2006-02-20 16:06:45

البابا يتسلَّم أوراق اعتماد سفير المغرب الجديد لدى الكرسي الرسولي: لا بدَّ من احترام الأديان ورموزها لتعزيز السلام والتفاهم بين البشر


تسلَّم قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح الإثنين في الفاتيكان، أوراق اعتماد سفير المغرب الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد علي عشور، ووجَّه له كلمة ضمَّنها تحية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، وقال: تحدَّثتم في كلمتكم عن الجهود التي تبذلها بلادكم ـ وقد احتفلت مؤخرًا بالذكرى السنوية الخمسين لإستقلالها ـ للسير باتجاه مستقبل ديمقراطي ومزدهر. نرحِّب بهذه الجهود التي عليها أيضًا أنْ تسمح لجميع المغاربة العيْش بأمن وكرامة،بحيث يتمكَّن كلُّ فرد من المشاركة بفعالية في حياة البلاد الإجتماعية والسياسيَّة.

وبالفعل، أضاف البابا يقول، إنَّ ديمقراطية حقَّة تتطلَّب تفاهمًا على بعض القيم الأساسيَّة، مثل كرامة الكائن البشري واحترام حقوق الإنسان و"الخير المشترك"، كغاية ومعيار تنظيم الحياة السياسية. ومن جهة أخرى، ينبغي أنْ يسمح التعاون الوثيق بين دول البحر الأبيض المتوسط، والذي بدأ منذ سنوات عديدة، ليس بمواجهة المسائل المتعلِّقة بالأمن والسلام في المنطقة وحسب، بل مواجهة مسألة نمو المجتمعات والأفراد، مع وعي متجدِّد لواجب التضامن والعدالة. ولهذا السبب، ينبغي اليوم، وأكثر من أيِّ وقت مضى، أن تكون منطقة البحر الأبيض المتوسط مكانًا للقاء والحوار بين الشعوب والثقافات.

ومن بين المشاكل الخطيرة التي ينبغي على دول البحر الأبيض المتوسط مواجهتها، تابع قداسة البابا كلمته، هناك ظاهرة الهجرة التي تشكِّل معطًى حساسًا في العلاقات بين الدول. والمهاجرون القادمون من مناطق أقل حظًا والذين يبحثون عن أوضاع حياتية أفضل، يقرعون أبواب أوروبا بكثرة، ما يضع عددًا كبيرًا منهم في أوضاع مخالفة للقانون. وينبغي أيضًا على مؤسسات الدول المستضيفة أو دول المرور، أن تسهر لئلا يُعتبروا سلعًا، أو ببساطةٍ قوَّةَ عملٍ، وإلى احترام حقوقهم الأساسيَّة وكرامتهم البشرية.

وينبغي أيضًا، قال الأب الأقدس، أنْ تعزِّز الأوضاع الصعبة لعدد كبير من المهاجرين، التضامن بين الدول المعنيَّة، بغية الإسهام في نمو بلدان المهاجرين، ذلك أنَّ هذه المشاكل، لا يمكن حلُّها بسياسات وطنيَّة وحسب. فبالتعاون الكبير بين هذه الدول، ينمو البحث عن حلول لهذه الأوضاع الأليمة.

وتابع قداسة البابا كلمته قائلا: في الإطار الدولي الحالي، تؤكِّد الكنيسة الكاثوليكية أنَّه لتعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب وبين البشر، لا بدَّ من احترام الأديان ورموزها. ولا يمكن تبرير غياب التسامح والعنف، كردٍّ على الإهانات، لأنَّها ليست بأجوبة ملائمة على مبادئ الدين المقدَّسة؛ ولهذا لا يسعنا إلاَّ التنديد بأعمال مَنْ يستفيدون عمدًا من اهانة المشاعر الدينية لإثارة أعمال عنيفة. وبالنسبة للمؤمنين وجميع البشر ذوي الإرادة الحسنة، قال البابا، إنَّ الطريق الوحيد الذي يقود للسلام والأخوَّة، هو احترام قناعات الآخَرين الدينية، كيما، وبطريقة متبادَلة في كل المجتمعات، تُضمن حقًا، ولكلِّ فرد، ممارسة الدين الذي اختاره بحريَّة.

هذا ووجَّه الأب الأقدس تحيَّة حارة إلى الجماعة الكاثوليكية في المغرب ورعاتها ودعاهم لعيْش دعوتهم المسيحية بفرح، عبر الشهادة دومًا، وبسخاء، على محبَّة الله لجميع البشر، من خلال تعاون مثمر بين الجميع. وفي ختام كلمته، تمنى قداسة البابا النجاح لسفير المغرب الجديد لدى الكرسي الرسولي في مهمته الجديدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.