2006-01-15 13:02:31

البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي: الصداقة مع يسوع تضمن للروح السكينة والصفاء حتى في اللحظات الصعبة


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص ليحدث المؤمنين الذين تهافتوا بالآلاف من مختلف أنحاء العالم إلى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لسماع كلمة الحبر الأعظم والصلاة معه. قال البابا: مع الاحتفال الأسبوع الفائت بعماد السيد الرب بدأت فترة السنة الليتورجية. إن جمال هذه الفترة يكمن في الدعوة إلى عيش حياتنا اليومية كدرب قداسة وبمعنى آخر درب إيمان وصداقة مع يسوع المسيح المعلم والرب الذي هو الطريق والحق والحياة لكل إنسان. وهذا ما يقترحه علينا الإنجيلي يوحنا إذ يعرض اللقاء الأول ليسوع مع عدد من الذين أصبحوا في ما بعد رسله. وكان هؤلاء تلاميذ يوحنا المعمدان الذي دلَّهم على يسوع حين قال بعد العماد في نهر الأردن "هو ذا حمل الله. فلما سمع التلميذان كلامه تبعا يسوع. فقال لهما ماذا تريدان. فقالا له رابي أين تسكن. فقال لهما تعاليا وانظرا فأتيا ونظرا حيث يسكن وأقاما عنده ذلك اليوم. أندراوس أخو سمعان كان واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعا يسوع. فوجد أولا سمعان أخاه فقال له لقد وجدنا المسيح".

أضاف البابا يقول إن تعليم إنجيل اليوم يدفعنا إلى عيش حياتنا على طريق الروحانية مع يسوع لنبحث عنه باستمرار. فالفرح الحقيقي يكمن في العلاقة معه المسيح وفي اتباعه ومحبته. ما يكفي للمسيحي هو أن يكون تلميذ المسيح. لأن الصداقة مع يسوع تضمن للروح السكينة والصفاء حتى في اللحظات الصعبة. وعندما تعترض الإيمان ليال مظلمة حيث نعجز عن الشعور بوجود الله فإن الصداقة مع يسوع تضمن محبتنا له. فلا علو ولا عمق ولا خلق آخر يقدر أن يفصلنا عن محبة الله التي هي في المسيح يسوع ربنا. مضى قداسة البابا إلى القول علينا أن نبحث عن المسيح ينبوع الحقيقة والحياة. إن كلمة الله تدعونا في بداية السنة الجديدة إلى استئناف طريق الإيمان هذا. رابي أين تسكن؟ لنقل هذه الكلمات ليسوع فيرد علينا تعالوا وانظروا. الحياة المسيحية بالنسبة للمؤمن ليست إلا بحثا مستمرا واكتشافا جديدا لأن يسوع هوهو أمس واليوم وإلى الأبد. يأتي المسيح صوبنا ليهبنا ملء الحياة. فلنسأل العذراء الكلية القداسة أن تساعدنا على اتباع يسوع ولنتذوق كل يوم فرح ولوج سره.

هذا ثم تلا البابا والمؤمنون صلاة التبشير الملائكي وأضاف يقول يُحتفل اليوم باليوم العالمي للمهاجر واللاجىء. إن الهجرات ظاهرة منتشرة في عالم اليوم لها أوجه مختلفة. فقد تكون طوعية أو قسرية، قانونية أو غير قانونية، لأسباب عمل أو للدراسة. وإذا تم من جهة الإقرار باحترام التنوعية العرقية والثقافية تبقى من جهة أخرى صعاب الاستضافة والاندماج. إن الكنيسة تدعو إلى قبول النواحي الإيجابية لهذه الظاهرة وتخطي أشكال الفصل العرقي والظلم واحتقار الشخص البشري المخلوق على صورة الله ومثاله.

وخلص البابا إلى القول تحتفل أبرشية روما اليوم بيوم المدرسة الكاثوليكية. أحي في هذه المناسبة الأساتذة والأهالي والتلاميذ وأشجعهم على الاستمرار في ترسيخ التزامهم التربوي والمفهوم المسيحي للإنسان والمجتمع. بعدها منح البابا المؤمنين الحاضرين ومن استمعوا إليه عبر الإذاعة والتلفزيون بركته الرسولية. 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.