2006-02-26 12:01:23

صلاة التبشير الملائكي: البابا يتحدث عن فترة الصوم المبارك


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين الذين غصت بهم ساحة القديس بطرس وقدموا من مختلف أنحاء العالم لسماع كلمة الحبر الأعظم. استهل البابا كلمته بالحديث عن إنجيل القديس مرقس الذي يشكل محور احتفالات السنة الطقسية ويحمل التلميذ على الإقرار بيسوع ابن الله. إنجيل اليوم يتناول موضوع الصوم. وكما تعلمون مضى قداسة البابا إلى القول تبدأ نهار الأربعاء القادم فترة الصوم مع رتبة تبريك الرماد. يتحدث إنجيل اليوم عن يسوع الذي في ما كان متكئا في بيت لاوي بن حلفى مع كثيرين من العشارين والخطأة والكتبة والفريسيين الذين قالوا لتلاميذه ما بال معلمكم يأكل ويشرب مع العشارين والخطأة. ولما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب فإني لم آت لأدعو صديقين بل خطأة. وهل يستطيع بنو العرس أن يصوموا ما دام العروس معهم. ولكن ستأتي أيام يرتفع فيها العروس عنهم وحينئذ يصومون في تلك الأيام. إن كلمات يسوع هذه تعلن هوية المسيح، عروس إسرائيل، الذي جاء ليحضر عرس شعبه. ومن يقر ويقبل به بإيمان يفرح ويبتهج. مع ذلك فسوف ينكرونه ويقتلونه. وخلال آلامه وموته ستأتي ساعة الحزن والصوم. أضاف قداسة البابا أن إنجيل اليوم يستبق معنى الصوم الذي يشكل في مضمونه ذكرى آلام المسيح استعدادا لفصح القيامة. وخلال فترة الصوم يدعى المؤمنون إلى التكفير عن خطاياهم. ولا بد من عيش فترة الصوم بروح متجدد وبالأحرى بروح من وجد في يسوع وسره الفصحي معنى الحياة. وكان هذا تصرف الرسول بولس الذي ترك كل شيء ليتبع المسيح "حتى أعرفه وقوة قيامته والشركة في آلامه متشبها بموته لعلي أبلغ إلى القيامة من بين الأموات". فلتكن مريم العذراء في فترة الصوم مرشدا لنا. مريم التي تبعت يسوع بإيمان عميق. بعدها تلا قداسة البابا والمؤمنون صلاة التبشير الملائكي وأضاف يقول تردنا من العراق في هذه الأيام أنباء عنف مأسوي طال المساجد أيضا. إنها أعمال تزرع الحزن وتغذي البغض وتعرقل عملية تعمير البلاد. وفي نيجيريا استمرت لأيام المصادمات بين المسيحيين والمسلمين وأوقعت ضحايا ودمرت كنائس ومساجد. إني إذ أعبر عن استنكاري الشديد للعنف الذي استهدف أماكن العبادة أوكل إلى الرب القدير جميع الضحايا ومن يبكي أحباءه. وأدعو الجميع إلى الصلاة والتوبة خلال فترة الصوم كي يبعد الرب تهديد النزاعات عن آفاق تلك الأمم ومناطق أخرى في العالم. إن ثمار الإيمان بالله هي روح التآخي والتعاون من أجل تحقيق الخير المشترك. وإن الرب القدير أب الجميع سيحاسب الذين يسفكون باسمه دماء الأخوة. بعدها وجه البابا تحيات بلغات مختلفة وتمنى للجميع يوم أحد سعيد.             

 








All the contents on this site are copyrighted ©.