2006-01-11 15:44:17

قداسة البابا يحدِّث المؤمنين عن المزمور 143 ويدعو الإنسان إلى عدم نسيان الله. مشاركة 30 طفلاً من مدرسة بيسلان في مقابلة الأربعاء العامَّة


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامَّة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، وحدَّثهم عن المزمور 143، من الآية الأولى وحتَّى الثامنة، وقال: إنَّ المزمور يبدأ بنشيد تسبيح للرب "تباركَ الربُّ صخرتي... إنَّه حمايتي وحصني ومَعقلي ومُنقذي وتُرسي." وأمام الله الكلي القدرة، يشعر المصلّي بأنَّه صغير وضعيف وشبهُ هباءٍ، وأنَّ أيامَه كظلٍّ عابر. ولكن، لِم يهتمُّ الله بهذه الخليقة الضعيفة؟ ما الإنسانُ يا ربُّ حتى تعرفَه وابنُ الإنسانِ حتى تفكِّرَ فيه؟ "أَمِلْ سمواتِكَ وانزلْ، مُسَّ الجبال فتدخِّن، أبرق ببروقكَ وشتِّتهُم، أرسِلْ سهامَك وبدِّدْهُم. أرسِل يديَك من عليائك وانتشلني، وأنقذني من غزير المياه، من أيدي بني الغرباء، مَنْ نطقتْ بالباطلِ أفواهُهم ويمينُ كذبٍ يمينُهم."

وتابع قداسة البابا تعليمه مذكِّرًا بكلمات القديس أوريجانوس حول انَّ صاحب المزامير يتكلَّم عن ضعف الإنسان ووضعه البشري. ويعودُ السؤال نفسه ليتكرَّر من جديد:"ما الإنسان يا ربُّ حتى تعرفه وابنُ الإنسان حتى تفكِّرَ فيه؟ إنَّ سعادة الإنسان الكبرى هي التعرّف على خالقه، وهذا ما يميِّزه عن سائر المخلوقات، لأنَّه يعلمُ بوجود خالقه. ويُضيف القديس أوريجانوس: إنَّ الله أنزل السماوات وأرسل يده من عليائه. إنَّ الله قريب منَّا، فهو عمانوئيل، الله معنا، الذي نتعرَّف عليه في وجه يسوع المسيح، الله الذي تجسَّد. ودعا الأب الأقدس الإنسان إلى عدم نسيان الله.

وبعدها وجَّه الحبر الأعظم تحياته إلى المؤمنين بلغات مختلفة، وخصَّ بالذكر الإتحاد الإيطالي لجمعيات إعادة تأهيل المدمنين على المخدِّرات، الذي يحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيسه، وتمنَّى للجميع مواصلة عملهم في خدمة ضحايا المخدِّرات والتهميش.

كما حيَّا قداسته وفدًا من حركة فوكولاري إضافة إلى الشبان والمرضى والأزواج الجُدد، وتمنَّى أن يشكِّل عيد الدِّنح الذي ختم زمن الميلاد دافعًا للجميع، كيما، ومن خلال تذكار معموديتهم، يستعدِّوا للشهادة بفرح على إيمانهم بالمسيح، وفي كلِّ ظرف، في الصحة والمرض، في العائلة والعمل، وكلِّ بيئة يتواجدون فيها.

تجدر الإشارة إلى أنَّ 30 طفلاً من مدرسة بيسلان الروسية، شاركوا في مقابلة الأربعاء العامَّة، وقد نجوا من الإعتداء الإرهابي الذي وقع في الأوَّل من شهر أيلول سبتمبر من عام 2004، مسبِّبًا مقتل أكثر من 340 شخصًا وإصابة زهاء 900 آخرين بجروح.

وفي ختام المقابلة العامَّة، زار الأطفال الحدائق الفاتيكانيَّة، وكانوا وصلوا الأراضي الإيطاليَّة يوم السابع من الجاري، في إطار زيارة نظَّمتها هيئة الدفاع المدني الإيطالي وحكومة جمهورية أوسيتيا، شمال روسيا. وقد زار الأطفال الناجون من هذه الحادثة الأليمة روما، ميلانو والبندقية، ويستعدُّون للعودة إلى ديارهم غدًا الخميس.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.