2006-02-10 16:05:08

الكردينال رويني يترأس مراسم جنازة الأب أندريا سانتورو: إنَّ حبَّة الحنطة التي تقعُ في الأرض، إنْ لم تمُتْ فإنَّها تبقى وحدَها وإنْ ماتت أتتْ بثمَرٍ كثير


ترأس الكردينال كاميلو رويني نائب قداسة البابا العام على أبرشية روما ورئيس مجلس أساقفة إيطاليا، صباح الجمعة، في بازيليك القديس يوحنا اللاتران، مراسم جنازة الأب أندريا سانتورو، كاهن رعية القديسة مريم في مدينة ترابزون التركية، الذي قُتل يوم الأحد الماضي، على يد فتى تركي أطلق عليه النار.

وألقى الكردينال رويني عظة ذكَّر فيها بالمحطات الهامَّة في حياة الأب سانتورو الذي وُلد عام 1946 وترعرع في كنف عائلة مسيحية تقيَّة، ونال السيامة الكهنوتية في الثامن عشر من شهر تشرين الأول أكتوبر من عام 1970.

تنقَّل في مهام راعوية عديدة، وزار القدس في عام 1980، وأدرك دعوته الخاصَّة، من خلال رحلات الحجِّ إلي الشرق الأوسط، وإلحاح النائب الرسولي حينها في الأناضول المطران روجيرو فرانشيسكيني أن يكون معه. وهكذا طلب الأب الراحل أندريا سانتورو الذهاب إلى الأناضول حيث أراد أن يعزِّز تبادل العطايا، سيَّما الروحية، بين الشرق وروما، بين المسيحيين واليهود والمسلمين.

وهكذا توجَّه إلى الأناضول في العام 2000، بداية في أورفا، حيث كان سعيدًا حتَّى في الوحدة التي كان يعيشها وعلى الرغم من المصاعب الجمَّة في تعلّم لغة جديدة. وبعد ثلاث سنوات انتقل إلى ترابزون حيث كان يصلِّي ويسعى للقيام بأعمال خيرٍ، عبر احترام القوانين المحليَّة. وتنطبق عليه كلمات بولس الرسول نفسه:" فالحياة عندي هي المسيح، والموت رِبح".

وتابع الكردينال رويني عظته يقول إنَّ الأب أندريا سانتورو كان رجل إيمان وشاهدًا على المحبَّة المسيحية، وكان مقتنعًا بأنَّ يسوع المسيح بذل حياته للجميع على الصليب، وينبغي على تلميذ المسيح، سيَّما الكاهن، أن يحبِّ الجميع بدون تمييز، وكما يقول بولس الرسول:"لأنَّ محبة المسيح تأخذ بمجامع قلبنا عندما نفكِّر أنَّه إذا كان قد ماتَ واحد من اجل جميع الناس، فجميع الناس ماتوا أيضًا".

كان رجلاً في غاية الذكاء ويؤمن بعمق بكلمات يسوع:" إنَّ حبَّة الحنطة التي تقعُ في الأرض، إنْ لم تمُتْ فإنَّها تبقى وحدَها وإنْ ماتت أتتْ بثمَرٍ كثير". تحلَّى بالشجاعة المسيحية، هذه الشجاعة التي قدَّمها الشهداء على مرِّ العصور: شجاعة تجد جذورها بالإتحاد مع يسوع المسيح. وكلُّ واحد منَّا يحتاج إلى هذه الشجاعة، إذا ما شئنا التأكيد على الحقَّ في الحرية الدينية.

وذكَّر الكردينال رويني بعدها بكلمات القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل روما:"إنِّي واثقٌ بأنَّه لا الموتُ ولا الحياة... ولا شيء بوسعه أن يفصلنا عن محبَّة الله لنا، في ربِّنا يسوع المسيح". وهكذا نتعلَّمُ بدورنا ألاَّ نستسلم للخوف، متذكِّرين كلمات يسوع:"لا تخافوا الذين يقتلون الجسدَ ولا يستطيعون قتْل النفس، بل خافوا الذي يقدر على أنْ يُهلكَ النفس والجسد جميعًا في جهنَّم." وشجاعة الأب أندريا هي شجاعة المحبَّة لبناء التفاهم والصداقة والسلام حيث يسود غياب التسامح والكراهية.

وفي ختام عظته أثناء مراسم جنازة الأب أندريا سانتورو قال الكردينال كاميلو رويني: اودُّ التعبير عن اقتناعي الخاص بأنَّ في تضحية الأب أندريا توجد جميع عناصر الإستشهاد المسيحي.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.