2006-01-14 16:42:57

إنجيل الأحد 15 كانون الثاني يناير 2006. وقفة تأملية حول كلمة الحياة


وكان يوحنا في الغد أيضا قائما هناك، ومعه اثنان من تلاميذه. فنظر إلى يسوع وهو سائر وقال: "هوذا حمل الله!" فسمع التلميذان كلامه فتبعا يسوع.

فالتفت يسوع فرآهما يتبعانه فقال لهما: "ماذا تريدان؟" قالا له: "رابي(أي يا معلم) أين تقيم؟" فقال لهما: "هلما فانظرا!" فذهبا ونظرا أين يقيم، فأقاما عنده ذلك اليوم، وكانت الساعة نحو الرابعة بعد الظهر. وكان إندراوس أخو سمعان بطرس أحد اللذين سمعا كلام يوحنا فتبعا يسوع. ولقي أولا أخاه سمعان فقال له: "وجدنا المشيح" ومعناه المسيح. وجاء به إلى يسوع فنظر إليه يسوع وقال: "أنت سمعان بن يونا، وستدعى كيفا"، أي صخرا.                                                      (يوحنا 1 /35 -42)

 

التأمل RealAudioMP3

 

عندما رأى يوحنا المعمدان وهو يبشر على ضفاف الأردن المسيح آتيا قال بعفوية لتلميذيه: "هوذا حمل الله!". ولم ينتظر التلميذان كلمة أخرى من يوحنا حتى تبعا يسوع. فكأن عبارة "حمل الله" مألوفة جدا عند عامة الناس والقلوب مهيأة أيضا:

يذكرنا يوحنا بالحمل الفصحي الذي يرمز إلى النجاة والخلاص من العبودية، ويسوع هو الذي يرفع خطيئة العالم أي ينشر الحب في الأرض ويصالح الإنسان مع الله.

نتذكر مع يوحنا عبد الله عند آشعيا النبي وهو أحد ألقاب المسيح؛ عبد الله المتألم والمنتصر أيضا.

ولا ننسى أن نعود مع يوحنا إلى اسحق، ويعني اسمه الحمل الموهوب من الله، حين قربه أبوه إبراهيم أضحية. ويسوع يقول: "هاأنذا آت لأعمل بمشيئتك"، فبطواعية وثقة بالله أبيه محا خطايا البشر.

يرى يوحنا في المسيح أيضا صورة موسى الذي قاد الشعب من العبودية إلى ارض الخلاص؛ فقد حررنا يسوع من أصول الشر وعبوديته.

ينظر يسوع في العمق وينمي الإيمان في قلوب سامعيه من خلال أسئلة يطرحها عليهم: "ماذا تريدان؟" ولا يحجب الجواب عنهم: "هلما فانظرا!". المعمدان يوحنا رأى وآمن وهو الآن يشهد للآتي بعده. وبفضل شهادته آمن التلميذان اللذين ذهبا ونظرا أين يقيم يسوع، وهذا ما حدا بأندراوس للمجيء ببطرس أخيه ويقدمه إلى المسيح الذي بادره بالقول عندما رآه:"أنت سمعان بن يونا، وستدعى كيفا"، أي صخرا. بضع كلمات قلبت حياة بطرس رأسا على عقب، فصار الحجر الرئيس لبنيان كنيسته المقدسة.

هكذا تنشأ الرغبة في الإنسان كي يتبع المسيح: يسوع ينادي ويدعو من شاء ومن رأى وآمن، سار على دربه بخطى ثابتة.

مع البابا بولس السادس نصلي: "إليك يا يسوع ربنا، ننظر لتنيرنا أيها النور الآتي إلى العالم، فندرك الدعوة إلى اتباعك، وسماع كلامك الحي، والدخول في شركة حياة معك. إنجيلك قوة وفرح لنا. أحل فينا روحك القدوس، فيغير حياتنا ويفرحها بالأخوة لجميع الناس، والخدمة السخية، والغيرة في العمل الرسولي، فنحقق خير البشرية في الحقيقة والحرية والعدل والمحبة. هكذا إليك نصلي، أيها المسيح، أنت الذي تحيا وتملك مع أبيك وروحك القدوس إلى الأبد. آمين.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.