2006-01-29 12:29:30

قداسة البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس: تاريخ الكنيسة هو تاريخ القداسة المستمدة من المحبة الحقيقية والوحيدة التي تجد جذورها في الله


تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا: من خلال رسالتي العامة الأولى التي صدرت يوم الأربعاء الماضي أردتُ أن أسلّط الضوء على أهمية المحبة في حياة كلّ مسيحي وفي حياة الكنيسة جمعاء. وشئتُ أن أذكّر أيضاً بأن القديسين كانوا شهوداً لهذه المحبة، جاعلين من حياتهم نشيداً لله الذي هو محبة.

وأفكّر بنوع خاصّ بالقديسين الأوائل الذين رافقوا انطلاقة الكنيسة، كانوا رسلاً للبشارة بالإنجيل، كالقديس بولس الرسول. وهناك أيضاً القديسون الذين عاشوا في القرون الوسطى شأن القديس توما الأكويني، وكان مثالاً للاهوتي الكاثوليكي الذي يلتقي المسيح ذروة الحقيقة والمحبة. ويتوجّه فكري أيضاً إلى قديسي زمننا المعاصر كالقديس بوسكو، الذي اضطرمت في قلبه نار محبة المسيح الراعي الصالح، واعتنى بالصغار المهمّشين وأصبح لهم أباً ومعلماً.

تاريخ الكنيسة هو تاريخ القداسة المستمدة من المحبة الحقيقية والوحيدة التي تجد جذورها في الله. وتابع البابا حديثه عن القديسين يقول: إن هذا العدد الهائل من الرجال والنساء الذين كرّسوا أنفسهم للإنجيل بقوة روح المسيح، يحملنا على التأمل بأهمية الحياة المكرّسة كتعبير عن المحبة. وقد ذكّر المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بأن التمثّل بالمسيح، من خلال معانقة العفة والفقر والطاعة، يقود خطوات الإنسان نحو المحبة الكاملة.

وبغية تسليط الضوء على أهمية الحياة المكرسة، تحتفل الكنيسة في الثاني من شباط فبراير القادم، يوم عيد تقدمة الرب إلى الهيكل، بـ"يوم الحياة المكرّسة". وسأترأس عصراً القداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية، كما كان يفعل سلفي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، وأدعو إلى المشاركة في الذبيحة الإلهية جميع الرجال والنساء المكرّسين المقيمين في روما.

فلنرفع الشكر لله على هبة الحياة المكرسة ولنصلي كيما تبقى في العالم علامة لمحبة الله الرؤوفة. ولنطلب إلى العذراء مريم أن تساعد المسيحيين، سيما المكرسين والمكرّسات، على السير بفرح ورجاء في طريق القداسة.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، وقبل أن يوجّه تحياته المعتادة بلغات عدّة إلى وفود الحجاج والمؤمنين قال البابا: نحتفل هذا الأحد باليوم العالمي لمرضى داء البرص، والذي أطلقَه راوول فوليرو لأكثر من خمسين سنة خلت. وأود أن أوجّه تحية خاصّة إلى المصابين بهذا المرض، وكلمةَ تشجيع إلى المرسلين والعاملين الصحيين والمتطوعين الملتزمين في خدمة هؤلاء الأشخاص. هذا ثم منح قداسة البابا الجميع فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.