2006-02-27 16:09:53

كلمة قداسة البابا إلى المشاركين في الجمعية العامة للأكاديمية البابوية من أجل الحياة: لم تكل الكنيسة قط في إعلان الطابع المقدّس للحياة البشرية منذ تكوينها في رحم الأم ولغاية موتها الطبيعي


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر يوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في أعمال الجمعية العامة للأكاديمية البابوية من أجل الحياة، ويتخللها مؤتمرٌ دولي حول موضوع: "الجنين البشري بعد عملية الإخصاب"

استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر يوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في أعمال الجمعية العامة للأكاديمية البابوية من أجل الحياة، ويتخللها مؤتمرٌ دولي حول موضوع: "الجنين البشري بعد عملية الإخصاب". وجّه الحبر الأعظم لضيوفه الثلاثمائة والخمسين كلمة رحّب بهم في مستهلها، وخصّ بالذكر رئيس المجلس الحبري لراعوية الصحة الكاردينال خافيير لوزانو بارّاغان ورئيس الأكاديمية البابوية من أجل الحياة المطران إيليو سغريتشا.

وتابع البابا يقول: تعلمون جيداً أن الكتاب المقدّس والتقليد المسيحي القديم لم يتطرقا ـ بشكل مباشر ـ إلى الموضوع الذي يشكل محور أعمال المؤتمر، غير أن القديس لوقا الإنجيلي، وفيما يروي زيارة القديسة مريم لنسيبتها أليصابات، حين كانت والدة يوحنا المعمدان حاملاً في شهرها السادس، يقول: "فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها" (لوقا 1، 41).

وأضاف قداسته مؤكداً أن الكتب المقدسة شاءت أن تسلّط الضوء على محبة الله حيال كلّ كائن بشري قبل تكوينه في رحم الأم. فيقول الله للنبي إرميا: "قبل أن أصوّرَكَ في البطنِ عرفتُكَ وقبل أن تخرج من الرحم قدّستُك" (إرميا 1، 5). أما صاحب المزامير فيقول: "أنت الذي كوّن كليّتي ونسجني في بطن أمّي. أحمدك لأنكَ أعجزتَ فأدهشت. عجيبةٌ أعمالك." (المزمور 139، 13 ـ 14)

محبة الله حيال البشر ـ تابع قداسة البابا كلمته يقول ـ لا تميّز بين الجنين والطفل والشاب والبالغ والمسنّ، لأن الله يرى في كلّ كائن بشري صورته ومثاله (تكوين 1، 26). ففي كل كائن بشري ينعكس وجه ابن الله الأوحد الذي ـ كما يقول القديس بولس الرسول ـ "اختارنا قبل إنشاء العالم ... وقدّر لنا أن يتبنّانا ... على ما ارتضته مشيئته" (أفسس 1، 4 ـ 6). إن محبة الله تجاه البشر، والتي لا تعرف حدوداً، تبيّن لنا أن كلّ إنسان هو أهل لأن يُحبّ، بغض الطرف عن جميع الاعتبارات: كذكاء الشخص، مظهره الخارجي وسنه وحالته الصحية، لأن الحياة البشرية هي علامة لوجود الله في العالم.

لقد أُعطي الإنسان "كرامة سامية" مستمدة من العلاقة الحميمة التي تربط المخلوق بخالقه. ولهذا السبب بالذات لم تكل الكنيسة قط في إعلان الطابع المقدّس للحياة البشرية منذ تكوينها في رحم الأم ولغاية موتها الطبيعي، وينطبق هذا المبدأ أذاً على الجنين منذ اللحظة الأولى لعملية الإخصاب.

وختم قداسة البابا كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة للأكاديمية البابوية من أجل الحياة، معرباً لأعضاء الأكاديمية عن قربه الروحي منهم، وموكلاً نشاطهم إلى حماية العذراء مريم. هذا ثم منح الحبر الأعظم الجميع فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.