2006-02-17 16:01:57

قداسة البابا يستقبل العاملين في مجلة "شيفيلتا كاتوليكا": التذكير بأهمية السعي الدؤوب والمتواصل إلى نشر العقيدة الاجتماعية للكنيسة


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان العاملين في المجلة الكاثوليكية "شيفيلتا كاتّوليكا"، التي يدريها الآباء اليسوعيون. وجه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة استهلها مرحباً بهم، ومعرباً عن تقديره الكبير للخدمة التي تؤديها هذه المجلة للكنيسة منذ تأسيسها في عام 1850 على يد السعيد الذكر البابا بيوس التاسع. وبعدها ـ قال البابا ـ نشأت علاقة ثقة بين المجلة وأسلافي الأحبار الأعظمين، وعلى الرغم من جميع الأحداث التي شهدتها السنوات المائة والخمس والخمسون الماضية حافظت المجلة الكاثوليكية على أمانتها للكرسي الرسولي وخليفة بطرس.

وتابع البابا يقول: المسيح يدعو كنيسته اليوم إلى إعلان إنجيل الخلاص بدفع والتزام متجددَين، ويتعيّن علينا أن نجد الوسائل اللازمة لنشر الخبر السار وسط رجال ونساء زمننا بطريقة فاعلة. وفي هذا الإطار تسعى مجلة "شيفيلتا كاتوليكا" إلى قراءة علامات الأزمنة، أمانة لطبيعتها والرسالة الموكلة إليها. وفي عالم راحت تنتشر فيه ثقافة جديدة تطبعها النسبية الفردية، ثقافة تميل إلى الانغلاق على الله، يتعين على المؤمنين الكاثوليك أن يكثّفوا جهودهم لتعزيز الحوار مع هذه الثقافة المعاصرة، وحملها على الانفتاح على القيم الحقيقية.

وبغية تأدية هذه الرسالة يجب أن يستخدم المؤمن الوسائل التي يضعها بتصرفه الإيمان والعقل، متوكلاً على قدرة الله. وينبغي أيضاً إلا ننسى أنه توجد في عالم اليوم "مؤشرات رجاء"، ثمرة عمل الروح القدس، ومن بين هذه المؤشرات انفتاح العديد من الرجال والنساء على القيم الدينية، واحترام حقوق الإنسان والسعي إلى تعزيزها أكثر من أيّ وقت مضى، والرغبة في الحوار مع أتباع باقي الديانات.

ومن هذا المنطلق، يجب أن تسعى مجلة "شيفيلتا كاتوليكا" إلى المشاركة في هذا الحوار ما بين الثقافات المعاصرة لنشر حقيقة الإيمان المسيحي بطريقة واضحة وشفافة، محافظة على أمانتها للكنيسة وتعاليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي يعطي الكنيسة دفعاً متجدداً، ويجعلها قادرة على مواجهة التحديات الجديدة التي تفرضها ثقافاتنا المعاصرة. وذكّر قداسته بأهمية السعي الدؤوب والمتواصل إلى نشر العقيدة الاجتماعية للكنيسة، وهذا ما فعلته المجلة خلال السنوات المائة والخمس والخمسين الماضية.

وفي ختام كلمته، قال البابا إن الكرسي الرسولي يريد أن يجدد ثقته بمجلة "شيفيلتا كاتوليكا" اليسوعية. وأوكل نشاط العاملين في هذه المجلة إلى العذراء مريم كرسي الحكمة ثم منح الجميع فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.