2006-03-05 13:15:56

من كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي: من خلال التحرّر من عبودية الكذب والخطيئة يجد الكائن البشري وبفضل طاعة الإيمان المعنى الكامل لحياته ويبلغ السَّلام والمحبة والفرح


كعادته ظهر كلِّ أحد، أطلَّ قداسة البابا بندكتس السادس عشر من نافذة مكتبه الخاص في الفاتيكان، ليتلو مع المؤمنين والحجاج الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، صلاة التبشير الملائكي،ووجَّه كلمة قال فيها: بدأنا الأربعاء الماضي زمن الصوم، ونحتفل اليوم، بالأحد الأوَّل من هذا الزمن الليتورجي الذي يحثُّ المسيحيين على الإلتزام بمسيرة الإستعداد للفصح.

ويذكِّرنا الإنجيل اليوم، أضاف البابا يقول، بانَّ يسوع، وبعد اعتماده في نهر الأردن، مضى به الروح القدس الذي نزل عليه، فأقام في البرية أربعين يومًا حيث تخطَّى تجارب الشيطان. وباتباع معلِّمهم وربِّهم، ولمواجهة روح الشرّ، يدخل المسيحيون روحيًا صحراء الصوم. إنَّ صورة الصحراء، تابع الأب الأقدس كلمته يقول هي مجاز للوضع البشري. ويروي سفر الخروج خبرة شعب إسرائيل الذي، وبعد خروجه من مصر، سار في صحراء سيناء أربعين عامًا، قبل بلوغ أرض الميعاد.

وخلال تلك الرحلة الطويلة، قال البابا، اختبر اليهود قوَّة المجرِّب الذي كان يدفعهم لفقدان الثقة بالربِّ والعودة إلى الوراء؛ ولكن، وفي الوقت عينه، وبفضل موسى، تعلَّموا الإصغاء لصوت الله الذي كان يدعوهم ليصبحوا شعبه المقدَّس. ومن خلال التأمل في هذه الصفحة من الكتاب المقدَّس، نفهم أنَّه، ولعيش الحياة كاملاً في الحرية، لا بدَّ من تخطِّي الإختبار الذي تتضمَّنه الحياة نفسها، أي التجربة. فمن خلال التحرّر من عبودية الكذب والخطيئة، يجد الكائن البشري، وبفضل طاعة الإيمان الذي يفتحه على الحقيقة، يجد المعنى الكامل لحياته ويبلغ السَّلام والمحبة والفرح.

ولهذا بالذات، أضاف البابا يقول، يشكِّل الصوم زمنًا ملائمًا لمراجعة الحياة في الصلاة والتوبة. والرياضات الروحية التي ستبدأ مساء اليوم لتنتهي السبت المقبل، في القصر الرسولي، ستساعدني مع الكوريا الرومانية للدخول أكثر فأكثر في زمن الصوم. إخوتي وأخواتي الأعزاء، فيما أطلب إليكم مرافقتي بصلواتكم، أؤكد لكم أنّي سأصلي من أجلكم، كيما يكون الصوم، ولجميع المسيحيين مناسبة للتوبة والسير نحو القداسة. أسال ذلك بشفاعة مريم العذراء.

وبعد صلاة التبشير الملائكي، وجَّه قداسة البابا تحيات بلغات متعدِّدة وقال: السبت المقبل، الحادي عشر من آذار مارس، وعند الساعة الخامسة عصرًا، ستُعقد أمسية مريمية في قاعة بولس السادس، ينظِّمها الطلاب الجامعيون في روما، وسيتابعها عدد كبير من الطلاب الجامعيين في باقي الدول الأوروبية وأفريقيا. وستكون مناسبة ملائمة لرفع الصلاة للقديسة مريم، كيما يفتح الإنجيل دروبًا جديدة امام التعاون بين شعوب أوروبا وأفريقيا.

كما حيَّا الأب الأقدس أبناء أبرشيَّة مونتيكاسينو في إيطاليا الذين يستعدّون للإحتفال بذكرى وفاة القديس بندكتس، يوم الحادي والعشرين من الجاري. كما وجَّه البابا تحية إلى المؤمنين القادمين من أبرشيتي كريمونا وتيرامو وأبرشيات أخرى، وتمنَّى للجميع أمضاء يوم أحد سعيد.








All the contents on this site are copyrighted ©.