2006-02-19 12:29:02

إنجيل الأحد 19 شباط فبراير 2006 وقفة تأملية حول كلمة الحياة


وعاد بعد بضعة أيام إلى كفرناحوم، فسمع الناس أنه في البيت. فاجتمع منهم عدد كثير، ولم يبق موضع خاليا عند الباب، فألقى إليهم كلمة الله. فأتوه بمقعد يحمله أربعة رجال. فلم يستطيعوا الوصول إليه لكثرة الزحام. فنبشوا عن السقف فوق الموضع الذي هو فيه، ونقبوه. ثم دلوا الفراش الذي كان عليه المقعد. فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمقعد: "يا بني، غفرت لك خطاياك". وكان بين الحاضرين هناك بعض الكتبة، فقالوا في قلوبهم: "ما بال هذا الرجل يتكلم بذلك؟ إنه ليجدف. فمن يقدر أن يعفر الخطايا إلا الله وحده؟" فعلم يسوع عندئذ في سره أنهم يقولون ذلك في أنفسهم، فسألهم: "لماذا تقولون هذا في قلوبكم؟ أيما أيسر؟ أن يقال للمقعد: غفرت لك خطاياك، أم أن يقال: قم فاحمل فراشك وامش؟ فلكي تعلموا أن ابن الإنسان له سلطان يغفر به الخطايا في الأرض"، ثم قال للمقعد: "أقول لك: قم فاحمل فراشك واذهب إلى بيتك". فقام فحمل فراشه لوقته، وخرج بمرأى من جميع الناس، حتى دهشوا جميعا ومجدوا الله وقالوا: "ما رأينا مثل هذا قط". (مر2: 1-12) RealAudioMP3

 

 

التأمل

 

شقّت معجزة شفاء يسوع للمخلع، كما شفاء الأبرص، درب عالم جديد مبني على غفران الله غير المشروط الذي تنبأ عنه أشعيا: "هاءنذا آتي بالجديد ولقد نبت الآن أفلا تعرفونه؟.. أنا أنا الماحي معاصيك لأجلي وخطاياك لا أذكرها" (اش43/19و25) والتي يرددها بولس الرسول إلى أهل كورنتوس: "إن جميع مواعد الله لها فيه نَعَم. لذلك قول فيه لله: "آمين" إكراما لمجده" (2 كور1/20 ).

هذا العالم الجديد قد حل وها إن يسوع ابن الإنسان يشفي المرضى والسقماء والمجروحين ويغفر الخطايا كما قال: "لكي تعلموا أن ابن الإنسان له سلطان يغفر به الخطايا في الأرض". فالطوبى لمن سنحت لهم الفرصة مشاهدة نشوء ذلك العالم الجديد: "ما رأينا مثل هذا قط".

ما كان لهذا العالم الجديد أن يولد لو لم يرسل الله، بحريته، ابنه الوحيد، ولو لم تتهيأ قلوب وبيوت لاستقباله، كبطرس الذي فتح بيته في كفرناحوم لاستقبال يسوع بعد أن سمع دعوته، وأخيرا لو لم يكن هناك إيمان جريء كإيمان الإنسان المخلع وحامليه الذين خرقوا جدار وسقف اليأس ليصلوا إلى يسوع. يا له إيمانا حارا، بعيدا كل البعد عن الخطابات والتحليلات الباهرة، إيمان من ينشد بشوق كبير الخلاص الذي لا يمنحه أحد إلا الرب يسوع الذي أراد أن يفهم أولئك الكتبة المتزمتين الواشين أن طلب الخلاص والمعونة من الرب يحتاج إلى قلب صاف ومتواضع على غرار المخلع وحامليه! ولكنهم أصروا على الرفض والبقاء في قوقعة أفكارهم وعاداتهم المتصلبة..

" فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمقعد: "يا بنيّ، غفرت لك خطاياك"، فأثارت هذه الكلمات حفيظة الكتبة وحنقهم على يسوع لا لأنه يصنع الخير بل لأنه يجدف مدعيا بعمله انه المسيح الموعود. بلى، إنه المسيح يسوع ابن الله نفسه الذي يغفر خطايا الإنسان ويشفي أسقامه ويجعله جديدا، مطهرا إياه بنعمته المحيية. وما شفاء المقعد إلا دليل قاطع على سلطان الآب الذي أعطاه لابنه يسوع، كما يقول دانيال النبي: "وسلطانه سلطان أبدي لا يزول وملكه لا ينقرض" (دانيال 7/14).

يعلمنا يسوع أن نطلب منه الخلاص بجرأة وإيمان المخلع وحامليه وألا نمل من الصلاة مجاهدين مثابرين حتى ننال الغفران منه، فنقوم كالمقعد فرحين مهللين أمام دهشة جميع الناس الذين لم يستطيعوا إلا أن يمجدوا الله قائلين: "ما رأينا مثل هذا قط".

فكلنا بالمسيح الشافي والغافر أصبحنا سكنى الروح القدس، كي ننطلق ونعلن بشرى الخلاص للناس أجمعين. آمين.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.