2006-02-03 16:06:22

قداسة البابا يشكر الرب على عطية الحياة المكرسة: كالشموع المضاءة إزرعوا في كلِّ مكان محبة المسيح نور العالم


احتفالاً بعيد تقدمة الرب يسوع إلى الهيكل واليوم العالمي للحياة المكرَّسة، في الثاني من شباط فبراير، ترأس قداسة البابا عند الساعة الخامسة والنصف من عصر أمس الخميس، القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس، وألقى عظة قال فيها: إنَّ الإحتفال بعيد تقدمة يسوع إلى الهيكل، بعد مضيِّ أربعين يومًا على ميلاده، يضع أمام أعيننا لحظة مميزة في حياة العائلة المقدَّسة: فبحسب شريعة موسى، صعد يوسف ومريم بيسوع إلى أورشليم، ليقرِّباه إلى الرب. ونحن أمام سر بسيط وعظيم في الآن معًا، تحتفل فيه الكنيسة المقدسة بالمسيح، بكر الخليقة الجديدة. أمَّا مسيرة الشموع التي بدأنا فيها احتفالنا، فجعلتنا نعيش مجددًا الدخول الممجد، الذي ينشده المزمور الثالث والعشرون لمن هو "ملكُ المجد" و"ربّ الجنود".

وذكَّر البابا في عظته بما جاء في الرسالة إلى العبرانيين:"وهو الذي في أيام حياته البشرية، رفعَ الدعاء والإبتهال بصراخ شديد ودموع ذوارف إلى الذي بوسعه أن يخلِّصه من الموت، فاستُجيب طلبُه لتقواه، وتعلَّم الطاعة، وهو الإبن، بما لقي من الألم، ولمَّا جعل كاملاً صار لجميع الذين يطيعونه علَّة خلاص أبدي". وأضاف الأب الأقدس يقول: إنَّ أوَّل شخص يتَّحد مع المسيح على طريق الطاعة والإيمان الممتَحن والألم المتقاسم، هي مريم، أمُّه. فمريم العذراء ومن خلال حمل ابنها إلى أورشليم، تقرِّبه للرب حملا حقيقيا يمحو خطايا العالم، وتقدِّمه لسمعان وحنَّة إعلان فداء، ولجميع البشر نورًا لمسيرة أكيدة على طريق الحقيقة والمحبَّة.

وتابع قداسة البابا عظته متحدِّثًا عن احتفال الكنيسة أيضًا في الثاني من شباط فبراير بيوم الحياة المكرسة وقال: إنَّها مناسبة ملائمة لتسبيح الربِّ وشكره على عطية الحياة المكرسة. فكما أنَّ حياة يسوع، في طاعته وتكريسه للآب، هي مثل حيٌّ "لإلهنا معنا"، يصبح هكذا التكريس الكامل لأشخاص مكرسين للآب والأخوة، علامة متألقة لحضور ملكوت الله في عالم اليوم.

فطريقة عيشهم وعملهم، أضاف قداسته يقول، قادرة على إظهار الإنتماء الكامل للربِّ الوحيد؛ ويشكِّل تسليم ذواتهم الكامل بين يدي المسيح والكنيسة إعلانًا قويًا وواضحًا لحضور الله في لغة يفهمها أيضًا معاصرونا. وهذه هي الخدمة الأولى التي تقدِّمها الحياة المكرسة للكنيسة والعالم. فإنَّهم داخل شعب الله كحراس يبشرون بالحياة الجديدة الموجودة دائمًا في التاريخ.

وفي ختام عظته حيا البابا عميد مجمع مؤسسات الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية المطران فرانك رودي إضافة إلى معاونيه وقال: فليجدِّد الرب يوميًا في حياتكم الإجابة الفرحة على محبته المجانية والأمينة... وكالشموع المضاءة، إزرعوا في كلِّ مكان محبة المسيح، نور العالم، ولتساعدكم مريم الكلية القداسة على عيش دعوتكم ورسالتكم في الكنيسة، من أجل خلاص العالم.








All the contents on this site are copyrighted ©.