2006-01-18 16:05:04

في مقابلة الأربعاء العامة، قداسة البابا يتحدَّث عن أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، ويعلن عن نشر رسالته العامة الأولى "الله محبة" في الخامس والعشرين من الجاري


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان، وتمحور تعليم قداسته هذا الأسبوع حول الآية الإنجيلية "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي كنتُ هناك بينهم" (متى 18، 20).

استهل الحبر الأعظم تعليمه بكلمات يسوع القائل لتلاميذه: "إذا جمع اثنان منكم في الأرض صوتَيهما وطلبا حاجة، حصلا عليها من أبي الذي في السماوات" (متى 18، 19). ثم قال البابا: يبدأ اليوم أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، الذي بات موعداً تقليدياً يتكرّر كلّ عام ويحملنا على التفكير بالانقسام المأساوي الحاصل داخل الجماعة المسيحية، ونضم خلاله صوتنا إلى صوت يسوع المسيح الذي سأل أباه قائلاً: "ليكونوا فينا واحداً، ليؤمن العالم بأنكَ أنتَ الذي أرسلتني" (يوحنا 17، 21). وترفع الصلاةَ من أجل وحدة المسيحيين، في أنحاء العالم كافة، الجماعات الكاثوليكية، الأرثوذكسية، والبروتستنتية التي يجمعها قاسم مشترك واحد وهو الإيمان بيسوع المسيح الربّ والمخلّص الأوحد.

وتابع الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي يقول: سلّط المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الضوء على أهمية الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، معتبراً أنها تشكّل "روح الحركة المسكونية كلها"، وتحملنا هذه النظرة على طاعة الإنجيل لنعيش وفقاً لمشيئة الله.

وعلى الرغم من الانقسام بين المسيحيين، مضى الحبر الأعظم إلى القول، ينبغي علينا أن نرفع الصلاة بصوت واحد إلى الله. وهذه الصلوات المشتركة التي تُرفع إلى الله من مختلف أنحاء العالم ـ في هذا الزمن بالذات وخلال عيد العنصرة ـ تأتي تعبيراً عن رغبة جميع المسيحيين في بلوغ الوحدة الكاملة، ومما لا شكّ فيه أن هذه الصلوات المشتركة تشكّل وسيلة فاعلة للحصول على "نعمة الوحدة". وهذا ما تؤكّده لنا كلمات المسيح الذي قال لتلاميذه: "إذا جمع اثنان منكم في الأرض صوتيهما وطلبا حاجة، حصلا عليها من أبي الذي في السماوات، فحيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي كنتُ هناك بينهم" (متى 18، 19-20). وكان المسيح قد أكّد لتلاميذه، بعد قيامته من بين الأموات، أنه سيبقى معهم "طوال الأيام إلى انقضاء الدهر" (متى 28، 20).

وتابع قداسة البابا تعليمه الأسبوعي قائلاً: "فلنرفع الشكر لله على ما تم تحقيقه في مسيرة العلاقات المسكونية بين المسيحيين، وعلى استعادة علاقات الأخوة والتضامن والتقارب في وجهات النظر فيما يتعلّق ببعض المسائل. وكان سلفي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني قد عمل بلا كلل أو تعب خلال سني حبريته من أجل تعزيز العلاقات المسكونية بين أتباع المسيح كافة. فلنصلي أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، من أجل بلوغ الوحدة بين المسيحيين، وكيما نعي أن تحقيق هذا الهدف يتخطّى قدراتنا البشرية المحدودة جداً، ونعرف أن الوحدة هي قبل كلّ شيء هبة من الله.

وأضاف البابا بندكتس السادس عشر يقول: سأتوجه يوم الأربعاء القادم، الخامس والعشرين من الجاري، يوم الاحتفال بعيد ارتداد القديس بولس الرسول، إلى بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما القديمة، لأرفع الشكر لله، مع أخوتي الأرثوذكس والبروتستنت، على كلّ ما وهبنا إياه ولنسأل الربّ أن يقود خطواتنا على درب الوحدة.

وستُنتشر في اليوم عينه رسالتي العامة الأولى تحت عنوان "الله محبة". وأردتُ ـ من خلال هذه الرسالة ـ أن أسلّط الضوء على مفهوم المحبة في مختلف أبعادها. وشئت أن أؤكّد أن الحبَّ بين الرجل والمرأة يستمد جذوره من "طيبة الخالق"، وأن هذا الحبَّ يبلغ ذروته عندما يتخلى أحد الزوجين عن البحث عما يُفرحه ويُسرّه، بل يبحث ـ قبل كلّ شيء ـ عن سعادة الشخص الآخر. وبهذه الطريقة ينفتح هذا الحبّ على العائلة والمجتمع والكنيسة والعالم كلّه.

هذا ثم وجّه الحبر الأعظم تحياته المعتادة بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين الحاضرين في قاعة البابا بولس السادس، خاصاً بالذكر الشبان والمرضى والأزواج الجدد، ثم منح الجميع فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.