2006-02-15 16:08:27

نشيد "تعظم نفسي الربّ" محور مقابلة قداسة البابا العامة مع المؤمنين


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين، والتي تمّت اليوم على مرحلتين. فقد التقى قداسته عند الساعة العاشرة والنصف في البازيليك الفاتيكانية الطلاب الإيطاليين والمشاركين في مسيرة الحج التي دعا إليها "أخوة القديس يوحنا". وعند الساعة الحادية عشرة توجّه الحبر الأعظم إلى قاعة البابا بولس السادس في الفاتيكان حيث كان بانتظاره ما يقارب تسعة آلاف مؤمن وحاج قدموا من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم للإصغاء لتعاليم الحبر الأعظم.

في تحيته إلى الطلاب الإيطاليين قال البابا: أيها الأصدقاء الأعزاء، لقد شئتُ من خلال رسالتي العامة الأولى "الله محبة" التي صدرت مؤخراً أن أذكّر الجميع بأن محبة الله هي مصدر وينبوع فرحنا الحقيقي. ولذا أدعو كلّ واحد منكم إلى أن يفهم هذه المحبة بشكل أعمق ويفتح قلبه لها لأنها قادرة على جعلنا شهوداً حقيقيين للإنجيل وأصدقاء ليسوع المسيح ورسله. وتابع قداسته يقول: يجب أن ننقل محبة الله إلى الأشخاص الضعفاء والمحتاجين، ولا تسنوا أنه من خلال نشر المحبة الإلهية يساهم كلّ واحد منا في بناء عالم أكثر عدلاً وتضامناً.

بعدها انتقل الأب الأقدس إلى قاعة البابا بولس السادس حيثُ أجرى مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين وتمحورت هذا الأسبوع حول نشيد "تعظّم نفسي الرّب". قال قداسته: نصل اليوم إلى ختام سلسلة التعاليم التي بدأها سلفي الحبيب البابا يوحنا بولس الثاني لسنوات خلت وشاء أن تتمحور حول المزامير والأناشيد التي تشكل النسيج الأساسي لليتورجية التسبيح وصلوات المساء. ونختتم اليوم هذه المسيرة الطويلة بصب اهتمامنا على نشيد "تعظّم نفسي الرب" (لوقا 1، 46-55). إن هذا النشيد، قال قداسته، يعكس تواضع المؤمنين وانفتاحهم على النعمة الإلهية المخلِّصة. فالنشيد كله مطبوع بهذا "التواضع".

يأتي القسم الأول من هذا النشيد المريمي بمثابة صوت يرتفع نحو السماء ليبلغ الربّ. وتشكل الصلاة "احتفالاً وابتهاجاً" بالنعمة الإلهية التي دخلت قلب مريم العذراء وكيانها، وجعلت منها أمّاً للرب. ولهذا السبب يأتي نشيد "تعظم نفسي الربّ" بمثابة تسبيح وشكر لله. وأضاف قداسته يقول: إن مريم العذراء كانت تعي جيداً أن الله سيوكل إليها رسالة تؤديها من أجل البشرية كلها وأن هذه الرسالة ستدخل في صلب تاريخ الخلاص.

أما في الجزء الثاني من هذا النشيد المريمي، تضمّ جماعة المؤمنين صوتها إلى صوت مريم العذراء، وتسبح الله على أفعاله الخارقة: "كشف عن شدة ساعده ... شتت ذوي القلوب المستكبرة ... وضع الأعزّاء عن العروش ... رفع الأذلاّء ... أشبع الجياع من الخيرات ... صرف الأغنياء فارغين ... نصر عبده إسرائيل".

من خلال هذه الأعمال الإلهية السبعة ـ قال البابا ـ يظهر بوضوح أن الله يقف إلى جانب الآخِرين، ولا بد من أن تظهر قوته الخفية في نهاية المطاف، لينصر من اختارهم: "الذين يتّقونه"، "المتواضعين"، "الجياع"، "عبده إسرائيل" أي شعب الله المؤلف من كلّ شخص فقير، متواضع وطاهر القلب، مثل مريم العذراء. هذا الشعب الذي توجّه إليه المسيح قائلاً "لا تخف أيها القطيع الصغير، فقد شاء أبوكم أن يُنعم عليكم بالملكوت" (لوقا 12، 32).

وفي ختام مقابلته العامة وجّه قداسة البابا تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين، وخص بالذكر المرضى والأزواج الجدد سائلاً القديسَين كيريلوس وميتوديوس مبشّرَي الشعوب السلافية، وقد احتفلت الكنيسة بعيدهما يوم أمس الثلاثاء، أن يساعدا المؤمنين على أن يكونوا رسلاً للإنجيل، وخميرة لتجدّد أصيل لحياتنا الشخصية، العائلية والاجتماعية. هذا ثم منح الحبر الأعظم الجميع فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.