2006-03-17 15:38:46

كلمة قداسة البابا إلى المشاركين في أعمال الجمعية العامة للمجلس البابوي للاتصالات الاجتماعية


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في أعمال الجمعية العامة للمجلس البابوي للاتصالات الاجتماعية.  وجه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة استهلها مرحباً بهم ومعرباً عن سروره الكبير لاستضافتهم في الفاتيكان، وخص بالذكر رئيس المجلس المطران جون فولي.  وتابع البابا يقول: في رسالتي الأولى بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات الاجتماعية، شئت أن أسلط الضوء على أهمية وسائل الإعلام، كشبكة تسهّل الاتصال والشركة والتعاون بين البشر.  وبعد مضي أربعين سنة على نهاية أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، الذي تطرق إلى دور وسائل الإعلام في التأثير على عقول الأفراد وأفكارهم، نعي ـ أكثر من أي وقت مضى ـ أهمية أن نستخدم وسائل الإعلام من أجل خير البشرية بأسرها.

ومضى قداسة البابا إلى القول يذكّرنا القديس بولس الرسول "أننا لسنا بعد اليوم غرباء أو ضيوفاً، بل إننا من أبناء وطن القديسين ومن أهل بيت الله بُنينا على أساس الرسل والأنبياء وحجر الزاوية هو المسيح يسوع نفسه" (أفسس 2، 19-21).  هذه الصورة التي أعطاها رسول الأمم عن الشركة بين أتباع المسيح تشكل دعوة ملحة لكم كي تشجعوا وسائل الإعلام على أن تكون أداة لنشر الحقيقة والسلام.  وإني لواثق بأن رسالة سلفي الحبيب البابا يوحنا بولس الثاني "التطور السريع" ستساعدكم على أن تعوا بصورة أفضل التحدي الذي يواجهكم اليوم.

وسطر قداسة البابا للمشاركين في أعمال الجمعية العامة للمجلس البابوي لوسائل الاتصالات الاجتماعية ضرورة إيلاء اهتمام كبير بقيمة الزواج والحياة العائلية التي تشكل ركيزة كل ثقافة ومجتمع.  هذا وحث الحبر الأعظم ضيوفه على تجديد التزامهم في مساعدة العاملين في حقل وسائل الاتصالات الاجتماعية على نشر الحقيقة، سيما فيما يتعلق بأهمية الكيان الإنساني والاجتماعي.  وختم يقول: فلتكن مصدر تشجيع لنا كلمات القديس بولس الرسول: المسيح سلامنا وبه نصبح جماعة واحدة (أفسس 2، 14).  هذا ثم منح قداسته الجميع فيض بركاته الرسولية.

تجدر الإشارة إلى أن أعمال الجمعية العامة للمجلس البابوي لوسائل الاتصالات الاجتماعية بدأت مساء الاثنين الماضي في الفاتيكان، وتمحورت أعمال الجمعية العامة، التي تنتهي غدا السبت، حول الرسالة الأخيرة التي وجهها قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى المسؤولين عن وسائل الاتّصالات الاجتماعية تحت عنوان "التطوّر السريع"، وذلك في الرابع والعشرين من كانون الثاني يناير 2004.

وكان البابا فويتيوا قد كتب في رسالته: تجد العائلات نفسها اليوم أمام تحديات جديدة، وليدة الرسائل المختلفة والمتناقضة أحياناً التي تبثها وسائل الاتصالات الاجتماعية.  وحث قداسته جميع العاملين في حقل الإعلام على التفكير في البعد الأدبي للاتصالات الاجتماعية، وفي كلمات الرب يسوع الذي قال "إن من فيض القلب ينطق اللسان" (متى 12، 34).  فينبغي على العاملين في حقل الإعلام ـ شأنهم شأن الوالدين والمربين ـ أن يتخذوا قرارات مسؤولة تساهم في تربية الأطفال والشبان، مستقبل المجتمع.

إن التطور التكنولوجي واتساع "سوق" الاتصالات الاجتماعية ـ تابع يوحنا بولس الثاني رسالته يقول ـ يقدمان للعديد من العائلات سيلاً هائلاً من الأخبار والمعلومات تغني الأشخاص ثقافياً وتساهم في تربيتهم ونموهم الروحي.  بيد أن لوسائل الإعلام قدرة على إلحاق ضرر كبير بالعائلات من خلال تقديم نظرة مشوهة عن الحياة والعائلة والدين والأخلاق.  لذا ينبغي أن ترتكز عملية الاتصال دوماً على أسس أدبية والاحترام التام للحقيقة ولكرامة الكائن البشري.

وختم السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني رسالته إلى العاملين في حقل الإعلام قائلا: لوسائل الاتصالات الاجتماعية قدرة كبيرة على ترسيخ القيم الإنسانية والعائلية، وبالتالي على لعب دور هام في تجديد المجتمع.  ويتعيّن على العاملين في هذا الحقل أن يعوا المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، فيجب أن يقدموا الدعم اللازم للعائلة ويتعاملوا بحكمة مع المسائل المتعلقة بالجنس والزواج والحياة العائلية.








All the contents on this site are copyrighted ©.