2006-01-25 15:58:17

في مقابلة الأربعاء العامة البابا يحدث المؤمنين عن المزمور 143 : لا بدَّ من الوقوف إلى جانب إله المحبَّة والعدل


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم مقابلة الأربعاء العامَّة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، وتمحور تعليمه الأسبوعي حول المزمور الـ 143 من الآية 9 وحتى الـ 15. قال الأب الأقدس: "ينتهي اليوم أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، وقد تأمَّلنا أثناءه بأهميَّة رفع الصلاة إلى الله لإبتهال العطية الكبيرة، عطية الوحدة الكاملة بين جميع تلاميذ المسيح. فالصلاة حقًا تساهم بطريقة أساسية في جعل الإلتزام المسكوني المشترك للكنائس والجماعات الكنسيَّة، أكثر صدقًا وغنًى بالثمار.

وفي لقائنا اليوم، أضاف البابا يقول، نودُّ أن نتأمل بالمزمور الـ 143 من مزامير صلاة المساء، ويتحدَّث عن صورة "المُكرَّس"، يسوع الذي يجذب إليه جميع البشر ليكونوا "واحدًا". أمَّا المناخ الذي يسود هذا النشيد فنراه مطبوعًا بالخير والإزدهار والسلام. "أللهمَّ إني أرنمُّ لكَ ترنيمًا جديدًا، بالعودِ العُشاري أُشيدُ لك... إنتشِلني وأَنقذني من أيدي بني الغرباءِ الذين نطقتْ أفواههم بالباطل ويمينُهم يمين زور". غير انَّ هناك بعدًا إيجابيًا، قال البابا، العالم الجديد الفرح، وهذا هو السلام المسيحاني، أفق منير يتحرك في تتابع أطر حياة اجتماعية، وهي قادرة على أن تُصبح لنا أيضا أمنية من أجل ولادة مجتمع أكثر عدلا.

وتابع الأب الأقدس يقول: نبدأ أوَّلا بالعائلة التي ترتكز إلى حيوية الأجيال. فالأبناء هم رجاء المستقبل و"كغراسٍ غضَّة؛ والبنات "كأعمدةِ الزوايا مزيَّناتٌ على هيئةِ هيكل".ومن العائلة ننتقل إلى الحياة الإقتصادية والأرياف والأهراء الممتلئة من جميع الأصناف فالغنم والماشية المُحمَّلة. ومن ثمَّ، ينتقل النظر إلى المدينة،أي داخل الجماعة المدنية التي تنعم أخيرًا بالهدوء وعطية السلام الثمينة. فبالفعل ولا يُسمع بعدُ صوت صراخ اليائسين والجرحى والضحايا والأيتام، الإرث المحزن للحروب.

وأشار البابا في تعليمه إلى أنَّ هذا الرسم لعالم مختلف، ولكنَّه ممكن، أوكل إلى عمل المسيح وشعبه. ومعًا نستطيع تنفيذ هذا المشروع بتناغم وسلام، من خلال وقف العمل المدمِّر للكراهية والعنف والحروب. ولكن، لا بدَّ من الوقوف إلى جانب إله المحبَّة والعدل.

ولهذا، قال الأب الأقدس، ينتهي المزمور الـ 143 بالطوبى لشعبٍ تلكَ حالُهم، لشعبٍ الربُّ إلهُهم، لشعب لا يتخلَّى عن إيمانه وقيمه الروحية والأخلاقية، لشعبٍ يستطيع أَنْ يُنشد مع صاحب المزامير "نشيدًا جديدًا"، مليئًا بالثقة والرجاء. إنَّ إشارة المزمور العفوية هي إلى العهد الجديد الذي سبق وأعلنه الأنبياء وتتحقَّق في المسيح، إلى الإنسان الجديد، إلى فرح الحياة المتجدِّدة والمُفتادة، وإلى الجديد نفسه الذي هو المسيح وإنجيله.

هذا وحيا قداسة البابا المؤمنين بلغات متعدِّدة خاصًا بالذكر الشباب والمرضى والأزواج الجدد، وتحدَّث أيضًا عن رسالته العامة الأولى "الله محبَّة" التي صدرت هذا الأربعاء الخامس والعشرين من يناير كانون الثاني، الموافق واختتام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين والإحتفال بعيد ارتداد القديس بولس الرسول، وتمنَّى قداسته أن تساهم قراءتها في تقوية إيماننا وتساعدنا على محبَّة الله أكثر فأكثر والقيام بأعمال محبَّة تجاه القريب.








All the contents on this site are copyrighted ©.