف عالم الشبيبة الذي يعاني من صعاب جمة في قطاع العمل وكذلك أيضا العاطلين عن العمل. فليسهر القديس يوسف إلى جانب العذراء مريم على جميع العمال ويمنح العائلات الصفاء والسلام. فليتطلع المسيحيون إلى هذا القديس العظيم ليتعلموا منه الشهادة في بيئة العمل لمحبة المسيح ينبوع التضامن الحق والسلام الراسخ.

صلاة التبشير الملائكي

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا من على شرفة مكتبه الخاص ليتلو مع المؤمنين الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي. وقد قصدوا الساحة من مختلف أنحاء إيطاليا والعالم. قال البابا: يصادف اليوم التاسع عشر من مارس عيد القديس يوسف شفيع الكنيسة الجامعة. أود أن أذكر بتقوى البابا يوحنا بولس الثاني للقديس يوسف الذي تحتل صورته العظيمة في تاريخ الخلاص أهمية بالغة. إنجيل متى يلقي الضوء على النبوءات المسيحانية التي تمت من خلال دور يوسف: ولادة يسوع في بيت لحم، وهروبه إلى مصر حيث لجأت العائلة المقدسة، واسم الناصري. يؤكد لنا القديس يوسف شأن مريم وريثة إيمان إبراهيم من خلال هذه الأحداث الإيمان بالله الذي يوجه أحداث التاريخ وفقا لتدبيره الخلاصي. من مثال القديس يوسف تنطلق دعوة لنا كي نتم بأمانة وبساطة وتواضع المهمة التي أوكلتها لنا العناية الربانية. أفكر قال البابا بالأمهات والأباء كي يعرفوا تقدير جمال حياة بسيطة ونشطة. فليكن القديس يوسف حامي العمال في العالم كله ليساهموا من خلال مهنهم في رقي الإنسانية بأسرها. وليساعد المسيحيين على تحقيق مشيئة الرب بثقة ومحبة وعلى إتمام عمل الخلاص. هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي وأضاف يقول: تصادف هذه السنة الذكرى المئوية الخامسة لمتاحف الفاتيكان التي وصفها السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني بأنها من أهم أبواب الكرسي الرسولي المنفتحة على العالم. إن هذه المؤسسة في الواقع تقدم إسهاما كبيرا لرسالة الكنيسة في العالم إذ تعرض على الجميع الحقائق المسيحية بلغة الفن. بعدها حي البابا الوفود الحاضرة بلغات عديدة ومنح الجميع بركته الرسولية.  








All the contents on this site are copyrighted ©.