قداسة البابا يستقبل أعضاء معهد كابرانيكا: أدعوكم لأن تجعلوا المسيح نُصب عيونكم، فهو رأس إيماننا ومتمِّمه

استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم في الفاتيكان أعضاء معهد كابرانيكا، عشية الإحتفال بعيد شفيعتهم القديسة أغنيس، ووجَّه لهم كلمة عبَّر فيها عن سروره بلقائهم لأوَّل مرَّة منذ اعتلائه السدَّة البطرسيَّة، وقال للطلاب: تعيشون مرحلة فائقة الأهميَّة، وأعني التنشئة التي تشكِّل وقتًا ملائمًا للنموِّ إنسانيًا، ثقافيًا وروحيَّا. ويساعدكم المعهد أيضًا للإستعداد جيدًا للرسالة الراعوية، من خلال الصلاة والدراسة والحياة الجماعيَّة ومؤازرة المنشِّئين.

وأضاف الأب الأقدس يقول إنَّ معهد كابرانيكا الغني بالتاريخ يندمج في حياة أبرشيَّة روما، كما وأنَّ إمكانية متابعة الدروس اللاهوتية في هذه المدينة تقدِّم فرصة ملائمة للنموّ والإنفتاح على متطلبات الكنيسة الجامعة. ودعا قداسة البابا الطلاب إلى الإستفادة من كلِّ مناسبة للشهادة بفاعلية على الإنجيل وسط أناس زمننا الحاضر.

وتابع الحبر الأعظم كلمته قائلا: للإجابة على انتظارات المجتمع المعاصر،  وللتعاون في عمل البشارة الذي يعني جميع المسيحيين، هناك حاجة لكهنة شجعان، يهتمّون أوَّلا، وبدون طموح أو خوف، بالتبشير بالمسيح، ويكونون مستعدّين للحنو على الآلام البشرية، من خلال جعل الكلّ سيما الفقراء ومَن يواجهون المصاعب، يختبرون محبَّة الله وقرب العائلة الكنسيَّة منهم.

وشدَّد البابا أيضًا في كلمته على أهميَّة النضوج الإنساني وأشار إلى أنَّ تعليم الكنيسة يقترح التزامًا جديًا في التقديس الشخصي وممارسة الفضائل، سيما الوداعة والمحبَّة، وذكَّر بضرورة تعزيز الشركة مع مختلف أعضاء شعب الله، كي ينمو اقتناع كلّ فرد بانَّه عضو في جسد المسيح الواحد، وكما يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل روما:"فكما أنَّ لنا أعضاءً كثيرةً في جسدٍ واحد، وليس لجميع هذه الأعضاء عملٌ واحد، فكذلك نحن في كَثرتنا جسدٌ واحدٌ في المسيح، لأنَّنا أعضاءُ بعضنا لبعض، ولنا مواهب تختلفُ باختلاف ما أُوتينا من المحبَّة."

ولكي يتحقَّق كلّ ذلك، أضاف قداسة البابا يقول: أدعوكم لأن تجعلوا المسيح نُصب عيونكم، فهو رأس الإيمان ومتمِّمه. فكلَّما كنتم على شركة معه، تتمكَّنون أكثر فأكثر اتباع من خطواته بامانة، "ففي المحبَّة، رباط الكمال". وفي ختام كلمته إلى أعضاء معهد كابرانيكا، عشية الإحتفال بعيد شفيعتهم القديسة أنييس، منح الأب الأقدس الجميع بركته الرسولية.